امتِحَان
أَطْلَقَ صَرخَتَهُ الأولَى مُعْلنًا التَّسجيل،ومَا هيَ سِوى لَحَظَاتٍ حتَّى كَانَ يَعْبُرُ بَابَ الامتِحانِ. لَمْ يكُنْ تِلْميذًا مُجْتهدًا بِما يكْفي لِنَجَاحِهِ دونَ مُساعدةٍ .. لِذلكَ طَلبَهَا بِإلحاح.
عِندمَا أَزِفتْ لَحظةُ صُدورِ النَّتائجِ كَانَ الجَميعُ يَتْبعونَهُ بَاكِين!
خيبة
رَاعَهَا مَا رَأَتْ مِنْ تَعُلِّقٍ بِالشَّابِكَةِ العنْكَبوتِيَّةِ وبِجهازِهِ الملْتَصِقِ بِهِ كُلَّ الوَقت . تَذَمَّرَتْ كَثِيرًا ولَمْ تُفْلحْ احتجَاجَاتُها فِي التَّغييرِ . شَعرَتْ بغُربةٍ دَاخِلَ بيتهِا . قَرَّرَ أن يَشْتري لَها مِثلَهُ لِيُلْهِيَهَا بِه عَنْه .. كَانَ يَتَذرَّعُ دَائِمًا بأهَمِّيتِهِ لأداءِ أَعْمَالِه!
ذَاكَ المَسَاء .. أرَادتْ أن تَخْلقَ جَوًّا معَ عشيرِهَا القَريبِ البَعيدِ عَلَّهَا تَكْسرُ جِدَارَ العُزْلةِ، فَأرْسَلتْ لَهُ عَبْرَ الشَّابِكةِ دُعَابةً مكْتوبَةً ( نكتة ) وَأخَذَتْ تَرْمُقُهُ بانْتِظارِ أن تَرى البَسْمةَ في قَسَماتِ وَجْههِ المُسْتَلَبِ انتبِاهًا إلى الشَّاشَةِ، وعنْدَما لَمْ تَجِدْ وأقْنَعتْ نَفْسَهَا بعَدمِ وُصُولِ الدُّعابةِ … فَاجَأَها رَدُّهُ المَكْتوبُ: ههههههههههه
اتصال
ما بينَ هرَجٍ ومرَجٍ وأصواتُ إطلاقِ الرَّصاصِ والقذائفِ تستبيحُ هدأةَ الليلِ المُفترضةَ، طلبَ الهاتفَ الجوَّالَ وأشارَ بيده للجميعِ بالسُّكوتِ وهو يختارُ رقمَها:
هو : السَّلامُ عليكِ يا أمَّاه
هي : وعليكَ السَّلامُ يا ولدِي ورحمةُ اللهِ .. أينَ أنتَ وكيفَ حالُك؟
هو (بصوتٍ مرتجفٍ) : أوصيكِ بالليلةِ خيرًا فهيَ ليلةُ القدرِ بإذنِ الله.
هي (بعد صمتِ ذهولٍ) : وما أدراكَ يا ولدِي؟
هو : ألمْ تَدْعي لي يومًا بأنْ ألْقى اللهَ فيها؟
هي :(وقد توتَّرتْ وارتفعَ جِدارُ صدْرِها نبْضًا وانفجَرَتْ ينابيعُ عَينيْها بالدُّموعِ حتَّى طافَتْ ضِفافُ خَدَّيها) : ما بكَ يا حَبيبَ أمِّك؟
هو : أشْهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأشششهدُ أنَّ محمَّدًا رسووولُ الله .