أدبشعر

لُغَةُ الضَّاد

نـديـمـةُ قـلـبـي ، يـــا لَـقـلْـبي أمَـــا درى

بــأنّــي مَــــدى ذوقــــي أنـــادمُ بــالـذُّرى

عـظـيـمـةُ جــــاهٍ ، والـجَـمـالُ رداؤهـــا

تــحِــبُّ نـسـيـبًـا لــيـس يـقـربُـهُ الــمِـرا

تــقـولُ حَـبـيـبي لـــو قـصـدتَ ظـلالـنا

نَــمــتْــهـا مَــعــانــي الأوفـــيـــاءِ تـــدبُّـــرا

هُـنـا أطـربـتْ رُوحــي بـرشـفِ عـبيرِها

وراحـــــتْ تــنــاجـي الــطـيـبـاتِ تــأثُّــرا

تــعـانـق بــالألـطـافِ حِــسًّــا وخــاطـرًا

فــيـسـكـبَ وجــدانــي فــراتًــا وكــوثــرا

شــعـوري بــهـا لـــلآنَ يـنـهـلُّ حُـسـنُـه

ولــولا نـداهـا مــا ارتـقـى الـعُـمْرُ مِـنـبرا

زواهـــرُنـــا تــشــتــاقُ آيــــــاتِ ودِّهـــــا

مـــتــى اقــتَــمَـرتْ نـاجـيـتُـهـا مـتـفـكـرا

هـبـيني نَــدى الـرَّيـحانِ يـعـبقُ بـاسمًا

مــن الـشـرق يَـسْـتَسْني يــرومُ تـحضُّرا

دَعــيــنـي أمـــاهــي جَــانـبـيـكِ بـــلاغــةً

هـبـيني وصــالاً مــن عـيـونِكِ كــي أرى

فـعـنـدكِ مـــن رَوْحِ الإمـــامِ عَـجـائبٌ

بــــــــه وَرْدكِ الـــغـــنّــاءُ تالله أزهــــــــرا

بــــه هــامـت الـعـلـياءُ ذكـــرًا ورحــمـةً

أبـــانَ الــهـدى لــمَّـا اصـطـفاكِ مُـكـبِّرا

وَتَـحـتفِلُ الأفـكـارُ حـيـنَ أولــي الـنُّـهى

أتــــوكِ وصَــانــوا لـلـمـنـاهلِ مَــصْـدرا

تـنـاهـيـتِ إبــهــارًا ، تـسـامـيتِ رفــعـةً

تـلـيـدًا طـريـفًـا ظـــلَّ دَيْــدَنُـك الـقِـرى

فــمـا أنـــتِ إلا الـخـلدُ مـنـذ عـشـقتُها

ومــا الـحـبُّ إلا مــن فــؤادكِ يُـشـترى

أأيَّــتُــهـا الــحـسـنـاءُ مـــــا دام كــوكــبٌ

ومـــا بـاسـمـكِ الـرَّاقـي الـمُـتيّمُ أشـعـرا

ومـــــا آبَ إلـــــفٌ يــرتـجـيـكِ مَــحـبـةً

ومــــا صــــانَ مَــبـنـاكِ الــزَّمـانُ وثـــوَّرا

فــديـتُـكِ أنــــتِ الــضـادُ تِــرْيـاقُ أمُّـــةٍ

وكـــــلِّ أريــــبٍ صَــفــوَ حــرفِــكِ آثــــرا

حـنـانيكِ أنــت الــرُّوحُ ، روحُ ثـقـافتي

سَــحـابُـكِ أروى الـمُـغـرمـينَ مُــطـهِّـرا

كـمـالُ الـسَّـنا فــي نـقطةِ الـباءِ حـاضرٌ

وعـــــن كــــلِّ درْبٍ لـلـحـضَـارة أخــبَــرا

أتــيـتُـكِ مُـشـتـاقًـا ، وهـبـتُـكِ مـنـطـقًا

لـــك الــرُّوحُ تـفـدى مــا ودادُكِ بـشَّـرا

وَهـــذا وَمــيـضُ الـــرَّاءِ وافــاكِ شـاكـرًا

لأنَّ ريـــاضَ الـشـعرِ مــن فـيـكِ حَــرَّرا

تــرعـرعَ لـفـظـي فـــي ربـيـعـك مـنـشدًا

وأهـــدى حَـسـاسـينَ الـمـرابعِ أسـطـرا

لأنَّ الـلَّـبـيـبَ الــفَــرْدَ جُــــلَّ مُــنــاهُ أنْ

يُــنــاغـمَ آفـــــاقَ الــمــعـارفِ مُــبــصـرا

فـيـا قــومُ سِـحرُ الـضادِ نـادى عـليكمُ

فـلا تـهجروا الـمغنى الـجليلَ المطهَّرا

فــــمـــا يــــــذرُ الــغــيــداءَ إلا مــغــفَّــلٌ

فكنْ ما تشا ، مُستسلمًا ، أو غَضَنْفَرا

رعـــى اللهُ عــهـدًا فـيـه طــابَ نـمـيرُها

يـــظــلُّ لأقــبــاس الـتـخـاطـبُ آسِــــرا

تــغــنّــت بـــريـــاه الــبــلابــلُ حــيــنـمـا

زمـــانُ الــهـوى أهـــداه كــأسًـا مُـعـطَّرا

فـهـامـت بــأشـذاءِ الـوئـامِ ، صـفـاؤها

بـحـبِّ الأقـاحـي يـمنح الأفـق مـشعرا

أفــــقْ أيــهــا الــشــادي وبــلِّــغ أمـيـمـةَ

قــريــضُ بـنـيـهـا هــــزَّ أفــئــدةَ الـــورى

مــــآثــــرُ فــــخــــرٍ تــقــتـفـيـهـا مــــأثـــرٌ

عــلـى أحــرفـي تـنـسـابُ شـهـدًا مُـعَـبِّرا

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى