هــانـت ولـــم تـبـقَ إلا بـضـعُ أيــامِ وأنــت تـسـرجُ مــن عــامٍ إلــى عـامِ مـازال حـرفُك مفتاحاً لمن عَرجوا عـلـى بـراقِـك مَـحـمُولاً عـلى الـهامِ دِفـقٌ جَـرى بين كفيك اللتين هما نـضـاختان بـمسكِ الـنيلِ والـشام أقـبـلتَ تــزرعُ فـي صـحرائِها وطـناً لـلحالمين ال غفو من دون أحلامِ الـناضِجُون ولـم يـحظوا بـعاشقةٍ تُـريقُهم مـن لَـمى سَلسالِها الظامي الـمُـكـتفون خـيـالاً مــن مـلامـحِها بـيـتٌ مـن الـشِعر أو إعـجازُ رَسّـامِ كـانت عَـصافيرك المرسالُ بينهما رَزمـتَـها واسـتطابت كَـفَك الـدامي حَـدثتَهم عـن بـقايا نَخلةٍ طَرَحت تــمــراً وأحـجـارهـم تـمـتـنُ لـلـرامـي وعــن يـنـابيع ضـوءٍ فَـجَرت فَـمَها يَـــــدٌ تــدوزنُــهـا ريـــشــاتُ أنـــغــامِ وعـــن مــوانـئِ أســفـارٍ يَـحـطُ بـهـا رَكْــبُ الـيـمامِ فـيغدو سِـحرَ إلـهامِ لاحت على بُعدِها أوطانُ غُربَتِهم ولـم تـزل حـافياً في جَمرِها الحامي كـــذاك أنــت نـبـيٌ قـومـهُ جَـهِـلت مـــقــدارهُ فـاكـتـفـى مــنـهـم بــآثــامِ مـروا بـبالك فـاستغفرت محنتهم لــربــمــا يــكــتـفـي حَـــــجٌ بـــإحــرامِ
|