يـا نـاعِبَ الغابِ ما اجتزنا الشقا مِيلا دهــراً بَـكَـينا ومــا أحـيـا الـبـكا جـيـلا جـــراحُ هـابـيلَ مـازالـتْ تـسـيلُ دَمَــاً فـي الأرضِ مُذْ نسجَ الحزنُ المناديلا ولـــمْ يــزلْ حَـمَـأُ الـصـلصالِ يَـسـكُنُنا يـطـغـى فـيَـحـصُدُنا بـطـشا وتـنـكيلا لا أغـمَـدَ الـسـيفَ قـابيلُ الـهوى نـدماً ولا حَـفِـظـنـا بِــرُشــدٍ سِــلــمَ هــابـيـلا كـأنَّـمـا الـطـيـنُ رمـــلٌ والــسـرابُ لَــهُ رَيٌّ وأشــواكُـنـا صــــارتْ مـحـاصـيـلا يــفــاخـرُ الـــمــاءُ مــفـتـونـاً بِــزُرقَـتِـهِ ويـسلبُ الـطينَ فـضلَ النفخةِ الأولى لــلـمـوتِ نَــــزرَعُ والـغِـربـانُ تُـرشِـدُنـا وتِـبرُنا فـوقَ (مـا يُـحيي) الورى هِيلا نــبـنـي حـضـارتَـنـا حــيـنـاً ونـهـدمُـهـا ونـحـجبُ الـضـوءَ تـكـميماً وتـجهيلا نُـخَـصِّـبُ الـمـاءَ بـالـبارودِ فــي دَمِـنـا ونــنـسـفُ الــحُــبَّ تـكـبـيراً وتـهـلـيلا يـــا أُمَّ بـلـقيسَ مــاذا حَــلَّ فــي سـبـأٍ وحِــمـيَـرٍ ومَــعِـيـنٍ، بــعــدَ مـــا قــيـلا لا قُــــوَّةُ الــقــومِ بــالـشـورى مُـكَـلَّـلَـةٌ ولا نَـــمَــتْ جَـــنَّــةٌ كـــانــت أكــالــيـلا لـــم يـتـركِ الـفـأرُ ســداً كــانَ يـزرِعُـها ولا ارتـــوى بـعـدَمـا ســالـتْ بـرامـيـلا لا مـعـبدُ الـشـمسِ يـبني فـوقَ تُـربَتِها ولا مـــآذنُــهــا خــــطَّـــتْ مـــراســيــلا أبــــــوابُ آزالَ لـــلأهـــواءِ مــشــرعـةٌ كــأنَّــهـا مـــــا رَأتْ طـــيــراً ولا فــيــلا يــلـوذُ بـالـفُـرسِ والــرومـانِ غـاصِـبُها ويــرتـجـي مـنـهـمـا نــصـراً وتـمـويـلا بِـالطائشينَ و(حِـقدِ الـنارِ) كم سفكَت دمــاؤنـا وجـــرت فـــوقَ الـثـرى نِـيـلا عـراقُـنـا دمَّـرتـهـا الــحـربُ وارتَـهَـنَت وشـامُـنـا أصـبـحـت بــيـداً مـجـاهـيلا وأرضُ بـلـقـيـسَ بــالأحـقـادِ أشـعـلـهـا قــــومٌ يَـعِـيـثـونَ إفــســاداً وتـقـتـيـلا عُــمـيُ الـبـصـائرِ كـالـقُـطعانِ أعـقـلُهم يُـبـيـحُ ســفـكَ الــدِّمـا ثـــأراً وتـأويـلا الـقـتلُ فــي عُـرفِـهِمْ دِيــنٌ بِـهِ عُـرِفوا والـسِّلْمُ – إنْ جَـنَحُوا – يـبدو أقـاويلا مَـن لـي بحكمةِ ذي القرنينِ أحجرُهمْ بــالــسَّــدِّ أردعُ مـــأجـــوراً وضِــلِّــيــلا عـسى يـشيدُ بـنو قحطانَ في غدِهمْ حــضــارةً تــزدهــي مــجـداً وتـأثـيـلا يـــا أيــهـا الـبـلـبلُ الـمـحـزونُ مـعـذرةً هَــلَّا أعـرتَ الـمُنَى الـخُضرَ الـمواويلا مـن ألـفِ عـامٍ بـحارُ الـدمعِ ما صَنعتْ فـجـراً ولا أشـعلتْ فـي الـليلِ قـنديلا اســكـبْ فـــؤادَكَ لـلإنـسـانِ مـنـتـصراً ورتـــــلِ الـــذكــرَ لــلأجــيـالِ تــرتـيـلا ضَـمِّدْ بِـشَدْوِكَ جُـرحَ الـطِّينِ مُـنتصِراً وفَـعِّـلِ الـحُبَّ فـي الـصلصالِ تـفعيلا واجــعـلْ رصــاصـكَ أقــلامـاً مُــنَـوِّرَةً واصـنـعْ مــن الـمدفعِ الـموتورِ إزمـيلا (إقرأْ) بوعيٍ وغُصْ في البحرِ مُبتَكِرَاً وانــظُــمْ لآلــيــكَ إجــمـالاً وتـفـصـيلا وانــقُـشْ عـلـى هـامـةِ الـدنـيا مُـعَـلَّقَةً وانــصـبْ لِـحُـرِّيَّـةِ الــنـاسِ الـتـمـاثيلا كَــفـكِـفْ دمــوعَــكَ فــالأيـامُ حـافـلـةٌ بـمـعـجزاتٍ تـفـوقُ الـوصـفَ تـخـييلا خُـذْ قـبضةً مِن ترابِ الجَنَّتَينِ ضُحَىً واعـجِـنْهُ بـالـنورِ والـمـاءِ الـذي سِـيلا أضِـــفْ خــلاصـةَ فِـكـرٍ نـاضـجٍ مَــرِنٍ وشــكِّــلِ الــلُّــبَّ بــالأفـكـارِ تـشـكـيـلا أوقِـدْ عـلى الـطينِ نـارَ العزمِ في ثِقَةٍ مُـعـانـقاً رُوحَ إنـسـانـي الــذي اغـتـيلا والـحَقْ بِرَكبِ الأُلى للمجدِ قد وَصَلوا ورتِّـــــلِ الـــحُــبَّ قـــرآنــاً وإنــجــيـلا |