فكرمراجعات

أبناء الملتزمين، وأزمة الهوية والفاعلية

في أكثر من مساحة، وحول أكثر من موضوع، أصبح هناك صراع حقيقي يخوضه “الملتزم” لا يمكن أن يعبر عنه سوى بالأزمة: مصداقيته، أهدافه، النموذج الذي يرجع إليه في بناء تصوراته، تصوراته في حد ذاتها، قناعاته، أفكاره، خطاباته وفاعليته.

هل هي بداية انهيار المشروع التنويري الذي قام؛ يوم أن قام؛ على دماء وأرواح وراحة وحرية من تصدروا المشهد، ونادوا إلى القومة كآلية للتغيير و”لليقظة من سِنة الغفلة”؟ أم أنها بوادر صحوة جديدة تعيد المجد للمفاهيم، وتدعو كل فرد يدعي “الالتزام” إلى الانفتاح على واقعه، والبحث عن آليات جديدة للتفكير تمكنه من فهم المستحدثات، وتفكيك مكوناتها، وإعادة صياغة الواقع بطرح الأسئلة اللامتناهية، من جهة؛ بشأن علاقته بربه؛ ثم بنفسه، ومن جهة؛ بخصوص مدى تفعيله شعاراته، ومبادئه في علاقاته المتعددة؟

مافتئت الأحداث حولنا تثبت لنا بكل جدارة الصدع الذي أصبح يهدد المنظومة المجتمعية “الملتزمة”؛ والذي يؤدي في أغلب الحالات، تلك التي لا يفطن أصحابها إلى ضرورة التعبئة والانتفاضة المبكرة لأجل السيطرة على الأوضاع، إلى مواجهة خطوب وأزمات تبتدئ في غالبها بمنطق نفي الواقع واستبعاد المآلات المحتومة، وتنتهي بالاستسلام، أو بنهج وسائل غير مجدية لاحتواء الوضع؛ فتكون النتائج ما نراه من واقع مؤلم في هذا الصف.

لن يكون حديثي هاهنا سوى التقاطة صغيرة لجانب من جوانب الأزمة والتي تتمثل في الفاعلية، والقدرة على التغيير، والتعبئة، والتأثير في المجتمع الصغير، وبالضبط؛ لما يجري في غالب بيوتات “الملتزمين” من تصدعات وأزمات بدءا بأزمة الهوية، وانتهاء إلى ما يطال الأبناء جراء التناقض الذي يعيشونه، بين مجتمعهم المصغر المنضوي تحت مبادئ وسلوكيات تخالف في غالبها الرائج خارج أسوار البيت، سواء في المحاضن التربوية أم في الشوارع، وبين واقع؛ أقل ما يقال في شأنه؛ أنه يتغير بوتيرة ترفع تحدياتها المتعددة على كل بنيات المجتمع، ولا تترك المجال لأخذ الأنفاس بين تغيير وتغيير لأجل الاستيعاب، والتعايش، ومواجهة الزخم. تزيد الأوضاعَ تفاقما؛ الغفلةُ عن المشكل أساسا بله عن الحلول، أو الارتجال في المواجهة ومحاولة السيطرة على الوضع. فها نحن كل يوم نشهد خروقات وانحرافات وأزمات نفسية وأخلاقية يغرق فيها أبناء هذا التيار تعبيرا عن تمردهم على أنماط وجدوا أنفسهم مُقَوْلَبين فيها دون اختيار منهم، ولا مجرد فهم للأسباب التي لأجلها وجب عليهم أن يكونوا أطفالا ومراهقين مختلفين عمن حولهم.

“كيف هو تواصلك مع أبنائك؟ ما الذي تمنحهم إياه حين اجتماعك بهم؟ أهو حديث أصدقاء يتناقشون بكل أريحية في شتى مجالات الحياة، أم هو حديث منابر وعظية مجردة من كل نقاش وتبادل حديث ورد على الأسئلة التي تحير عقولهم الصغيرة؟ هل تجعل من وقائع الحياة اليومية ومن المواقف المفاجئة مناسبتك لتعليمهم عقيدتهم وشرائع دينهم وتحدثهم عن روح العبادات لا عن طقوسها، أم أنك، في أفضل أحوالك، تزج بهم عند ملقن أو ملقنة، يجعل لهم من العقيدة والفقه دروسا تحفظ وتستظهر، ومن القرآن وسيلة فقط للتفاخر بحفظه وللتفوق على الأقران في المحافل الدينية؟” وصال تقة

خلال السنة الدراسية، وبحكم عملي في التدريس والاستشارت والإنصات الذي يخول لي القرب من فئات متعددة من أطفال ومراهقين، أشهد كل سنة، ومن غير مبالغة، ما لا يقل عن حالتين أو ثلاث من مراهقات يقطعن الصلاة وينزعن الحجاب، سواء بشكل نهائي، أو فقط مؤقتا كلما ابتعدن عن أنظار الوالدين، وينخرطن في صداقات موبوءة تعلن عن تحديهن للقواعد التي نشأن فيها. وما لايقل عن حالتين أو ثلاث من مراهقين يفترض انحدارهم من عائلات “ملتزمة” يتعاطون التدخين والمخدرات وغيرها من صنوف الانحرافات، فيسقط في أيدي الوالدين اللذين يفترضان أنهما لم يقصرا في التربية، وبأنهما لم يفرطا في التوجيه و”التلقين”.

قبل الدخول لجرد بعض أسباب هذه الأزمة المشهودة، دعونا نتساءل بكل صراحة وشفافية:

من من “الملتزمين” لم يمارس سلطته الأبوية؛ قبل خطبه الوعظية؛ بمنطق اليقين القاطع كي يمنع أبناءه مثلا من مشاهدة الأفلام؟ لكن في المقابل، كم منهم فطن إلى أن يستقطع من وقته الثمين، وراحته العزيزة؛ كي يمكن أبناءه من ممارسة هواياتهم ورغبتهم في الانفتاح؛ بالبحث عن أفلام جيدة لا تمس الدين ولا الأخلاق، أو كي يقتطع منها المشاهد غير المرغوبة؛ فيبقي فقط على ما يتماشى مع المبادئ الدينية، فقدم البدائل عوض أن يكتفي بالحظر والمنع، وجعل يقينه الثابت قابلا للانفتاح على المستجدات ولتغيير جغرافية التفكيرالمنغلق المكتفي بالثنائية المريحة: الحلال والحرام؟

كم من “الملتزمين” فطن إلى ضرورة تكييف خطابه مع أولاده بخصوص المنهيات أو المأمورات؛ التي هي في ذهنه كعاقل مكلف كبير؛ من المسلَّمات، لكنها في عقول النشء الذي بالكاد ينفتح على الكون حوله عن طريق المشاهدة وطرح التساؤلات؛ من المعقدات التي لا يفكها سوى الرد الشافي عن الاستفسارات حولها؟

كيف هو خطابك لابنتك- أبا كنت أو أما- كي تحدثها عن فرضية الحجاب؟ وماذا قدمته لها قبل التكليف من تأسيسات وإقناعات تجعلها تبادر إليه حينما تصبح مخاطبة شرعا به؟ هل أتحت لها مجالا كي تشبع نهمها الفطري في حب الظهور والتحلي وحب الزينة، مع الحرص على تذكيرها بشكل غير مباشر بالحياء وبعلاقتها بجسدها كيف ينبغي أن تكون دون أن تحملها عقدة تورطها في جسد كل مفهومك له أنت كمرب أنه فتنة؟ هل مكنتها قبل التكليف من تلك الرغبات الأنثوية الصغيرة في أن تلبس أنواعا متعددة من الملابس دون حجر أو تضييق أو إلزام بما لا يلزمها، بقلب المحب المتفاني في إسعاد ابنته الحريص على إشباع رغباتها؛ بنفس القدر من الحرص على خلق علاقة صداقة معها تجعلها تثق في كل نصائحك لها، وبنفس القدر من الحرص على إشباع نهمها المعرفي بما يخص مناط تكليفها القريب؟ أم أنك اكتفيت بالمنهيات والحظر والخطوط الحمراء والوعد والوعيد وترتيب العقوبات على كل محاولة تقصير؟ أو في أحسن أحوالك، هروبا من الوعيد، نهجت نهج الإغراء فجعلتها تلتزم بالحجاب لأجل حلوى أو لعبة أو مرغوب من مرغوباتها تحققه لها في مقابل أن تحتجب؟ (حينما سألت تلميذة عن سبب نزعها الحجاب بعد سنوات من ارتدائه، أجابت بكل عفوية: “فرض علي وأنا بالقسم الأول ابتدائي في مقابل حفلة وحلويات، ولم أعلم بأنه لم يكن مفروضا علي حينها إلا الآن بعد أن وصلت إلى الإعدادي فتخلصت منه” فكان التمرد على فرضه في وقت لم تكن مخاطبة به؛ بنزعه في وقت الإلزام. وكان رد أخرى: “أمي فرضته علي، ثم حينما سئمت منه سألت والدي فخيرني فاخترت نزعه” لتردف بأن والدها على خصام دائم مع أمها بسبب تباين أفكارهما (الأم “ملتزمة” والأب غير “ملتزم”) وفي رد لأخرى: “كنت دائما أشعر بالحرمان من كل ما يلبسه الفتيات من عمري لأن والدي فرضاه علي منذ كان عمري ست سنوات، ولم يكن لي الحق في أن أستمتع بما تستمتع به قريباتي. الآن أستغفلهما وأنزعه كلما تواريت عن نظريهما.”)

كيف هو تواصلك مع أبنائك؟ ما الذي تمنحهم إياه حين اجتماعك بهم؟ أهو حديث أصدقاء يتناقشون بكل أريحية في شتى مجالات الحياة، أم هو حديث منابر وعظية مجردة من كل نقاش وتبادل حديث ورد على الأسئلة التي تحير عقولهم الصغيرة؟ هل تجعل من وقائع الحياة اليومية ومن المواقف المفاجئة مناسبتك لتعليمهم عقيدتهم وشرائع دينهم وتحدثهم عن روح العبادات لا عن طقوسها، أم أنك، في أفضل أحوالك، تزج بهم عند ملقن أو ملقنة، يجعل لهم من العقيدة والفقه دروسا تحفظ وتستظهر، ومن القرآن وسيلة فقط للتفاخر بحفظه وللتفوق على الأقران في المحافل الدينية؟ كيف حالك مع عودتهم من المدارس محملين بأخبار متجددة بتجدد الوقائع في عوالمهم الخارجية؟ هل تجعلها مناسبة لموعظة مباشرة جديدة محملة بالوعيد والتوبيخ، أم لجعلهم يفضفضون ويستمتعون بالحكي معك، وتجعلها مناسبة لكسب ثقتهم، ولنسج علاقة مبنية على الحب والاحترام والتقدير والتفهم والقرب؟

كيف هي نظرتك للمجتمع؟ وللمتغيرات والمستجدات ومجالات التأثير؟ وللتطورات التي أصبح العالم محكوما بها؟ ما آلياتك في تشخيص الواقع ومقاربة أزماته في عصر العولمة ومواقع التواصل والغزو الإلكتروني والمعلوماتي؟ وما وسائلك في اقتراح الحلول وفي خلق علاقات مع مختلف مكونات الواقع من منظورك ومرجعيتك؟ ما وسائلك لجعل التناقضات مساحة للتفكيك والتفكير ومن ثم التغيير؟ وبالتالي ما الآليات التي تمد بها ابنك كي يواجه بحنكة العالم الخارجي المتناقض؟

هي ذي التحديات الحقيقية التي تواجهك، وليس من كسب الرهان في شيء؛ الاطمئنان إلى قدرتك على تكريس سلطويتك وجعل من حولك يأتمرون بأوامرك من غير فهم ولا إقناع ولا قدرة على الرفض والمناقشة. فهذا الطفل أو المراهق الذي حركته في رقعتك بالخطوط الحمراء وبالثنائية الصارمة وعد ووعيد، بنفس المنطق الذي شبعته به سيحركه العالم الخارجي، فهو قد اعتاد على البرمجة، وعلى التحرك بخيوط أو بآلة تحكم، وسيكون من السهل على من حوله أن ينجحوا معه في نفس المهمة بنفس الوسيلة، وبالتالي فـ”الفرمتة” والانزلاق والانحراف لن تكون مستبعدة في حالته إلا أن يحفظه الله. لكن إن أنت أشبعت نهمه المعرفي، وربطت له العبادات بفهم روحها، ومكنته، بشكل مبسط، من آليات التأويل وفهم الخطاب الديني، وعلمته كيف ينسج علاقته مع ربه بناء على الخشية والرقابة، وحرصت على أن تكون مثله الأعلى في ذلك؛ عوض أن تغرقه في الحيرة بين استيعاب ما تقوله وما تفعله، فقد كسبته ابنا وصديقا وعنصرا بناء في المجتمع، وقبل هذا وذاك، كثرت به سواد الأمة، وجعلته بفضل الله ممن يفاخر بهم الرسول صلى الله عليه وسلم باقي الأمم يوم القيامة.

إننا فعلا أمام أزمة حقيقية؛ فالمبادئ الكبرى التي ناضل لأجلها الملتزم في بدايات الصحوة قد فقدت مصداقيتها بسبب الممارسات الخاطئة والسطحية والمثالية والخطابات المتعالية الهشة، والتمويه عوض المواجهة والاعتراف بالأخطاء ومحاولة إصلاحها؛ مما أدى إلى فقدان الفاعلية مع الأسرة قبل المجتمع. والمعول عليه لأجل فك الأزمة، مازال منتشيا بصورته النرجسية المثالية التي يقدمها بوصفه ممثلا للدين والهوية، وصيا على الأخلاق والمبادئ والسلوكيات، وممتلكَ الحقيقة الكبرى، وإن كانت علاقته المتأزمة بين الدال والمدلول وشبكة المفاهيم تشي بقلة عدته الفكرية وآلياته في التربية والتعامل وفهم الخطاب الديني وتأويله ومن ثم تبليغه والإقناع به.

ليس بقادر على التقييم وعلى ترتيب الأولويات الدعوية في نطاق مجاله المصغر (الأسرة) وهو في نفسه لا يمثل النموذج والقدوة لأطفاله بسبب التجاوزات والخروقات والتناقضات التي يعيش فيها بإحداثه قطيعة بين ما يأمر به وما يأتمر به في نفسه، مكتف بممارسة النقد للعالم الخارجي، وإسقاط كل التهم عليه، وإلباسه كل أسباب البلايا، دون قدرة على النقد الذاتي

متقوقع على نفسه ومجتمعه المصغر المكون عادة من “الملتزمين” من نفس نهجه. قد خلق دويلة داخل الدولة، ومجتمعا مصغرا منعزلا عن الواقع الذي حجب أبناءه عنه مما يؤدي الى الصدامات عند اللقاء بالآخرين منقطع عن الواقع، غير قادر على تشخيص متغيراته وأزماته ومن ثم العمل على خلق علاقات جديدة معه ومع الحقيقة وإقناع أبنائه بها.

حريص على حراسة نهجه والدفاع عن الأوهام الخداعة التي تصور له مثاليته ونخبويته، دون القدرة على تفكيك الأبنية المعيقة لنجاحه في الالتزام بمعناه اللغوي والاصطلاحي وبالتالي في الفاعلية والتأثير منشغل بالماديات وطلب الرزق، وفي أحسن الحالات بالدعوة وهموم إصلاح الآخر، عن الفاعلية داخل بيته ومع أبنائه مكتف بالجاهز من الأفكار دون قدرة على ابتكار ما يتماشى مع الواقع غير قادر على إعادة صياغة الأسئلة التي تنبني عليها تصوراته، غير متقبل لتساؤلات أبنائه أو قادر على الرد عليها بحنكة معتمد على أفكار قد جعلها شعارات عوض أن يصنع منها أدوات للفهم الصحيح للواقع لأجل إحداث التغيير…

هذه جملة من أسباب ذاتية وموضوعية قد تجتمع في نفس الشخص وقد تتفرق، قد جعلت للأزمة جذورا لا يخطئها لبيب منصف.

ما علينا أن نخلص إليه؛ أن الصحوة ليست غاية في ذاتها، وليست مجالا للطوبائية، أو عالما نهرب فيه من تناقضات العالم حولنا، أو نشعر فيه من حولنا بأهميتنا وتفردنا واختلافنا وقدرتنا على التمسك بتعاليم الدين، لأن الهداية أولا وآخرا من الله، وليست شعارات جوفاء، ولا معلومات فقهية وعقدية تحفظ عن ظهر قلب وتلقن للأبناء، وليست مما يفرض عليهم فرضا، طلبا لإعفاء النفس من وخزة الضمير في حالة عدم “التزامهم” بالمفروضات، أوخوفا من نظرة المجتمع “الملتزم” للأب “الملتزم” الذي لم يستطع تطويع أبنائه وترويضهم؛ فجعل من الإلزام طريقته للحث على “الالتزام”، بل هي علاقة نقدية للذات، وللممارسات الشخصية لشعائر الدين، وإغناء مستمر للمفاهيم، ومحاولات متكررة ومستمرة لإعادة صياغة علاقاتنا بالأشياء والوقائع، ولممارسة الواقع والانخراط فيه، وإعادة ترتيبه استنادا إلى مرجعية دينية ثابتة، وممارسات تخضع باستمرار إلى العقلنة والمراجعة والتعديل وربما النسخ والتجاوز إلى غيرها من الممارسات بتصور يتماشى مع الواقع، استنادا دائما إلى النص الديني الثابت والذي لا يلغي حيوية التفكير ولا المراجعات والنقد الذاتي، و تغيير الوسائل وتحديث الخطابات وكسر القولبة والابتعاد عن النمطية. ومن ثم، الاعتماد على المولى في تبليغها للذرية والتبسيط والإقناع والمجادلة بالتي هي أحسن مصحوبة بالدعاء بالهداية والثبات.

إن نقد الفاعلية والتأثير، وفشل “الملتزمين” في “توريث الالتزام” لأبنائهم؛ لا يعني الدعوة إلى التراجع عن مفهوم الصحوة، ولا يمكن بحال فهمه بأنه وسيلة للتعطيل وللهدم، أو لنشر الإحباط والترويج للصدمة، وإنما هو نقد للتجربة الفردية -التي لا يجب كذلك فهم تعميم فشلها- ومحاولة لتفكيك المشكلة، وإعادة صياغتها لأجل وضع الأصبع على بعض الآليات للتفكير من أجل تجاوز الأزمة .

ناقوس الخطر لا يحابي أحدا، والهداية لا تورّث إلا أن يشاء الله: قد أصبح “الملتزم” في العموم؛ أبعد ما يكون عن أداء دوره الرسالي ودعوة من حوله إلى الالتزام بدءا بأبنائه، وخطابه “التنويري” أصبح في حاجة إلى إنارة لعله يخرج من الديجور، والصحوة أصبحت في حاجة إلى صيحة من أجل صحوة جديدة حقيقية.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى