تاريخ وتراث

خواطر تاريخية ح2 حروب الردة

سنتان وثلاثة اشهر وعشرون يوما ً تلك كانت خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وهي فترة فصيرة بالنسبة إلى حكام غيره ، لكنها كانت حاسمة في إنقاذ الإسلام.

لقد كان على من ثبت على دينه من المسلمين مع أبي بكر مواجهة ارتداد العرب عن الإسلام بالكلية ، وعودتهم لعبادة الأوثان ، وكذلك منع كثير من العرب لفريضة الزكاة ، وتحفز الأعراب حول المدينة لاجتياحها .

أوقات عصيبة، وأين الجيوش اللازمة لمواجهة كل ذلك ؟ لم يبق على الإسلام إلا مكة والمدينة والطائف.

ويشارك رجال من طينة ممتازة في أخطر الأحداث! وقد وجدت من سيرة بعضهم ما يبعث الأمل في النفوس اليائسة من قومي!

….

رجل من أهل مكة اسمه “سهيل بن عمرو”. عرفناه قبل إسلامه خطيبا بارعا مسخرا موهبته اللسانية ضد الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم . وعرفناه أسيرا يوم بدر ، وهنا يـُعرض على الرسول صلى الله عليه وسلم فكرة تشويه فم هذا الرجل حتى يفقد موهبته الكلامية . ورفض الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العرض قائلا لصاحبه : لعله يقوم مقاما ً تحمده !

….

مرت الأعوام وأسلم أهل مكة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقليل ، لكنهم لما ارتدت العرب اضطرب امرهم ، وشاع القلق ، وفي النفوس ما فيها ! حتى إن والي مكة توارى عن الانظار . وهنا يقف الخطيب المفوه ” سهيل بن عمرو ” في أهل مكة هاتفا ً:

“يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر من طلوعهما إلى غروبهما …” وضمـّن خطبته بعض ما قاله أبو بكر الصديق لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم . وثبتت قريش على إسلامها.

…..

العدد القليل من الجنود الذي ظل في يد الصديق والمتفوق في صفاته هو الي أعاد الجزيرة العربية إلى الإسلام . وبالعلم والشجاعة أحدثت القلة الفارق وانتصرت على الكثرة .

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى