نثر

بصمتك

الحياة ملأى حولنا بالناجحين، وممن تفوقوا وبرزوا بشتى المجالات المتنوعة، مليئة بالكبار قدرا العالين مكانة، من الذين حققوا على أرض الواقع أحلامهم، وبلغوا آمالهم، ولمسوا في حياتهم ما كان من قبل لهم مجرد مُنية – بالسعادة والترقب – غمرت قلوبهم.

فلعظم أثرهم ووقع تأثيرهم دب ساريا بالأوساط المختلفة حفظ سيرهم حفظ صدور؛ تحكى وتروى. وحفظ سطور؛ تدون وتوثق، تستقى العبر من مسيرتهم، وتقتفى خطوات مواقفهم. فتُجدد بصبرهم همم القلوب الفاترة، وتُبعث روحُ عزيمتهم إحياءً للنفوس الخائرة، سعيا ليكونوا لغيرهم قدوة في التحمل والصبر، وأسوة في رسم معالم تحقيق الهدف، وخط مسلك الفلاح.

كلنا يمني النفس الآمال العريضة، ويرسم الأماني الكبار، كلنا مشرئب يتطاول ببصره، يرنو للمعالي، يخفق قلبه لرؤية أحلامه وتحقيق مساعيه، فيتمثل لأجل ذلك غايات الناجحين وخطواتهم حذو القذة بالقذة ليصل، ويرسم مراحل مسيرة حياته ومعالمها نسخة مطابقة لنسخة حياتهم، لكنه وللأسف لا يدرك أنه وبصنيعه ذلك إنما يحيا انعكاسا لصورة غيره لا لصورته، فيعز عليه بعد ذلك إيجاد ذاته بينما يتقمص ذاتا وكيانا آخر.

وهو مسلك خاطئ لا يوصل، ومنهج للنجاح غير سديد، تضيع باقتفائه الأعمار. إذ سير الأعلام ونجاحاتهم سيقت حكاياتها، وصيغت وسبكت حروفها لشحذ الهمم، وبث الحياة وتجديدها لمن تُحتضر آمالهم من ضغط واقعهم، إنها سير نجاح دونت لتحيا نبراسا يضيء لليائسين طريق باب الأمل.

ولم يكن أبدا خط تلك السير للاحتذاء الملاصق، بل لاستخلاص الأسس العامة للفلاح من الصبر والجلد والمتابعة والأمل وضرورة التخطيط … وغيرها من مرتكزات التفوق المتنوعة المختلفة، ثم الثقة ببصيرة في أنها أسباب موصلة للغاية والمقصود.

مجريات حياتنا وحيثياتها متنوعة ومتباينة، تلتقي في صور وتفترق في أخرى، فلسنا على نسق واحد، بل تختلف ظروفنا وحيثياتها فتختلف آثار ذلك على كل فرد منا.

إن معالم حياة كل واحد منا ومراسمها تخط أخاديد خاصة بنا وبذاتيتنا كبصمة أصابعنا.

فخذ دعما ومحفزا من نجاحات غيرك لتبني بخصوصياتك أنت ومقدراتك كيانك المستقل، وضع خطوطك العريضة لأهدافك وغاياتك المنبثقة من محضنك الاجتماعي والفكري. لتتبلور على جدار الزمن بصمتك المتميزة بك.

اظهر المزيد

‫2 تعليقات

  1. حين تتقن انتقاء ما يليق ونبذ ما لايليق ينقشع الضباب أمام مرامك وتثبت في ثغر ما تحسن لتلم شعثك فلا تبدد جهدك النضير في عجاف الطريق بل اجمع فسائلك واغرسها سورا حول ثغرك واذكر أنها مصدات للرياح الغادرة ..ومن ثم ماذا؟ اروي غرسك برسالة الله ومشتهاك أنت فقط ..ما أروع فكرك المرتفع على الصواري فنارا يضيء لنا عتمة الدروب

  2. نعم فلئن تصنع بصمتك هو أمر لا يتطلب أكثر من ثقتك بمؤهلاتك وبنفسك وكل وما فتح له من أبواب التميز ولا ننسى مثل قول الحبيب عليه الصلاة والسلام “وتبسمك في وجه أخيك صدقة” لنعلم أن أبواب الخير والعمل تتعدد وتتنوع وتتسع لكل من أراد حقا العمل. ما أسعدني بمرورك البهي أديبتنا وجدان. تحياتي لك

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى