لا تَـكـتُـبي الـشِّـعـرَ إِنَّ الـشِّـعرَ أَعْـذَبُـهُ فــي مُـقْـلَتيكِ بـكُـلِّ الـصِّـدقِ قـد كُـتِبا وفـــــــي حَـــديــثِــكِ أَنْـــغـــامٌ مُـــغَـــرِّدَةٌ ونَـبْرَةُ الـصَّوتِ فيها السِّحرُ قد سُكِبا وفـــي قَــوامُـكِ وَزْنُ الـشِّـعرِ مُـنْـسجِمٌ وبــيـنَ شَـطْـرَيْـهِ خَـصْـرٌ مَـائِـسٌ طَـرَبَـا كـــلُّ الـتَّـفاعيلِ تَـشـدو وهــي راقِـصَـةٌ إذا خَــطَــوتِ وتَــغْــدو فِــتْـنَـةً عَـجَـبَـا وفــــي جــمـالِـكِ شِــعْـرٌ حــيـن أُبْــصِـرُهُ أَظَــــلُّ أَلْــمَــحُ فــيــهِ الــجَـمـرَ مُـلْـتَـهِبَا ونــــارُ حُــسْـنِـكِ لِــلأَحْـشـاءِ مُــحْـرِقَـةٌ وفـي سَـمائِكِ يُـبْدي الـقلبُ لي سُحُبَا والـغَـوثُ مـنـكِ رَجــاءٌ بـاتَ يُـسعِدُني وبِــــتُّ لــلـبـرقِ فــــي الآفــــاقِ مُـرتَـقِـبَا والـغَـوثُ عـنـدَكِ نَـبْـعٌ طــابَ مَــورِدُهُ حِـــسٌّ وذَوقٌ وظَـــرْفٌ عــانَـقَ الأَدَبَـــا لا تَـكتُبي الـشِّعرَ أَنتِ الشِّعرُ مَصْدَرُهُ ولا يَــجــوزُ شِــــراءُ الـمَـنْـجَـمِ الـذَّهَـبَـا إِن كــان يَـشْـرَبُ ذَوْبَ الـكَـرْمِ عـاصِـرُهُ فـــأَيــنَ يَـــذهَــبُ ظَـــمــآنٌ إِذا طَــلَــبَـا هـــذي الـقـصـيدَةُ جَـاءَتـنـي مُـهَـرْوِلَـةً وكـــلُّ لَــفْـظٍ مــن الأَعـمـاقِ قــد وثَـبَـا وكـنـتُ مــن زَمَــنٍ مــا غَـازَلـتْ قَـلَـمي أبـيـاتُ شِـعـري وكـانت أَمْـعَنَتْ هَـرَبا وأَنـــتِ وَحْــدَكِ قــد أَلْـهَـمْتِ قـافِـيَتي وكـــان حُـسْـنُـكِ فـــي إِبْـدَاعِـها الـسَّـبَبَا تُــهْـدَى إِلَــيـكِ وقـــد قــالـتْ مُـعـاتِـبَةً يا .. كيف يُهْدَى إِلى الوَهَّابِ ما وَهَبَا فـقُـلتُ إِنْ قَـبِـلَتْ مـنِّـي شَـكَـرتُ لَـهَـا وإِنْ تَــأَبَّــتْ أَتَــاهــا الــشِّـعـرُ مُـنْـتَـحبا حَـاولتُ أَكْـتُمُ شِـعري عـنكِ مُجتَهِداً فـمـا اسْـتَـطَعتُ وقَـلبي مَـزَّقَ الـحُجُبَا مــاذا سَـنَـكتُبُ إِنْ أَصْـبَـحتِ شـاعِـرَةً وكـيـف يُـرضـيكِ مــا نُـبْـديهِ إِنْ عَـذُبَا ومَــن سَـيُـصْغي لِـشـعرٍ فـيـكِ نُـنْشِدهُ ومَــن إلــى هَـجَـرٍ يَـستَصْحِبُ الـرُّطَبَا لا تَـكْـتُـبي الـشِّـعـرَ كُــونـي وَرْدَ حـانَـتِهِ وزَيِّــنـيـهـا وكُـــونــي الـــــرَّاحَ والــحَـبَـبَـا |