يــا صـاحِبي, لا تَـشكُ مـنْ أرَقِ كَـمْ خَـطَّها قَـلَمي عَـلى الوَرَقِ هــــذا أَنــــا , قَــلَـمـي يُــؤرِّقُـهُ خَـوفي عَلى نَفسي مِنَ الغَرَقِ شَـيـطانُ شِـعري عـادَ يُـقلِقُني يَـلـتَـفُّ حَــولَ الـحَـرفِ والـعُـنُقِ لَـو هاجَني الإحساسُ في غَزَلٍ وَنَـسـيـتُ ذِكــرَ اللهِ أَو خُـلُـقي لَــوَهَـبْـتُ لِـلـشَّـيطانِ مِـهـمَـزَةً وَلَـضَـلَّتِ الأقــدامُ فــي الـطُّـرُقِ وَاللهِ ، لا دَمْـــــــعٌ وَلا حَـــــــزَنٌ سَـيُـطَهِّرُ الأجْـسـادَ مِــنْ نَــزَقِ وَسَـتُـسـألُ الأقــلامُ عَــنْ زَلَــلٍ يَـومَ الـحِسابِ , فَـلا مَـفَرَّ يَـقي هُـــوَ لَـيـسَ ظَـنّـاً , إنّـمـا قَـلَـقٌ إذْ إنَّ بَـعـضَ الـظَـنِّ إثــمُ تَـقـي إنْ كــانَ صَـمْـتُكَ صَـمْـتَ قـافِيَةٍ فَـاسْكُبْ لَـها مِنْ شِعرِكَ الغَدِقِ لا الـشّايُ يَـنفَعُ, لا الدُّخانُ , وَلا قَـــدَحُ الَّـنـبـيذِ بِـجَـوفِهِ الـفَـهِقِ فـيـهُـمْ سَـكـيـنَةُ شـاعِـرٍ بَــذِخٍ بَــلْ ذي هُـمـومٌ عِـنـدَ مُـرتَـفِقِ يـا صـاحِ, كأسُ الشِّعرِ تُسكِرُني وَتُـذيـبُني فــي عِـطـرِها الـعَبِقِ فَـتَـرَكـتُ لِـــلأوراقِ حـاشِـيَـتي قَـلَمي الَّـذي يَـجْري إلـى الألُقِ حَــدَّقـتُ فــي الـمِـرآة أسـألُـها هــذا أنــا, مِــنْ أمـسِ لَـمْ أَفِـقِ أتَـرينَ أمْـسي, أمْ تَرينَ غَدي ؟ وَكـلاهُـمـا بَــحـرٌ مِـــنَ الــعَـرَقِ أَأَرَى شَـــقـــاءً, أمْ أَرَى أَمَـــــلاً أَقـتـاتُـهُ مِــنْ شَـمـعَةِ الأُفُــقِ ؟ فَـسَـكَـبتُ آمــالاً عَـلـى ألَـمـي لَــمْ ألــقَ جُـرحـاً غَـيـرَ مُـنـفَتِقِ لَـو كـانَ حَـرفُكَ يَـشتَهي حَزَني والـدَّمـعَ يَـجـري حـارِقـاً حَـدَقي لَــغَـرَسـتُ بــالأشـعـارِ قــافِـيَـةً وَوَهَــبـتُـهـا نَــبَـضـاتِ مُـعـتَـنِـقِ وَكَـتَـبـتُ فـيـهـا وَهـــجَ خـاتِـمَةٍ وَرَسَــمـتُ لَـوحَـةَ آخِــرِ الـرَّمَـقِ قَــدْ تَـمَّـتِ الأشْـعـارُ فــي أُلُـقٍ وَالــقـافُ تُــدرِكُ غُــرَّةَ الـسَّـبَقِ فَــانـظُـرْ لِــحَــرفٍ مِــلـؤُهُ أمَـــلٌ وَاعـتِـقْ رِقـابَ الـشِّعرِ وَاسْـتَبِقِ |
حروف تقتات الضوء من شمعة الافق لتصبح ثريا في سماء الابداع بهية تشع ببياض النقاء لله درك ما أروعك .. تقديري والود