لِــمــن الــمـدامـعُ؟ والـجـفـونُ ســـواقِ والــشـوقُ هــيّـجَ فـــي الــنـوى أحــداقـي لـــمــنِ الــرواحــلُ قُــطّـعـت أكــبـادُهـا صــــــوبَ الــمــنـى مــمــتـدة الأعـــنــاق مـــــا حــرقــة الـعـيـنـينِ تــسـقـي خــــدّهُ هــــــلْ يـــبــرأ الــمـحـمـومُ بـــالإحــراقِ؟ جـسـدي هـنـا روحــي هـنـاكَ وخـافقي يــــــا غـــربـــةَ الأشـــــلاءِ فـــــي الآفـــــاقِ مـــا زلـــتُ أســبـحُ فـــي فـضـاءِ تـشـوّفي ونــسـجـتُ مــــن كــلَـفٍ جــنـاحَ بُـــراق مــتـتـبـعٌ لـلـحـسـنِ ألــتـمـسُ الــشــذى بـــيـــن الـــريـــاضِ وعـــنـــد كـــــلّ رواقِ يـمّـمـتُ شــطـرَ الــقـدسِ فــي جَـنـباتِها مـــهــوى الــقــلـوبِ وقِــبـلـة الــعُـشّـاقِ أوقـــــدتُ مـــــن زيـتـونـهـا مــشـكـاةَ رو حـــــيَ مـسـتـنـيـرًا فـــــي ســـمــاءِ مـــــراقِ صـــــوْبَ الــيـمـان إذا حــلَــتْ أعــنـابـهُ وإن اسـتـطابَ الـنـخلُ صــوبَ عــراقِ لــكــنــنـي والــــرّكـــب شـــــــدّ رحــــالـــه شــــطـــرَ الــحــجــاز مـــؤذّنـــا بـــفـــراقِ أيــقــنـتُ أنّ الــخــيـرَ جــــاوزَ مــوطـئـي فـسـقـيتُ جـــدْبَ الــيـأس مـــاءَ مــآقِ وأنـــــا الـــــى الأرضِ الـكـئـيـبة لــــم أزلْ مُـــثّـــاقـــلاً والــــهــــمّ شــــــــدّ وثــــاقــــي رحلَ الحجيجُ فرحتُ ألتحفُ الجوى والــكــفّ فــــرْشُ الــخـدّ مـــنْ إطــراقـي نـاشـدتُ ركــبَ الـنـور أن أبـطِـئْ! فـلمْ يــعــبــأْ وغــــــذّ الــســيــرَ دون لِــحــاقــي ويـــطــوف أحــبــابـي بـــأشــرف بُــقـعـةٍ وأنــــا حــبـيـسُ الــهــمّ ضــــاقَ خــنـاقـي يُــســقـوْن زمـــــزمَ والــرحـيـق خــتـامـه وأنـــا جــرعـت الــذنـب كـــأس دهـــاق هــاج الـحـنين فـرحت أسـتبق الـمدى والـــذكـــريـــاتُ مـــــنــــازل الـــعُـــشّــاق “لـبـيـكَ”! كـــم تــاق الـلـسان لـذكـرها ولــنـطـقِـهـا فــــــي فِـــــيَّ حـــلــوُ مـــــذاقِ يـــــا طــائــفـا بــالـبـيـت! لــــذْ بــسـتـارهِ ثــــم اسْــقــهِ مــــنْ دمــعــك الــمُـهـراقِ قـــد صُــبّ فـيـضُ الـنّـور مــن عـلـيائهِ فـــامْــلأ أكــفّــكَ مــــن نــــدى الــــرّزاقِ يــــا طــائـفًـا بـالـبـيـت فــاسْـقِ جـــدارَهُ فــيـضَ الــهـوى مـــنْ شــوقِـيَ الــدفّـاقِ وإن اشـتـكـى مــنـي الـغـيـاب فــقـلْ لــهُ أنّــــــي عـــلـــى عـــهــد الــمـحـبّـةِ بـــــاقِ تالله مــــــا خُــلّــفــتُ عَـــنـــهُ تــجــافِـيًـا أو كــنــتُ أمــســك خــشـيـة الإمـــلاقِ لــكـنـهـا ســبــل الــحـيـاةِ تــضـيـقُ بــــي أبــــــــداً تــطــوّقــنــي بــــكــــلّ نــــطــــاقِ عــــرّجْ عــلــى الــركــن الـيـمـانِ ونــاجِـهِ صــبّــاً تــركــتُ فــهــل لــــه مــــن راقِ؟ واقْــبـلْ عــلـى الـحـجر الـعـتيق تـأسّـيًا مـــا اسْـطـعـت قــبّـلْ واسـتـلِـمْ بـعِـناقِ قـــد نـــالَ مـــن ذنـــبِ الـعـباد ســوادَهُ فــاجــعــلْ دِثـــــاركَ زاهـــــيَ الأخـــــلاقِ قــــــفْ بــالــمـقـام وصــلّــهــا مــتــذوقًـا بِـــشْـــرَ الـــرجــاء ودمـــعــةَ الإشـــفــاقِ فـــهـــنــاك إبـــراهـــيــم أذّنْ فـــانـــبــرتْ مــــــن كــــــلّ فــــــجٍّ ســـائـــرُ الاعـــــراقِ قـــــل لــلـصّـفـا إنّـــــي لــمــروةَ عــاشــقٌ وســكـبـتُ حــبـرَ الــشـوق فـــي أوراقـــي وكـــمــا ســـعــتْ لــلــمـاء ريًّـــــا هــاجــرٌ أســـعــى لأغـــســلَ حــوبــتـي وشــقـاقـي ودلـــفْـــتُ لــلــبـيـت الـــحــرام تــلـهّـفًـا وســـجــدتُ شـــكــرًا بــهــجـةً بـــتــلاقِ ألــقــيـتُ رأســـــيَ عـــنــدَ ســـاريــةٍ بــــهِ أودعـــتُـــهــا مــــــــا أشـــتــكــي وأُلاقـــــــي عــرفـات كـــمْ شــهِـدَ الـدعـاءَ صـعـيدُهُ وعــــلـــى الــــوفـــا أعــطــيـتـهُ مــيــثـاقـي واذكــــرْ لــيـالـيَ بــــتُّ فــيـهـا فـــي مِــنـىً أرجــــــو الــمُــنــى بــالـعـفـو والإعـــتــاقِ يــــا ويــــحَ نــفـسـيَ مـــن عـواقـبـها إذا ســـــــاقٌ غــــــدتْ مــلــتـفّـةً بــالــســاقِ فــــي كــــلّ نُــسْـكٍ خِـلْـتُـني بــيـن الألـــى ومــحــمـدٍ والــصــحـب خـــيــرِ رفــــاقِ طــافـوا هــنـا نــحـروا هــنـا بــاتـوا هـنـا وهــنــاك مــــن عــبــقِ الـنـسـيم بـــواق يـتـلـقـفـون الـــمــاءَ فـــضــلَ وضـــوئــهِ لـــهـــفَ الــعــطــاشِ لــســائـغٍ رقـــــراقِ لـــو قــيـل مـــاءَ الـعـيـن هـــب لـوهـبتهُ وســكــبــتـهُ وأنـــــــا لأحــــمـــدَ ســـــــاقٍ نــشـكـو – رســــولَ الله – بــعـدك أمّـــةً ضُـــربــتْ ســـيــاطَ الــــذلّ والارهــــاق ظــمـئـتْ ونــبــعُ الــمــاءِ بــيــن أكُــفّـهـا عَـشـيتْ ووَمْــضُ الـنـور فــي الأحــداقِ وتــــفـــرق الاهــــلـــون بـــعـــد تـــآلـــفٍ وتـــنــاوش الأصـــحــاب بــعــد وفــــاقِ طـــــال الــهــوانُ مــتــى يــشــدّ رِحــالــهُ ويُــفُــضّ عــتــمُ الـلـيـل مـــن إشـــراقِ؟ والـــبــدر غــيّـبـه الـتـعـاقـبُ فــارتـقـبْ قــمــراً ســيـولـدُ بــعــد طــــولِ مــحـاقِ ربّــــــــاه بــلّــغــنــي لــبــيــتــك مــلــتــقــىً لــقــيــاه تــطــفــئ حـــرقـــة الــمـشـتـاقِ هــذا الـقصيد وأنـت قـصديَ فـاحْبُني مــــن جــــودِ عــفـوك أكـــرمَ الإغـــداقِ |