أدبد. سمير العمريشعر

متاع …. قصيدة

أُحِـــبُّـــكِ كُـــنْــتُ بِــغَــيْـرِ ارْتِـــيَــابِ

فَــبَــاتَ يَــــدُقُّ عَــلَــى كُـــلِّ بَـــابِ

أُحِــبُّــكِ طِــفْــلًا يَـــرَى فِــيـكِ أُمًّـــا

فَـشَـاخَ بِــهِ الْـقَـلْبُ قَـبْـلَ الـشَّـبَابِ

أَتَــيْــتُـكِ أَبْــــذُلُ لِــلْـقُـرْبِ نَــبْـضِـي

وَأَحْـمِـلُ إِثْــمَ الْأَسَــى فِــي الْإِيَـابِ

أَصُـــبُّ لَـــكِ الْـعُـمْـرَ إِبْـرِيـقَ شَـهْـدٍ

وَأَنْـــــتِ تَــصُـبِّـيـنَ إِبْــرِيــقَ صَــــابِ

فُـتَاتُ الْأَمَـانِي عَـلَى صَـحْنِ رُوحِـي

يَـحُـطُّ الْـمَـعَانِي الَّـتِـي فِــي كِـتَابِي

وَحِــبْـرُ الـسِّـنِـينَ الَّــتِـي سَـلَـبَتْنِي

يَــخُــطُّ الْـحَـنِـينَ بِـسِـفْـرِ اغْـتِـرَابِـي

وَخَــمْـرُ اِحْـتِـسَائِي لِـخِـذْلاَنِ نَـهْـرِي

يُــعَـلِّـلُ رِيــــقَ الْــهَــوَى بِـالـسَّـرَابِ

لَــكَــمْ كُــنْـتُ فِــيـكِ أُلَـــوِّنُ ظِــلِّـي

وَأَخْشَى عَلَى الْقَلْبِ قَبْلَ اِنْسِكَابِي

أُحَـــلِّــقُ حَــيْــثُ الأَنَــــا تَـدَّعِـيـنَـي

وَأُغْــمِـضُ عَــيْـنَ الـنُّـهَـى بِـالـتَّغَابِي

بَــــــرَاءَةُ نَـــفْــسٍ رَأَتْـــــكِ نَــعِـيـمًـا

وَلَـــــمْ تَـــــدْرِ أَنَّـــــكِ أُمُّ الْـــعَــذَابِ

تَـمُـرِّينَ فِــي خَـاطِـرِي بِـنْـتَ شَـوْقٍ

وَتَـمْـضِـينَ بِــنْـتَ الـضَّـنَى وَالْـعِـتَابِ

وَمَــا رَابَ طَـيْـشُكِ أَوْ طَـابَ عَـيْشُكِ

إِلّا مَــهَــرْتُــكِ فَـــصْـــلَ الْــخِــطَـابِ

أَسِـيـرُ عَـلَى حَـسَكِ الـدَّرْبِ وَحْـدِي

أُرِي وَرْدَ حــلْـمِـي لِــصَـبٍّ وَصَــابِـي

وَأخْــلـقُ مِـــنْ عِـفَّـةٍ فِـيـكِ دَهْــرِي

نَــبِــيـلَ الــنَّـوَايَـا جَــلِـيـلَ الــرِّحَــابِ

حَـكِـيـمًـا حَـلِـيـمًـا عَـلِـيـمًـا قَــوِيـمًـا

كَــرِيـمًـا رَحِــيـمًـا مُــهَــابَ الْـجَـنَـابِ

أَرَى الْأَرْضَ ظَــمْـأَى لِـرَشْـفٍ وَلَـكِـنْ

أَرَاهَـــــا تُــحَــبِّـذُ مُـــــرَّ الـــشَّــرَابِ

بِـهَـا الْـعُـجْبُ أَفْـسَـدَ أَخْــلَاقَ قَــوْمٍ

فَـــلَــمْ يَــبْــقَ إِلَّا شَــرِيـعَـةُ غَــــابِ

تُــخَــدِّرُ بَــالـوَهْـمِ أَحْــــلاَمَ حَــيْـرَى

وَتَــنْــهِـشُ فِــيـهُـمْ بِــظُـفْـرٍ وَنَــــابِ

فَـفِـرْعَـوْنُ يَــعْـرشُ أَلْــوَاحَ مُـوسَـى

وَقَــابِــيـلُ يَــنْـبُـشُ لَــحْــدَ الْــغُــرَابِ

وَنَـخْـلَـةُ مَــرْيَـمَ مَـــا انْــفَـكَّ تُــؤْذَى

وَأُخُــــوَّةُ يُــوسُــفَ جُــــبٌّ وَجَــــابِ

وَيُــعْــلَــنُ عُـــهْــرٌ وَيُــلْــعَـنُ طُـــهْــرٌ

وَيَـحْـكُمُ فِــي الْـحُـرِّ عَـبْـدُ الـتَّصَابِي

تُـبَـاهِلُ عَـيْـنُ الـرِّضَـا عَـيْـنَ سُـخْـطٍ

وَكُــلٌّ يَـرَى فِـي الْـوَرَى مَـنْ يُـحَابِي

إِذَا الْـــمَــرْءُ بَـــــرَّرَ مَـــــا يَــتَـمَـنَّـى

سَـيَـبْـدُو لَــدَيـهِ الـسَّـنَـا كَـالـضَّـبَابِ

وَمَـــاذَا احْـتِـلاَبُ الْـعُـلَا فِــي زَمَــانٍ

بِـــهِ فَــاخَـرَ الـضَّـبْـعُ ضَــرْعَ الْـكِـلَابِ

وَمَـــــاذَا الْــعَـرِيـنُ إِذَا بَــــاتَ وَكْــــرًا

لِــذِئْــبِ الــشِّـقَـاقِ وَفَـــأْرِ الْــخَـرَابِ

وَمَـــا يُــعْـذَلُ الـلَّـيْـثُ أَنْ كَــانَ لَـيْـثًا

وَلَا يَــأْكُــلُ الــنَّـحْـلُ أَكْـــلَ الــذُّبَـابِ

سَـأَمْـضِي مَــعَ الـرِّيحِ أَيَّـانَ تَـمْضِي

وَأُمْـطِـرُ جَــدْبَ الْـمَدَى خَـيْرَ مَـا بِـي

أَسِـــحُّ بِـمَـا يَـرْتَـقِي مِــن ضَـمِـيرِي

وَإِنْ أَنْـكَـرَتْـنِـي الــــرُّؤَى وَالــرَّوَابِــي

وَأسْــــرجُ بِــالْـحَـرْفِ قِــنْـدِيـلَ فِــكْـرٍ

وَأَنْـــهَــجُ بِــالـصَّـبْـرِ دَرْبَ الـــصَّــوَابِ

سَــأَرْجُـوكِ مَـهْـمَـا قَـسَـوْتِ وَأَعْـفُـو

وَعَـيْنِي عَـلَى الْـخُلْدِ فَـوْقَ السَّحَابِ

أَشُـــــدُّ الـــرِّحَــالَ إِلَــيــكِ وَعَــنْــك

وَأَرْجُـــو مِـــنَ اللهِ حُــسْـنَ الــثَّـوابِ

وَأَحْـــيَــاكِ لَــيْــسَ لِأَنَّــــكِ وَعْــــدِي

وَلَــــكِـــنْ لِأَنَّــــــكِ دَارُ اِحْــتِــســابِ

فَـــلَا تَـجْـحَـدِينِي قَــوَارِيـرَ شَــهْـدِي

مَـتَـى صِــرْتُ بَـعْـدَكِ تَـحْـتَ الـتُّـرَابِ

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى