تاريخ وتراثجسور حضارية

آثار الدعوة الإسلامية في أوربا

لم تقتصر آثار الجهود الدعوية التي بذلها المسلمون في عصر الحروب الصليبية تجاه النصارى على البلاد الإسلامية، فحسب بل امتدت آثارها إلى أوربا نفسها منطلق العدوان الصليبي الحاقد على البلاد الإسلامية، وقد تفاوتت هذه الآثار قوة وضعفًا بين الجهات الأوربية، فبينما كانت أكثر وضوحًا في الجهات الجنوبية من أوربا وفي الممالك النصرانية المحاذية للمسلمين في الأندلس، فإنها أقل وضوحًا من الجهات الشمالية والغربية من أوربا، وفيما يلي عرض لشيء من هذه الآثار:

1- تأثر بعض الأوربيين بشيء من العادات والتقاليد الإسلامية:
ففي صقلية مثلاً -وكانت السلطة والدولة للنصارى فيها بعد أن كانت للمسلمين- امتدت آثار الجهود الدعوية المختلفة إلى نصارى هذه البلاد، فمنها -على سبيل المثال- تقليد بعضهم للمسلمين في اللباس والنظافة، بل وصل الأمر بالبعض منهم إلى اعتناق الإسلام، فمما شاهده ابن جبير في حاضرة صقلية من ذلك قوله: “…وزي النصرانيات في هذه المدينة زي نساء المسلمين، فصيحات الألسن، ملتحفات منقبات”[1].

ومما يتصل بذلك انتشار بعض الأزياء الإسلامية في أوربا في تلك الفترة، والتي منها ما يحتفظ باسمه العربي إلى وقتنا الحاضر كأنواع من القمصان والمعاطف والعباءات وغيرها[2]، بل إن بعض القادة الأوربيين كانوا يقلدون قادة المسلمين في اللباس وبعض العادات، كـ(روجر الثاني) و(فريدريك الثاني) في صقلية[3]، و(ألفونسو السادس) ملك قشتالة وغيرهم[4].

ومن الشعائر الإسلامية التي تشبّه النصارى بالمسلمين فيها كذلك غسل الميت، خاصة في الممالك النصرانية بالأندلس[5]؛ ولذلك فإن بعض الكتاب الأوربيين عدَّ الحروب الصليبية من أهم أسباب امتداد النفوذ الإسلامي في أوربا، واكتساحه الكامل آسيا الصغرى وبلاد الشام، وقد كان قبل هذه الفترة جزء كبير من آسيا الصغرى ينتمي إلى الكنيسة اليونانية، مع وجود بعض الدويلات النصرانية في الشام[6].

2- إعجاب بعض القادة الأوربيين بالحضارة الإسلامية:
ومن الأمثلة على هؤلاء القادة (روجر الثاني) أحد ملوك صقلية الذي استحضر كثيرًا من الكتب العربية، وأمر بترجمتها، وكان يجلّ العلماء المسلمين، ويقدّرهم؛ فكان الإدريسي إذا جاء إلى مجلسه أكرمه واحترمه ووسّع له[7]. ومن ملوك صقلية المعجبين بالحضارة الإسلامية كذلك الإمبراطور (فريدريك الثاني) الذي كان متأثرًا بكل ما هو عربي، وكان يجيد اللغة العربية كما كانت لغته الأم، وخلال طفولته كان على علاقة بقاضي المسلمين في مدينة بالرمو، الذي قدّم له عددًا من الكتب العربية في مختلف العلوم[8].

وكان الإمبراطور (فريدريك) كثير الاتصال بالملك الكامل في مصر بشأن بعض المسائل العلمية، ومن ذلك مثلاً إرساله بعض الأسئلة إليه ليجيب العلماء المسلمون عليها[9]، ثم محاوراته العلمية مع أحد سفراء الملك الكامل إليه، والذي كان من العلماء المسلمين في مصر[10].

ومن القادة النصارى الذين أعجبوا بالحضارة الإسلامية بعض ملوك الدول النصرانية في الأندلس، فقد كان (ألفونسو السادس) في طليطلة يحب العلماء المسلمين، بل إن أكثر مستشاريه ومعاونيه من المسلمين[11]. وكـذلك ألفونسـو العاشر ملك قشتالة، كان مقربًا للعلماء المسلمين، ومستخدمًا لهم في كثير من المهام[12].

3- حسن معاملة بعض قادة أوربا للمسلمين الخاضعين لحكمهم:
ومن ذلك مثلاً ما لقيه المسلمون في صقلية من تسامح وهدوء تحت سلطة بعض حكامها، كـ(روجر الثاني) الذي قال عنه ابن الأثير: “…فسلك طريق ملوك المسلمين… وجعل له ديوان المظالم ترفع إليه شكوى المظلومين، فينصفهم ولو من ولده، وأكرم المسلمين، وقرّبهم ومنع عنهم الإفرنج فأحبوه”[13]. وشاهد ابن جبير جانبًا من الأوضاع الحسنة للمسلمين في صقلية تحت حكم (فريدريك الثاني)، ففي حاضرة صقلية قال ابن جبير عن أوضاع المسلمين: “…وللمسلمين بهذه المدينة رسم باق من الإيمان يعمرون أكثر مساجدهم، ويقيمون الصلاة بأذان مسموع، قد انفردوا فيها بسكناهم عن النصارى”[14]. وقال: “وأما المساجد فكثيرة لا تُحصى، وأكثرها محاضر لمعلمي القرآن”[15].

وعن حسن معاملة النصارى للمسلمين في هذه المدينة، قال ابن جبير: “…وطوائف النصارى يتلقوننا فيبادرونا بالسلام علينا ويؤنسوننا، فرأينا من سياستهم ولين مقصدهم مع المسلمين ما يوقع الفتنة في نفوس أهل الجهل”[16]. وكان المسلمون المقيمون في القسطنطينية في هذه الفترة ينعمون بشيء من الحرية وإظهار شعائرهم الدينية، وكان لهم جامع يؤذن ويُصلّى فيه[17].

ولم يقتصر الأمر على تمتع المسلمين في بعض الدول النصرانية بالحرية والأمن، بل إن أعدادًا منهم بلغت حظوة ومكانة لدى بعض القادة النصارى[18]. ومن ذلك مثلاً ما ذكره ابن الأثير عن (روجر الثاني) صاحب صقلية من أنه اتخذ رجلاً من أهل الصلاح يستشيره، ويقدمه على الرهبان، ويكرمه، ولذلك يُتّهم بأنه مسلم[19]، وكان ابن غليام الأول يحيط نفسه بحرس من المسلمين[20]. وأما (فريدريك الثاني) فقد قال عنه ابن جبير: “وهو كثير الثقة بالمسلمين، وساكن إليهم في أحوالهم والمهم من أشغاله”[21]. وقال عنه أيضًا: “أما فتيانه الذين هم عيون دولته، وأهل عمالته في ملكه فهم مسلمون، ما منهم إلاّ من يصوم الأشهر تطوعًا وتأجرًا، ويتصدق إلى الله تزلفًا”[22].

وهكذا، فإن هذه الأوضاع الحسنة للمسلمين في بعض الدول النصرانية قد كان للجهود الدعوية المبذولة من المسلمين في هذه الفترة أثر كبير في تحقيقها[23]، كما كان للنموذج الإسلامي الأخلاقي في التعامل والحكمة الذي قدمها المسلمون أثر واضح.

4- اهتمام كثير من علماء الغرب بثقافة الشرق:
تأثر كثير من علماء الغرب بالمستوى الراقي للحضارة الإسلامية، وتعرفوا على علماء أفذاذ في مختلف العلوم، واستفادوا منهم فائدة عظيمة، ومن هؤلاء (أديلا ردأوف بات) الذي زار الأندلس في النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي، ثم سافر إلى مصر وآسيا الصغرى، واطلع على كثير من العلوم في البلاد الإسلامية، وانتقلت بوساطته إلى الغرب معلومات مهمة عن الشرق الإسلامي[24].

وكذلك (ليونارد فيوناش) الذي زار مصر والشام، وكان معاصرًا لـ(فريدريك الثاني) ملك صقلية[25]، و(جيرارد الكريموني) الذي قدم من إيطاليا سنة 545هـ، وبقي في طليطلة حتى وفاته سنة 582هـ /1187م، وكان له جهود كبيرة في الترجمة[26]؛ إذ ترجم أكثر من مائة كتاب من الكتب الإسلامية إلى اللاتينية[27]، وكان للأسقف (رايموند) الذي تولى أسقفية طليطلة بين سنتي 526هـ- 547هـ دور كبير وجهود بارزة في ترجمة الكتب العربية إلى اللاتينية والتشجيع على ذلك، بل إنه كان يتولى رئاسة طائفة من المترجمين عُرفت بمدرسة المترجمين الطليطيين[28].

تأثر أوروبا بالحضارة الإسلاميةوكانت أعداد كبيرة من العلماء الأوربيين اهتمت بالترجمة من الثقافة العربية الإسلامية إلى اللغات الأوربية في الحياة الفكرية في أوربا الغربية[29]، وقد قال كاتب غربي عن أثر ما نقله هؤلاء العلماء الأوربيون عن المسلمين عن طريق الترجمة: “وقد أحدثت هذه التراجم كلها في أوربا اللاتينية ثورة عظيمة الخطر، ذلك أن تدفق النصوص العلمية من بلاد الإسلام واليونان كان له أعمق الأثر في استثارة العلماء الذين بدؤوا يستيقظون من سباتهم”[30]. وقال: “…كذلك أثارت هذه التراجم عقل أوربا، وحفزته إلى البحث والتفكير”[31].

ولقد أثرت المفاهيم الإسلامية في الأوربيين، وكان لا بد من أن يحدث توسعًا في علوم الدين وفي تعديل أفكار العلماء عن الإله[32]، وشاع لدى النصارى في بعض مناطق أوربا خاصة في الممالك النصرانية في الأندلس بعض الكلمات العربية ذات المدلول الديني الإسلامي، ومن ذلك مثلاً قولهم: (DIS DIOS QUIERE) ومعناه: قول المسلم: إن شاء الله[33]، ويتردد كثيرًا في أحاديثهم (OJALA) للتعبير عن العجب أو الدهشة، وما شابه ذلك، ومعناه الحرفي ما شاء الله، كذلك بعض ألفاظ التحية والسلام وغير ذلك[34].

وفي صقلية وجنوب إيطاليا انتشرت عملات نصرانية كُتب عليها آيات قرآنية منها قول تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9]. وكانت علامة أحد ملوك صقلية: “الحمد لله شكر لأنعُمِهِ”، ولا شك أن هذه العبارات والمفاهيم وأمثالها، وهي تتردّد بين عامة النصارى الأوربيين لها أثرها على المدى الطويل[35].

5- تأثُّر النصارى باللغة العربية:
كان بعض الصليبيين الذين قدموا من أوربا، وعاشوا فترة في البلاد الإسلامية قد اكتسبوا اللغة العربية[36], ولا شك أن هؤلاء عند عودتهم إلى بلدانهم لم ينسوا اللغة العربية التي اكتسبوها في البلاد الإسلامية، وما نقلته مفرداتها إليهم من بعض المفاهيم الدينية عن الإسلام، والتي كان يجهلونها قبل ذلك، فنقلوها هم بدورهم إلى أفراد مجتمعاتهم في البلاد الأوربية، ولكثرة المتحدثين باللغة العربية في بعض البلاد الأوربية، ولكثرة المقبلين على تعلمها اتخذت لغة رسمية في بعض المناطق بجانب اللغات الأوربية؛ ففي صقلية كانت اللغة العربية إحدى اللغات الثلاث التي أقرّتها الدولة في سجلاتها بجانب اليونانية واللاتينية[37].

وفي بعض المناطق التي زحف عليها النصارى في الأندلس كطليطلة وقرطبة والمناطق الشمالية والغربية وغيرها كانت هناك لغتان الإسبانية والعربية، بل إن بعض المفكرين الأوربيين المتعصبين تأسف كثيرًا على هجر كثير من النصارى لغتهم اللاتينية، وولعهم باللغة العربية وثقافتها[38]. ولم يقتصر الإقبال على اللغة العربية من عامة الناس في أوربا، بل إن أعدادًا من القادة الأوربيين تعلّموها، وتحدثوا بها رغبة منهم في الاطلاع على الحضارة الإسلامية، ومن أبرز هؤلاء (روجر الثاني) و(فريدريك الثاني) في صقلية، وقد قال ابن جبير عن الأخير: “ومن عجب شأنه المتحدث عنه أنه يقرأ ويكتب بالعربية”[39].

ولذلك فإن شيوع اللغة العربية نسبيًّا في المجتمعات الأوربية وكثرة الإقبال على تعلمها جعل أحد رجال الدين النصارى في مجتمع فيينا 710هـ/ 1311م يدعو إلى إنشاء ست مدارس لتعليم اللغات الشرقية في أوربا[40]؛ ولهذا الانتشار للغة العربية في أوربا -كان للجهود الدعوية المختلفة التي بذلها المسلمون في هذه الفترة تجاه النصارى دور في ذلك- تسللت مئات الكلمات العربية إلى اللغة الأوربية، خاصة اللغتين الإنجليزية والإسبانية[41].

6- فقدان الثقة بالبابا ورجال الدين:6- فقدان الثقة بالبابا ورجال الدين:
كانت الكنيسة مهيمنة على الحياة العامة في أوربا محاربة لكل ما يهدد هذه الهيمنة من الملوك أو المفكرين؛ فالبابا -وهو رأس الكنيسة- أصبحت بيده السلطة الدينية وحتى السياسة في هذه الفترة، مما جعل المعاصرين يعتبرونه ملك الملوك وأمير الأمراء[42]؛ لنفوذه القوي على ملوك أوربا في تلك الفترة، فكان من حق البابا أن يفرض الضرائب على رعايا الملوك، وأن يحوّلها إلى روما، وكانت صكوك الغفران، وصكوك الحرمان أداة للضغط بيده في مواجهة معارضيه[43].

وهذه الهيمنة الدينية والسياسية لسلطة الكنيسة تضاءلت كثيرًا في أوربا بعد نهاية الحرب الصليبية، وقد قال أحد الكتاب الغربيين عن ذلك: “…وعظم سلطان الكنيسة وعلت مكانتها إلى أبعد حد بسبب الحملة الصليبية الأولى، ثم أخذت تضعف بالتدرّج بسبب الحملات التي تلتها”[44]. وما من شك أنه كان للجهود الدعوية المختلفة التي بذلها المسلمون في هذه الفترة من سفارة ورسائل ورسل ومخالطة وكتابة ولقاءات وجهاد أثر كبير في ذلك[45]، ومع مرور الوقت قلّت هيبة الكنيسة ومكانتها في نفوس العامة، وأدركت الشعوب الأوربية كذب ما يدعيه البابا من أنه نائب عن الله في الأرض، وأنه معصوم عن الخطأ، فقلّت الثقة به وبسائر رجال الدين النصارى.

ومن الشواهد على ذلك مثلاً: أنه عندما دعا بعض الرهبان في أوربا إلى حملة صليبية جديدة سخر الناس منه، وعِمد بعضهم إلى توزيع الصدقات على الفقراء باسم محمد r على سبيل السخرية من هؤلاء الرهبان، وذلك أن محمدًا r تفوق على المسيح في هذه الحروب[46]، بل إن بعض المثقفين والكتاب وحتى رجال الدين بدءوا بنقد بعض معتقدات الكنيسة الخاصة بالتثليث والعشاء الرباني وصكوك الغفران وغيرهما، اعتمادًا على شيء من أقوال علماء المسلمين في ذلك[47].

كذلك ظهرت بعض الجماعات والفرق الدينية في أوربا التي تنادي بمحاربة الفساد المستشري بالكنيسة، بل والدعوة إلى معاداة رجال الدين، وانتقاد بعض الطقوس النصرانية، ومن ذلك مثلاً قيام أحد رجال الدين في جامعة أكسفورد في بريطانيا في هذه الفترة بحملة ضد بعض العقائد النصرانية، حيث كان له أتباع ومؤيدون، وكان من أقواله: إنه ليس ثمة ما هو أشبه بالوثنية من القربان عند المذبح[48].

ورجل آخر يدعى (أبلار) في الفترة نفسها نحا منحى عقليًّا في تفسير بعض المعتقدات النصرانية، وكان له أتباع ومؤيدون، الأمر الذي أغضب رجال الكنيسة في عصره حتى كفّروه[49]، وكان قد ألف كتابًا عن التثليث خالف فيه الاعتقاد السائد في عصره، بيّن في مقدمته أنه كتبه لطلابه قائلاً: لأنهم كانوا على الدوام يبحثون عن المعقول وعن الشروح الفلسفية، ويسألون عما يستطيعون فهمه من الأسباب لا عن الألفاظ دون غيرها، ويقولون: إن من العبث أن ينطق بألفاظ لا يستطيع العقل تتبعها، وأنه لا شيء يمكن تصديقه إلاّ إذا أمكن فهمه أولاً.

إن من أسخف الأشياء أن يعظ إنسان غيره بشيء، لا يستطيع هو نفسه أن يفهمه، ولا يستطيع من يسعى لتعليمهم أن يفهموه[50]، وقد أشار صاحب قصة الحضارة إلى كثرة المشككين في هذه الفترة في صحة بعض المعتقدات الكنسية وطقوس الديانة النصرانية، وأن ذلك مرده بشكل كبير إلى تأثير ما تُرجم من الكتب العربية إلى اللغات الأوربية[51]. وقال أيضًا في موضع آخر عن ذلك: “…ولقد لاحظنا من قبل وجود نزعة عدم الإيمان بين أقلية ضئيلة من سكان أوربا، وزادت هذه الأقلية في القرن الثالث عشر على أثر اتصال الأوربيين بالمسلمين عن طريق الحروب الصليبية، وتراجم الكتب العربية، ولما تبيّن الأوربيون وجود دين عظيم أخرج رجالاً عظامًا مثل صلاح الدين… كان ذلك في حد ذاته كشفًا اضطربت له نفوسهم”[52].

وإشارة إلى شدة ضعف الكنيسة وانحسار نفوذها في المجتمع الأوربي بعد الحروب الصليبية قال أحد الكتاب الغربيين: لقد فشل البابا (نقولا) في إثارة الغرب بعد سقوط طرابلس، كما أنه كان بالغ العجز بعد الكارثة الكبرى التي حلّت بعكا[53]. وبطبيعة الحال فإن هذا العجز راجع إلى اضمحلال مكانة الكنيسة ورجال الدين لدى طبقات المجتمع الأوربي، مقارنة بالقوة التي كانت عليها الكنيسة عند بدايات الحروب الصليبية، وتأثيرها البالغ في حشد مختلف قوى المجتمع الأوربي ضد المسلمين[54].

[1] رحلة ابن جبير ص307.
[2] د. جاد رمضان: أثر الحروب الصليبية في الحضارة الأوربية ص80.
[3] رحلة ابن جبير ص298، د. سليمان الرومي: دعوة المسلمين للنصارى 2/767.
[4] د. لطفي عبد البديع: الإسلام في إسبانيا ص98، دعوة المسلمين للنصارى 2/767.
[5] دعوة المسلمين للنصارى 2/768.
[6] المصدر نفسه 2/769.
[7] الصفدي: الوافي بالوفيات ص657، دعوة المسلمين للنصارى 2/769.
[8] زيجريد هونكه: شمس العرب تسطع على الغرب ص433.
[9] المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك 1/232.
[10] ستيفن رانسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/327.
[11] د. لطفي عبد البديع: الإسلام في إسبانيا ص168.
[12] مونتجومري وات: فضل الإسلام على الحضارة الغربية ص76.
[13] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 8/474.
[14] رحلة ابن جبير ص305.
[15] المصدر نفسه ص305، 306؛ دعوة المسلمين للنصارى 2/772.
[16] رحلة ابن جبير ص302، دعوة المسلمين للنصارى 2/772.
[17] رحلة ابن جبير ص303، دعوة المسلمين للنصارى 2/772.
[18] دعوة المسلمين للنصارى 2/773.
[19] الكامل في التاريخ 9/133، دعوة المسلمين للنصارى 2/773.
[20] د. إحسان عباس: العرب في صقلية ص146.
[21] رحلة ابن جبير ص298.
[22] المصدر السابق ص298.
[23] دعوة المسلمين للنصارى 2/774.
[24] فضل الإسلام على الحضارة الغربية ص85.
[25] دعوة المسلمين للنصارى 2/775.
[26] فضل الإسلام على الحضارة الغربية ص84.
[27] سعد بن عبد الله البشري: الحياة العلمية في عصر ملوك الطوائف في الأندلس ص542.
[28] دعوة المسلمين للنصارى 2/775.
[29] فضل الإسلام على الحضارة الغربية ص86.
[30] دعوة المسلمين للنصارى 2/778 نقلاً عن قصة الحضارة 4/21.
[31] قصة الحضارة 4/22، دعوة المسلمين للنصارى 2/778.
[32] الإسلام في إسبانيا ص95.
[33] دعوة المسلمين للنصارى 2/779.
[34] الإسلام في إسبانيا ص95.
[35] دعوة المسلمين للنصارى 2/779.
[36] المصدر نفسه 2/779.
[37] العرب في صقلية ص146.
[38] الإسلام في إسبانيا ص110، دعوة المسلمين للنصارى 2/780.
[39] رحلة ابن جبير ص298، دعوة المسلمين للنصارى 2/780.
[40] آرنست: الحروب الصليبية ص150.
[41] دعوة المسلمين للنصارى 2/780.
[42] د. سعيد عاشور: أوربا العصور الوسطى 2/216.
[43] ول ديورانت: قصة الحضارة 4/66.
[44] دعوة المسلمين للنصارى 2/782.
[45] المصدر نفسه 2/782.
[46] المصدر نفسه.
[47] قصة الحضارة 4/67.
[48] دعوة المسلمين للنصارى 2/783.
[49] قصة الحضارة 4/105.
[50] دعوة المسلمين للنصارى 2/783.
[51] المصدر نفسه 2/783.
[52] دعوة المسلمين للنصارى 2/784.
[53] تاريخ الحروب الصليبية 3/721.
[54] دعوة المسلمين للنصارى 2/785.

 

نقلا من موقع قصة الإسلام.

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى