بزئير العتمة اهتزت أجزاء الصورة؛ ريحٌ هوجاء بعثرت سدنة الروح، عواء مفخخ بالفناء يمر عبر اوردةِ الأرض معقودٌ بنواصيها سيلٌ عرم. تلاشت المشاهد بالشرود المطبق. كيف تعود الصورة لبرواز اليقظة؟ وكيف يبقى العبق الجليل في الأعلى فنارا لذات ليبدد كلحة العمر؟ فقد تماهى النور بالأماني على سفح الغيب الممهور بالعدل.
هناك في زمن حزين مقيت حين كانت الحانات تعج بكل حقير وحين كان الظلم قد استشرى. ومن خلف ستائر سوداء نادت طفلة ارتعشت عظامها جوعا وجورا قائلة: “سأخبر الله بكل شيء”.
وها هي الهزائم المتتالية تكشف عورات الروح الطاغية والغربية حين بسط الوباء عتوه على البسيطة لنرى كيف تتهاوى عظمتهم برجسهم العميق بينما يسمو تواضعنا بفقه الطهر والطهارة. وها هو الوباء يسقط معادلات وقواعد كادت أن تكون وثيقة ومرجعا، وما زلنا في بداية المسرحية والريح تبعثر كل ضعيف.