أدبقصة

الحبل

حَاوَلَ جاهِدًا أَنْ يُثْنِيَهُ عَنْ الفِكْرَةِ التي اسْتَوْلَتْ عَلَى تَفْكِيرِهِ فَلَمْ يَعُدْ يُصْغِي لِنُصْحٍ أَوْ يَعْبَأُ بِخَوْفِ مَنْ يَهُمُّهُمْ أَمْرُهُ عَلَيْه، وَبَعْدَ أَنْ يَئِسَ مِنَ المُحاوَلَةِ رَاحَ يُشَدِّدُ عَلَيْهِ النَّصِيحَةَ فِي أَنْ يُحْكِمَ قَبْضَتَهُ عَلَى الحَبْلِ الّذي يَصِلُ بَيْنَهُمَا وَأَنْ يَحْرِصَ عَلَى بُوصَلَتِهِ مِنْ أَنْ تَتَأَثَّرَ بِتَيَّاراتِ الجَّذْبِ الشَّديدِ فَيَضِلَّ طَريقَهُ وَيَنْحَرِفَ عَنْ وُجْهَتِهِ، وبَقِيَ مُمْسِكًا بالحَبْلِ بقُوَّةٍ مِنْ طَرَفِهِ الأَعْلَى رُغْمَ أَنَّهُ مَعْقُودٌ إِلَى سَارِيَةٍ راسِخَةٍ خَوْفًا وَشَفَقَةً عَلَيْهِ، لَكِنَّ الحَبْلَ بَقِيَ مَشْدُودا وقَوِيًّا لِوَقْتٍ قَصيرٍ قَبْلَ أَنْ يَتَأَرْجَحَ بِقُوَّةٍ ثُمَّ يَضْطَرِبَ شَدَّةً وَرَخَاوَةً فَحَاوَلَ لَهِفًا أَنْ يجذبه بَحَرَكاتٍ حَائِرَةٍ مُتَتَابِعَةِ مُتَرَدِّدَةٍ لئِلاّ يَنْقَطِعَ وَلَكِنَّ الحَبْلَ لانَ أخيرًا فَأَخَذَ يَسْحَبُهُ والدّمْعُ يَنْحَدِرُ مِنْ عَيْنَيْهِ … وطَفَا عَلَى المَاء.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى