أدبشعر

هم وهيام

فـــي فـــؤادي هَــمٌّ يـلُـوكُ فــؤادي

أَذهــلَ الـلُّـبَّ لــمْ يــذَرْ مِـن رشـادِ

عَـجـبًـا كــيـف ضَــمَّـهُ خــافـقٌ مــا

كـــــاد يُــبــقـي ثَــنــيّـةً لازديـــــادِ

غُـــصّــةٌ لا تــــزالُ بــــي فــكـأنـي

جَــوفُ قـلـبي الـمريءُ والـهمُّ زادي

لَــم يـكُـن يــا هـمـومُ قَـبلكِ قـلبي

خــالــيـا مِــــن وجــيـعـةٍ أو كِــبــادِ

كــم دَهـتـني مِــن الـزمانِ خُـطوبٌ

وجـدتـنـي الـشـديدَ بـيـن الـشِّـدادِ

أوعــدتـنـي فــلَــمْ أهُــــن لــوعـودٍ

أو عَـــدَت فـهـانت عـلـيّ الـعـوادي

وقــفــارٍ حــصــدتُ مــنـهـا ربـيـعـي

وحُــــزونٍ ألِــفــتُ فــيـهـا رُقــــادي

وصـــعـــابٍ كــأنــهــا تـصـطـفـيـني

دون غـيـري جـعـلتُها مــن عَـتـادي

وأتـــونٍ أنـضـجْـتُ فـيـهـا عـجـيـني

وجــمــارٍ تــخــذتُ مـنـهـا مِـــدادي

مِــــن حــســودٍ وشــانــئٍ ولـئـيـمٍ

وجــهــولٍ مُــــدَّت عــلــيَّ أيــــادي

طــبـقـاتٌ نُــــدوبُ قــلـبـي ولــكـنْ

لا كُــجـرحِ الـقـريبِ فِـعـلُ الأعــادي

إنْ يـكـيـدوا نـاديـتـه فــي اكـتـرابي

ويـح نـفسي إن كادني مَن أنادي؟

شـدَّمـا كـابَدَتْ مِـنَ الـجَورِ نـفسي

مـــا لــجَـورٍ يَــفُـتُّ فــي الأكـبـادِ؟

مــا لِـكَـوني يــزوي الأمـاكـنَ عَـنّي

ولِعُمري كيف انطوى في سُهادي؟

وحـبـيـبٍ لـــم أحـــظَ مــنـه بـعـدلٍ

أو بــعـذلٍ لـمُـنـصِفِ الــحُـبّ بــادِي

مــــــا لِــعَــيـنـيَّ إن أُدارِ قـــذاهـــا

قــرَّحَــت أجـفـانـيِ بـمـثـلِ الـقـتـادِ

ولــرُوحــي إذا كــتـمـتُ جُــروحــي

تــركَـتْـنـي كــسـاكـنـي الألـــحــادِ

لا تــــزالُ نــــاري عــلـيـكِ سَــلامـا

فــأْذَنــي لــصــادٍ بــبـعـض ابــتــرادِ

أعْـتقيني مِـن خَـشْيتي أن تُضامي

وانـصِـفـيني إنْ لــم تـراعـي ودادي

وهَـبـيني جـاوزتُ فـي الـعندِ حَـدّي

وهَــبــيـنـي لــحِــدَّتـي وعِـــنــادي

دوبـــحــورٍ صــبـبـتُ فــيـهـا أنــيـنـي

وقــــوافٍ نــصـبـتُ فـيـهـا عِــمـادي

ومــعــانٍ نـظـمـتـها مــــن جُــمــانٍ

وبـــديــعٍ أبــدعْــتُـه مــــن جَــمــادِ

لـــي جــنـانٌ يـفـيـضُ مِـنـه بـيـاني

ولــسـانٌ عـــاصٍ عــلـى الإغــمـادِ

إن زعـمـتُ مــا كــان غـيـر فَـعـالي

وهـيـامي مــا كــان فـي كـل وادِي

 

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى