أدبشعر

خزّ العطاء

بِـعَشْرٍ  مِنْ شُمُوعِ العُمْرِ فِيهَا

عَــطَـاءٌ   لَا   يَــكـلُّ   لِـوَارِدِيـهَـا

تَـعَالَتْ  وَاحَـتِى  لِلحَقِّ صَرْحًا

مَـنِـيـعًا  لا  مَـثِـيلَ  وَلا  شَـبِـيهَا

قَـوَافِـلُـنَا    لَــهَـا   تَـأْتِـي   تِـبَـاعًا

تَـبَـشُّ    وَبِـالـمَوَدَّةِ   تَـلْـتَقِيهَا

وَكُـــلٌّ    وَارِدٌ   يَــرْجُـو   مَــنَـالًا

كَـعَـينِ   الـمَـاءِ   تَـرْويـنَا  بِـفِيهَا

فَـصَارَتْ فِي سَمَاءِ الليْلِ حِضْنًا

تَــلأْلَأُ   بِـالـنُّجُومِ   وَتَـحـتَوِيهَا

تُـقِيلُ  عَثَارَ أَهْلِ الحَرْفِ، تُعْلِي

الـمَنَائِرَ  فِـي  الـبِحَارِ لخَائِضِيهَا

وَتَـمْلأُ  خَـرْجَ  مَن يَبْغِي عُلُومًا

فَـمَا  يَـمضِي  خِـفَافًا  عَـابِرُوهَا

وَمَـا  فَـتَحَتْ  لِـنَيْلِ  المَجْدِ بِابا

يُـجَـامِلُ   مُـسْـتَبِدًا  أَوْ  سَـفِيها

وَلَا  بَـاعَـتْ  وَلَا  سَـامَـتْ بِـيَومٍ

مَـبَـادِئَهَا   وَعَـقَّـتْ   وَامِـقِـيهَا

وَلَا   عَــافَـتْ  لِـبَـيْـنِ  أَوْ  لِـجَـوْرٍ

رِسَـالَـتَـهَـا    وَرَدَّتْ   طَـالِـبِـيـهَا

وَمَـا  صَـدَّتْ  وَلَا رَصَدَتْ بَقَايَا

عِـصَـابَةِ   غَــادِرٍ  كَــيْ  تَـتَّقِيهَا

فَـعُقَّتْ  فِـي  زَمَـانِ مِنْ هَوَانٍ

بِــهِ   الأَقْــوَالُ   تُـعْلِي  بَـائِعِيهَا

وَأَسْـمَـالُ   الـرّيَـاءِ   تَـصِـيرُ  خَـزًا

وَيَـحْتَفِلُ  الـضَّيَاعُ  بِـمُكْتَسِيهَا

وَقَـابَلَ  جُـودَهَا  بِـالغَدْرِ  قَـوْمٌ

أَشَـاحُـوا   وَانْـثَـنُوا  كِـبْرًا  وَتِـيها

وَرَاحُــوا   يَـرْفَـعُونَ  خِـيَامَ  وِزْرٍ

وَأَوْكَـــارًا    تُـخَـبِّـلُ    سَـاكِـنِيهَا

وَيَـدْعُـونَ  الـرِّفَاقَ  لِـهَجْرِ وَاحٍ

كَــأُمِّ   الـمَـوْزِ   يَـقْـتُلُهَا  بَـنُوهَا

وَتَـبْـسِمُ  فِــي  حُـنُوٍّ  لَا  تُـبَالِي

وَتُـلْـقِـمُ    ضَـرْعَـهَا   لِـمُـنَاوِئِيهَا

بِـهَا   الأَطْـيَارُ  تَـسْبِيحًا  تُـنَاجِي

إِلَـهَ  الـكَوْنِ:  “يَـا  رَبِّ  اجْـتَبِيهَا

بِـوَجْهٍ  مُـشْرِقٍ  مَـا  كَـانَ  يَـوْمًا

لِـغَيرِ  رِضَـاكَ  رَهْـنًا كَـيْ يَشُوهَا

يَـنُـوءُ   بـوَاحَتِي  كَـتِفُ  الـرَّزَايَا

فَـبَـارِكْـهَا    وَخَــذِّلْ   شَـانِـئِيهَا

لِـتَـنْطَلِقَ   الـقَـصَائِدُ   عَـازِفَـاتٍ

بِـأَحْرِفِ  جَـوْقَةٍ  مِنْ مُنْشِدِيهَا

تَـسَامي  وَاحَـتٍي جِئْنَاكِ عِشْقًا

دَعِي الضَّوْضَاءَ عَنْكِ وَمُتْرَفِيهَا

بِحرْفِ أَمِيرِكِ العُمَرِيِّ جُودِي

أَعِـيـدِي   لِـلـعُرُوبَةِ  وَدْقَ  فِـيهَا

وَبِـالأَحْرَارِ  فِـيكِ  وَمْـنْ  تَسَاموا

بِـتَـقْوَى  الله  عَـمَّنْ  أَغْـفَلُوهَا

رِسَـالَـتُـنَـا     لِأُمُّــتِـنَـا     لِـتَـحْـيَا

وَتُـشْـفَى  مِـن  خَـوَارٍ  يَـعْتَرِيهَا

لَـكِ  الـتَّارِيخُ  وَالغَدُ وَالمَعَالي

بِــكِ  الـعَلْيَاءُ  تَـسْمُو  فَـاعْتَلِيهَا

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى