أدبشعر

وطن الذنب

تَــبـكِـي وَلَـيـلُـكَ مُـقـفِـرٌ كَـنَـهَـارِكْ

وَصَـدَى بُـكَائِكَ فِـي الـقُلُوبِ مَعَارِك

يَــا مَـوطِـنَ الـذَنـبِ الـذِي نَـحيَا بِـه

مَـالِي أَرَاكَ أَطَـلتَ فِـي اسـتِغْفَارِك

مِـن بَـينِ أَشـلَاءِ الضَحَايَا جِئتَ كَي

تَـطـوِي الـمَسَافَةَ بَـاحِثًا عَـن دَارِك

وَأَرَاكَ ضِـعتَ.. وَضَـاعَ فِـيكَ مَـسِيرُنا

فَـاسْأَلْ صَـدَى الـخُطُوَاتِ عَن آثَارِك

تَـجْـتَـرُّ فِـــي دَربِ الـغَـرَابَةِ صَـمـتَنَا

وَتَــفِــرُّ مِـــن مَـأسَـاتِـنَا وَتُــشَـارِك

وَتَــعُــودُ.. لَا الأَحْـــزَانُ تَـهـجُـرُنَا وَلَا

فَــرَحٌ تَــلَألَأَ فِــي جِـهَـاتِ مَـسَارِك

فَـاجمَعْ بَـقَايَاكَ الَـتِي احـتَرَقَتْ هُنَا

وَانْـفُـضْ غُـبَـارَ الـتِيهِ عَـن أَسْـفَارِك

وَادْفِن أَنِين النَايِ فِي جَوفِ الدُجَى

وَانـفُـخْ خَــوَاءَ الــرُوحِ مِــن مِـزمَارِك

عَــادَتْ خَـفَـافِيشُ الـظَلَامِ لِـتَعتَلِي

عَـرْشَ الـضَمَائِرِ بَـعدَ طُـولِ حِـصَارِك

تُـدمِـي جِــرَاحَ الـفَـجْرِ تَـقْتُلُ بَـوحَهُ

وَتـعِـيـثُ فِـــي أَحْـلَامِـنَـا وَقِــفَـارِك

جَـــــاءَتْ وَأَوَّلُـــهَــا يَــبِـيـعُ بِـبَـابِـنَـا

قَــاتًــا وَآخِــرُهَـا عَــلَـى أَسْـــوَارِك

قِــطَـعٌ مِــن الـلَـيلِ الـبَـهِيمِ تَـلُـفُّنَا

وتُــطَـارِدُ الـنَّـجْمَاتِ خَـلـفَ مَــدَارِكْ

دَارَ الـزَّمَانُ عَـلَيكَ يَـا وَطَـنَ الضُّحَى

أَهــلُ الـكُـهُوفِ اسْـتَـوطَنُوا بِـدِيَارِك

صَـارُوا حُـمَاةَ الـعَارِ لَـيتَ جُـمُوعِهِم

غَـابَتْ هُـنَاكَ وَمَـا دَنَـتْ مِـن عَـارِك

قَـتَـلُوكَ بِـالـثَّوَرَاتِ غَــدرًا.. لَـم نَـجِدْ

فِـيـهِـم غَـيُـورًا سَـائِـلًا عَــن ثَــارِك

وَطَـنُ الـجِرَاحِ.. دوَاكَ جُـرحِي إِنَّنِي

مَــازِلْــتُ أَحــلُـمُ أَنَّــنِـي بِــجِـوَارِك

وَأَرَاك فِــي سِـجـنِ الـمَذَلَّةِ حَـامِلًا

نَــعـشَ الـكَـرَامَـةِ كَـالـبَعِيرِ الـبَـارِك

مِـتْـنَـا وَصُـــودِرَتِ الـقَـصَـائِدُ عُـنـوَةً

وَعَـلـى الـحُـرُوفِ ضَـرِيـبَةٌ وَجَـمَارِك

كُـــلّ الــنَـوَارِس غَــادَرَتْـكَ لِـعِـلمِهَا

أَنّ الــلَآلِـئَ لَـــمْ تَــعِـشْ بِـمَـحَارِك

أَسْــمَــاؤُنَـا مَــجـهُـولَـةٌ وَدُرُوبُـــنَــا

حَـيرَى.. نُـفَتِّشُ فِـيكَ عَـن مُخْتَارِك

نَــمـضِـي نُــكَـابِـدُ غُــربَـةً تَـحْـتَـلُّنَا

وَنُــحَــدِثُ الأَجْــيَـالَ عَـــنْ أَنـــوَارِك

نَــرنُــو إِلَــيــكَ وَغَــصَّـةٌ مَـحـمُـومَةٌ

تَـسْـتَـعلِمُ الآتِــيـنَ عَـــن أَخــبَـارِكْ

فِــي زَحـمَةِ الـتِرحَالِ يَـعلُو صَـوتُنَا:

يَـــا رَبّــنَـا انـصُـرْنَـا عَـلَـى أَنْـصَـارِك

 

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى