أدبشعر

كَتَبَتْ لي تسْأَلُني

كَتَبَتْ لي تَسألُني :
إنْ كنتَ بِقَلبكَ تَعشَقُني
حَرِّرْني مِنْ قَيدي
وَاحْمِلني فوقَ بِساطِ الرِّيحْ
حلّقْ بي لِفَضاءٍ آخرَ فَوقَ فِراشٍ أبيضْ
أتَغَطّى بِلحافٍ أزرقْ
لا أخشى منْ مَطرٍ ,
أو عاصِفَةٍ هَوجاءَ ولا أخشى,
أعْصارَ الريحْ
أنْقذني مِنْ نَفسي
وَانقِذْ روحي, وَابْعِدني عن سِجْني
جَسَدي سِجنٌ للرّوحْ
هلْ تَفهَمُني ؟
أمْ تسألُ عنْ تَوضيحْ !

***
فَأجَبتُ رِسالَتَها
يا سيَّدَتي :
أنَا روحٌ أبْحثُ عنْ روحٍ ,
أنَا طيفٌ يَتَجَوَّلُ في كلِّ فضاءْ
أتَقرَّبُ منْ كلِّ ضياءٍ,
كَي يَحرِقَني
كَفَرَاشاتٍ تَعشَقُ نارَ الشَّمعةْ
وَالشَّمعَةُ لا تَدري
مَنْ ذا يَفنى حَرقاً بِلَهيبِ الضَّوءْ

***
لكنّي لا أفنى يا سَيّدَتي
أتَلاشَى ثُمَّ أعودُ فَأبعَثُ طَيفاً,
بَلْ روحَاُ تَبْحثُ عنْ روحْ
فَدَعيني آتي أبْحَثُ عَنْ روحي
بَينَ ثَنايا روحي
وَأُلَمْلِمُ أجْنِحَتي
مِنْ أشْلاءِ الشَّمْعِ الذائبْ
فَأنا المَسْجُونُ , أنَا السَّجّانْ
طَيفانِ هُما طيفٌ واحِدْ
جَسَدانِ هُما جَسَدٌ واحِدْ
جَسَدٌ يَفنى والرُّوحُ تُحلِّقُ خَلفَ الرُّوحْ
أنَا جِئتُ إليكِ لأنْقِذَ روحي مِنْ سِجْني
وَأحَرّرَ روحَكِ مِنْ روحي
لكنَّك لا, لَنْ تَبْتَعِدي
فَحَياتُكِ في قَلبي ..هيَ في سِجْني
إذْ روحُكِ في روحي ..
هيَ نبْضٌ مِنْ نبضي
هيَ بَعضٌ مِنْ بَعضي.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى