أدبشعر

قلت: ما بِكْ؟

لم يكن في الوقت وقتٌ لوداعِكْ
وذراعي أفلتتني من ذراعِكْ
لم يكن في الوقت وَقتُ
وذراعي أفلتتني
وهويتُ
من سماء لسمَاءِ
من هواء لهوَاءِ
ينهض الليل أمامي
والمسافات ورائي
وإذا أبشرتُ بالقاع قنوطا
وهبطتُ
لم يكن ذاك َبِقاعِكْ !

لم يكن في الصمت صمتٌ
حين جعنا
حينما قاسمتِني في الصبر ملحا
وأكلنا من خَشاش الأرض قمحا
وشرابُ الدمع ماءً
كان أضحى
حينها وََلَّفتُ داراتِ نخاعي
لسماعِكْ
والتقطتُ الصوْتَ ضَبْحا
من تجاويف جياعِكْ
وأنا عمري أحاكي ما سمعتُ
ما يَفُتّ الرّجْفُ فولاذَ عظامي
فتلقََّيْ
حفنةَ القَشّ حطامي
في متاعِكْ

ضُمَّ قلبي إنني أزداد غيما
وأتيتُ السهلَ أستهديه من أرض الهطولْ
فأشاح السهلُ واستغنى عن الخِصْب الكسولْ
وتوارى كي أزولْ
ثم أودى …
ثم أومى…
ثم لَمًّ الطير قطري
من حصى الصحراء لَمًّا

وَزِّعوا كأسي على من زاد حرفا
في لغات الحزن يوما
واعذروا مُرَّ مذاقي
إنني لم أنسكب منذ عناقي
منذ أن فِضْتُ على العشب سواقيْ
وترون الآن فاضت زفرتي البيضاء ألفا
بعدما عَزَّ التلاقي

حين غُصّ الماء في مجرى سحابِكْ
قلت: ما بِكْ ؟
قبلما كان أذى
قبلما أوجسْتِ في العين قذى
وفضاء الصدر أضحى
للهاثك منفذا
وأنا أوغلت أمضي من مصابي
لمصابك
وإذا بي….
يخلع الريشَ جناحي
وأحابي
هكذا …
ينكر الشريان نبضي وخضابي
هكذا أمسيت من بعد التخلي
هكذا ….
هكذا أنجو بظلي رغم قتلي
فأجيبي للتجلي
– كيف أنجو من حضوري
في غيابك ؟

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى