أدبشعر

غث وسمين

شَـطَـحَاتُهُ نَـحْـوَ الـسَّـمَاءِ يَـقِينَهُ

فَــقْـدَ الأَمَـــانِ وَيُـعْـلِـيَنَّ يَـقِـيـنَهُ

مُـلْقًى عَـلَى كَـتِفِ الزَّمَانِ مُلَوَّعًا

أَشْـطَانُ شَـيْطَانٍ تَـرُصُّ شُجُونَهُ

مَــا أَسْـدَلَ الـليْلُ الـجُفُونَ يَـلُفُّهُ

بِـالـعَـتْمِ إِلا وَاسْـتَـبَـاحَ سُـكُـونَـهُ

يُـلْـقِيهِ فِــي أَتُّــونِ شَـوْقٍ جَـائِرٍ

وَيُــبِــيـحُـهُ لِأَعِـــنَّـــةٍ يُــرْدِيــنَــهُ

تَـرْنِـيـمَةُ الــمَـوْتِ الـنَّـبِيلِ تُـكِـدُّهُ

وَكَـرَامَـةُ الـمَـوتَى تَـحُضٌّ جُـنُونَهُ

فَـيُـجَرِّفُ الـتَّـارِيخَ بـحـثًا يَـرْتَـجي

قَـصْرًا بِـوَهْمٍ لَـمْ يَـعِشْ مَضْمُونَهُ

أَضْــنْـاهُ تَـشْـرِيـدٌ وَحُـرْقَـةُ غُـرْبَـةٍ

خَــرْقَـاءَ تَـقْـطَـعُ بِـالـفُتُونِ وَتِـيـنَهُ

وَتَلُوحُ فِي الأُفقِ المُضَرّجِ بالجَوَى

سُـفُنُ الـقَصِيدِ أسًـى تُقِلُّ أَنينَهُ

بِـنَـوَائِبِ الإِجْـحَـافِ تُـنـكِرُ خَـيْـرَهُ

وَمَـعَـاوِلِ الـحَمْقَى تَـدُكُّ سَـفِينَهُ

يَـرْنُو لِـنُورٍ فِـي الـمَدَى مُـتَرَاقِصٍ

وَالـشِّـعرُ يَـنْزِفُ بِـالحُرُوفِ حَـنِينَهُ

يَـأْتِي الـرِّفَاقَ وَقَـدْ تَـبَسَّمَ رَاضِيًا

بِـالـوِدِّ يَـجْـمَعُ غَـثَّـهُمْ وَسَـمِـينَهُ

وَيَــضُـمُّ غِـيـلَـتَهُم لِـصَـدْرٍ نَــازِفٍ

وَيُـنِـيـلُهُمْ جُـــودًا نَـــدَاهُ وَلِـيـنَـهُ

فَـيُـنَـقِّـبُـونَ وَيَــرْتَـعُـونَ بِـحَـقْـلِـهِ

وَيُـقَـارِعُـونَ الــحَـقَّ يَـسْـتَعْدُونَهُ

وَيُــصَـارِعُـونَ وَيَــدَّعُــونَ تَـكَـلُّـفـا

ويُــمَــزِّقُـون أَصِــيــلَـهُ وَمَـتِـيـنَـهُ

مَـــنْ لـلِإِبَـاءِ إِذا انْـحَـنَى مُـتَـرَفِّعٌ

فِــي صَـوْلَـةٍ لِـيَـصُدَّ مَـنْ يُـؤذُونَهُ

مَــا لِـلـشُّؤُونِ تَـدَاخَـلَتْ أَقْـدَارُهَا

لِـلـصَّبِّ شَــأْنٌ وَيْــكَ لَــوْ يَـدْرُونَهُ

وَطَــنٌ هُـنَـاكَ بِـأَسْـرِهِ فِـي ذِلَّـةٍ

يَـلِـجُ الـظَّـلامُ مُـبَـاحَهُ وَحَـصِـينَهُ

فَـالـلـيْلُ دَاجٍ وَالـجَـحِيمُ تَـفَـجَّرَتْ

بِـسَـمَائِهِ وَالـمَـوْتُ بَــاتَ خَـدِينَهُ

وَالأَرْضُ أَدْمَـاهَـا الـجُـنُونُ فَـلَوَّنَتْ

بِـــزُلَالِ مَــا نَــزَفَ الإِبَــاءُ ظُـنُـونَهُ

وَالأخْـوَةُ الأَعْـدَاءُ فِـي تَـرَفٍ عَلَى

إِيــقَـاعِ طَــبْـلِ مُـجُـونِهِمْ يَـأْتُـونَهُ

مُـتُـفُجِّعِينَ وَسَـافِحِينَ دُمُـوعَهُمْ

تِـمْسَاحُ غَـدْرِ الأَهْـلِ يَعْرِفُ طِينَهُ

جُـودٌ؟ وَهَلْ لِدَمِ الشَّهِيدِ مُعَادِلٌ؟

عَـرَفُـوا الـنّـدَاءَ وَمَــا دَرَوْا مَـكْنُونَهُ

بَلْ مَا دَرَى الأَغْرَارُ فِي إِسْرَافِهِم

أَنَّ الـطَّـرِيدَ غَــدًا يُـشِـيدُ عَـرِيـنَهُ

وَيَـجُولُ فِـي المَيْدَانِ يُعْلِنُ مَجْدَهُ

وَيَـفُكُّ مِـن أَسْـرِ الـشَّقَاءِ رَهِـينَهُ

وَيَــرُدُّ لِـلـبَاغِي الـدُّيُـونَ وَمَـا رَبَـا

مِـنْهَا وَيُـرْغِمُ فِـي الـتُّرَابِ جَبِينَهُ

مَـنْ قَـالَ يُمْتَهَنُ الأَكَارِمُ بِالضَّنَى

سَـيرَى قَـضَاءَ الـدَّيْنِ إِذْ يَـقْضُونَهُ

وَتَـعُـودُ أَسْــرَابُ الـحَـمَامِ عَـزِيزَةً

لِـثَـرًى تـحَـشَّدَتِ الـمَـنَايَا دُونَــهُ

إِنَّ الـبَـعُـوضَ وَإِنْ تَـعَـاظَمَ شَــرُّهُ

ذَرٌّ حَــقِـيـرُ الــقَـدْرِ يـــا مَـغْـبُـونَهُ

 

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى