لأنـــهـــم غــــــادروا آثــــــرتُ أن أبـــقــى ألِــفـتُ قــيـديَ حُـــرّاً لــمْ يـشـأ عِـتْـقا! راسٍ تـنـشّـقَ أنــفـاسَ الـسّـمـا صُــعُـداً ولــم يــزلْ شـامـخاً يـستوطنُ الـعمْقا! كـنَـخـلةٍ مـــا حــنـتْ لـلـريـحِ هـامـتـها وإن تــــــأوّدَ عُـــرجـــونٌ رمــــــى عِـــذقــا هــمــو تـسـامَـوا وربّ الـغـيـثِ ألّـفـهـمْ وقـــبــل صــيّـبِـهـمْ إسـتـقـدحـوا بــرقــا وقـــد مـكـثـتُ كـمـا يـوصـونني شـجـرًا شــرّعــتُ أذرعــتــي أسـتـقـبـلُ الــودْقــا غـابوا ولا شيء منهمْ في المقام سِوى ظِــلٍّ مـشى ومـشى واسـتوعبَ الأفـقا وكـلّما اشْـتقتُ صـوتَ الماء في ظمئي رأيــتُــهـمْ ســحُــبـاً تــعــلـو لـتُـسـتـسْـقى سـالوا شـذاً وعـلى القرطاس نفحتُهم ومـــن سـيـلـتقط الأنـــداءَ لـــنْ يـشـقى أصواتهمْ لم تزلْ في القربِ منذُ حكَوا وحـين فـتّشتُ ألـفيتُ الـصدى خفقا كـــلّ الـشـدائـد مــا كـانـت تـحـاصرُهمْ لأنــهــم ضــربــوا مـــن حـولـهـا طــوقـا! لأنـــهـــا الأرض أســقـتـهـم عُــصـارَتـهـا صــبّــوا الــدمــاء لــهــا يـروونـهـا دفْــقـا هــمْ كـلـما انـغـرسوا فــي الأرض أنـمـلةً أضــاء فــي أفـقـهم وجــهُ الـسـما طـلقا وحـــيــن غُــلّــقَـتِ الأبـــــوابُ دونــهــمُ مـدّوا الـجسوم يـدًا تـستعذبُ الـطّرْقا كــانــوا مــــن الــمـهـد إصــــراراً يـلـقـنني حـــرفَ الـكـبـار ولــمّـا أمــلـك الـنُـطـقا كـــبــرتُ لــكـنـنـي حــاذيــتُ رحـلـتـهـمْ فــإنْ عـجـلتُ تـنـاديني الـخطى: رِفْـقا تــلـك الـتـفاصيل مـمـا خـلّـفوا مـثُـلَتْ شــيــخـاً يـعـلـمـنـي إجــــلالَ مــــا دَقّــــا هـــــنــــا بـــقـــيـــةُ آثـــــــــارٍ أُلــمــلِــمُــهـا أستنشقُ الطيبَ مَسعاهمْ إلى المرقى
|