أدبشعر

عذبة النسمات

خَــفَـقَ  الـحَـنِـينُ  فَـــرَدِّدِي  خَـفَـقَاتِي

وَتَــرَقْـرَقِـي   يَــــا   عَــذْبَــةَ  الـنَّـسَـمَاتِ

وَتَــأَوَّبِـي   طَـيـفًـا  يُـهَـدْهِـدُ  خَـاطِـرِي

وَيَـزِيـدُ  حَــرَّ  الـشَّـوْقِ  فِــي زَفَـرَاتِـي

وَيُـعيدُ  مَـا سَـلَبَ الـخَيَالُ مِنَ النُّهَى

ويُـحِـيدُ  تِـيهَ  الـدَّرْبِ عَـنْ خُـطُوَاتِي

يَـا  مَـنْ بِـطُهْرِكِ قَـدْ أَضَأْتِ مَشَاعِرِي

قَــبَـسًـا   مِـــنَ  الـمِـصْـبَاحِ  وَالـمِـشْـكَاةِ

تَـسْـمُو  الـمَغَانِي  فِـي صِـفَاتِكِ لِـلذِي

يَـرْجُـو  الـتَّـوَحُّدَ  فِـي مَـعَانِي الـذَّاتِ

وَتَــــؤُودُ   فَـلْـسَـفَـةَ   الــتَّـأَمُّـلِ  عَــبْــرَةٌ

تَـتْـلُو  عَـلَـيكِ  الـصَّـمْتَ  طَــوْقَ نَـجَاةِ

هَـمَسَتْ  تَـلُمُّ الـحَرْفَ بَـعْثَرَهُ الجَوَى

رُوحٌ  سَـقَـاهَـا  الـبَـيـنُ  كَـــأْسَ مَـمَـاتِ

وَرَنَــتْ  إِلَـيْـكِ  عُـيُـونُ  مَـنْ بَـانَتْ بِـهِ

عَـــنْ   نَـاظِـرَيْـكِ  شَــوَاسِـعُ  الـفَـلَـوَاتِ

هِـــيَ  فُـرْقَـةُ  الأَجْـسَـادِ  لَـكِـنَّ الـهَـوَى

فِـــي  الـنَّـفْـسِ  لِــلأَخْـلاقِ  وَالـمَـلَكَاتِ

ضَـــنَّ  الــزَّمَـانُ  عَــلَـيَّ  بِـالـقَمَرِ  الــذِي

يَـهَـبُ  الـسُّـرُورَ  وَيُـذْهِـبُ الـحَسرَاتِ

فَــهَـوَاكِ  أَرْفَــقُ  بِـالـفُؤَادِ  مِــنَ  الـدِّمَـا

وَأَرَقُّ  مِــــنْ  رِيْــقِـي  عَــلَـى  لَـهَـوَاتِـي

وَسَـنَـاكِ  أَلْـصَقُ بِـالخَيَالِ مِـنَ الـرُّؤَى

فِــي  صَـحْوِ  أَفْـكَارِي وَفِـي غَـفَوَاتِي

كَـمْ  حُـجَّ  قَـبْلَكِ نَـحْوَ كَـعْبَةِ مُهْجَتِي

مِـــــنْ   غَـــيــرِ   إِحْــــرَامٍ  وَلا  مِــيـقَـاتِ

وَحَجَجْتِ بِالإِحْسَاسِ حِجَّةَ يُوسُفٍ

لِـلسِّجْنِ  حَـتَّى  صِـرْتِ فِـي عَـرَفَاتِي

يَـــا  عَــاذِلاً  قَـلْـبِي  إِلَـيْـكَ  عَــنِ الـتِـي

مَـلَـكَتْ  بِـوَحْـيِ  الـنُّـورِ  كُــلَّ جِـهَـاتِي

حَـامَتْ  فَـرَاشَتُهَا فَـهِمْتُ عَلَى الرُّبَى

أُبْــــدِي   رَحِــيــقَ  الـقَـلْـبِ  والـبَـتَـلاتِ

إِنْ  ضَــجَّ  عَـنْـهُ  الـشَّـوقُ أَنْـكَرَ نَـبْضَهُ

وَإِذَا  سَـجَـا  فَـالـدَّمْعُ فِــي الـحَدَقَاتِ

يَــنْـجُـو   بِــمَــا  ادَّرَعَ  الــوَقَــارَ  نَــهَـارَهُ

وَهُـوَ  الأَنِـينُ الـمَحْضُ فِـي الظُلُمَاتِ

مَــــا   زِلْـــتُ  أَرْفَـــأُ  بِـالـتَّـوَرُعِ  خَـيْـمَـةً

تُــــؤوِي   الــفُــؤَادَ   كَــنَـاسِـكٍ  بِــصَـلاةِ

وَطَـفِـقْتُ  أَدْفَـعُـنِي  عَـنِ الـوَلَهِ الـذِي

جَــعَـلَ  الـهِـزَبْـرَ  أَسِـيـرَ  طَــرْفِ  مَـهَـاةِ

لَــكِــنَّ   أَشْــــوَاقَ   الــمُـحِـبِّ  تَـشُـدُّنِـي

نَــحْــوَ   الــتِــي   أَوْدَعْـتُـهَـا  خَـلَـجَـاتِي

أَجْــرِي  بِـمَـاءِ  الـشِّـعْرِ  دَهْـشَـةَ حَـالِـمٍ

لأَضُـــــمَّ   دِجْــلَــةَ   رُوحِــهَــا  لِــفُـرَاتِـي

حَـدَّقـتُ  أَنْـظُـرُ  فِــي مَـعَالِمِ سِـحْرِهَا

مُــتَـبَـتِّـلا   فِـــــي   مُــحْــكَـمِ   الآيَـــــاتِ

فَــرَأَيْـتُـهَـا   لِــلـعَـيـنِ   بَــهْــجَـةَ   فِــتْـنَـةٍ

وَعَـلَـى  جَـبِـينِ  الـكَـونِ  تَــاجَ سِـمَاتِ

وَرَأَيْــتُ  فِــي  الـجَوْزَاءِ يَـرْفُلُ ظِـلُّهَا

وَيَـلُـمُّ  خَـلْـفَ  الـشَّمْسِ ظِـلَّ شَـتَاتِي

طَـبَـعَتْ  عَـلَـى  خَــدِّ  الـبَـنَفْسجِ قَـبْـلَةً

فَــدَنَــا   لَــهَــا   الـبُـسْـتَـانُ  بِـالـبَـسَـمَاتِ

بِــشَـذَا  كَـرَيَّـا  الـصُّـبْحِ  عَـبَّـقَهُ الـنَّـدَى

وَجَـــوَى  كَـوَجْـدِ  الـلَّـيْلِ  مِــنْ  أنَّـاتِـي

نَــازَعْـتُـهَـا   قَــلْـبِـي   بِــنَـفْـسِ   مُــكَـابِـرٍ

فَـاسْـتَحْكَمَتْ  فِــي  أَرْفَــقِ  الـكَـلِمَاتِ

وَإِذَا  نَـهَيْتُ الـقَلْبَ غَـضَّ مِنَ الأَسَى

وَأَجَـــالَ  طَـــرْفَ  الــوَجْـدِ  بِـالـعَبَرَاتِ

أُخْفِي الضَّنَى حَتَّى إِذَا امْتَقَعَ النَّوَى

نَـاجَـيْـتُهَا   بِـالـشَّـوْقِ  فِـــي  خُـلُـوَاتِـي

أُصْـغِي  لَهَا وَالطَّيْفُ يُؤْنِسُ وِحْدَتِي

فَـأَعِـيـشُ  دَهْــرِ  الأُنْــسِ  كَـالـلَحَظَاتِ

هِـيَ  فِـي  الـفُؤَادِ تَـمَكَّنَتْ فَـتَحَكَّمَتْ

صَــرْحًـا  لَـــهُ  تَــأْوِي  سِـنِـينُ  حَـيَـاتِي

صَـرْحَ  الـوِفَاءِ فَـإِنْ تَـصَدَّعَ أَوْ هَوَى

هَـــوَتِ  الـــرُّؤَى  وَأَطَــاحَ  بِـالـمُهْجَاتِ

لَــــمْ   تَـلْـقَـهَـا  عَـيْـنِـي  وَلَــكِـنَّ  الـنُّـهَـى

بِـجَـمَـالِهَا   غَــطَّـتْ  عَــلَـى  الـقَـسَـمَاتِ

أَحْــبِـبْ  بِــهَـا  مِـــنْ  أقْــحُـوانِ  تَــوَدُّدٍ

تَـهَـبُ  الـنَّـدَى  وَتَـغُـضُّ عَـنْ عَـثَرَاتِي

وَهَـبَـتْ  فَـلا  أَسَـفٌ عَـلَى مَـا أَذْهَـبَتْ

وَدَنَــــتْ  فَــــلا  جَـــزَعٌ  لِــمَـا  هُـــوَ  آتِ

حَـازَتْ  عَـلَى  الـبَلَجِ الأَجَـلِّ وَلَـمْ تَطَأْ

بِـــالـــحُــبِّ    إِلا   أَكْـــــــرَمَ   الـــغَــايَــاتِ

مَــــا   زَالَ  قَــلْـبِـي  لِــلـهَـوَى  مُـتَـطَـلِّـعًا

كَــتَــطَــلُّـعِ    الـــسَّــارِيــنَ    لِــلـنَّـجْـمَـاتِ

الـمُـقْـلَةُ   افْـتَـرَشَـتْ  بِــسَـاطَ  أَثِـيـرِهَا

وَالـلَـهْفَةُ  انْـتَـظَرَتْ  عَـلَـى  الـشُّـرُفَاتِ

أَمْ  أَنْـــتَ  يَـــا  دَهْـــرَ  الـتَّـصَرُّمِ عَـاقِـدٌ

أَنْ   تَــفْـجَـعَ  الــحِـرْمَـانَ  بِـالـحُـرُمَـاتِ

لَـــــوْلا   ضِــيَــاءُ   الأُمْــنِـيَـاتِ  تَــفَــاؤُلًا

لَـسَـرَى  كَـفِيفُ الـقَلْبِ فِـي الـشُبُهَاتِ

فَـالـنَّفْسُ  تَـهْـفُو  وَالـحَوَادِثُ تَـقْتفِي

وَالــسَّــعْـدُ   يَــأْبَــى   مَــــرَّةً   وَيُــوَاتِــي

لَـــوْ  بَــرَّنِـي  قَــدَرِي  لَـعَـانَقْتُ  الـمَـدَى

وَلَـــطِــرْتُ   لِـلـمَـحْـبُـوبِ   دُونَ  أَنَـــــاةِ

وَخَـطَـبْـتُهُ   كَـــفَّ  الـــزَّوَاجِ  مُـخَـضَّـبًا

مُــتَــعَــطِّــرًا     بِــــالــــوُدِّ    وَالـــقُــبُــلاتِ

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. يا لهسيس يراعك الهادر بصدى العطور ينصرم الربيع ويبقى حرفك مخضوصرا بأدواح لغتك المشرئبة بها خيل حرفك مبرأ انت ونبضك من الانصرام و الأفول تلف قناديل السماء على معصم قلمك لا انطفاء يطال ضوءك تطبق أجفان قلبك على ملكوت النور فتنصاع بحور القصيد بطاعة كاملة وتتجلى اسحار بيانك في علياء البصيرة تتصبب شعرا جنيا وتطالعنا غابات الدهشة الدهماء بجلال مهيب استاذي المبجل قبل النبض وبعد العصف لا أراني الا عاشقة لحرفك دمت ودام نقاء حرفك هادرا في فجاج الروح ..تقديري والود

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى