قضايا ثقافية
أخر الأخبار

انطلاق منصة الإبداع العربي خطوة عملاقة نحو نهضة حضارية

نزف للأمة العربية عموما ولمثقفيها الأحرار الحقيقيين خصوصا انطلاق منصة الإبداع العربي التي تمثل حلم كل حر كريم وكل مبدع صادق من أبناء الأمة في  عمل جمعي ناهض يعيد الدور المؤثر للعمل الثقافي الإبداعي ليصبح ركيزة أساسية وضرورية وليس مجرد ترف شخصي أو نسق إجرائي. وإنه ليزداد اليقين ويتجدد الأمل وتتوحد المشاعر في حالة من الاحتدام الصاعد بهذا الحلم الناضر والذي يؤسس لمرحلة جديدة من التعاطي الإبداعي الخلاق بجدية وعمق وبما يميز المدعين من المبدعين وينتظر للحق والخير والجمال.

إن أمتنا ما انفكت ومنذ أمد طويل تتهاوى من ترد إلى ترد حتى لتكاد أن تصبح مطمعا لأكثر الأمم وعالة على المشهد الحضاري الإنساني بما أثر سلبا على هويتها الثقافية والحضارية وباتت التبعية والتقليد حالة شائعة في الأجيال المعاصرة بشكل يدخلنا في دائرة الإداء السلبي المتراكب وفقدان السيطرة على القيادة والتوجيه. وهذه الحالة المؤسفة تتطلب منا جميعا أن نبادر بشكل خلاق وأداء إبداعي لمحاولة إعادة الأمة العربية لدورها الحضاري والإسهام في المسار الإنساني كوسيلة للمشاركة وللبناء الواعي نحو احترام متبادل وتفهم وتفاهم مشترك.

إن في جهل العلم جهل في الحكم، ولذا فإن من المهم أن نستوعب الحالة العربية بشكل صحيح فلا نقع في فخ العجب بالذات والإصرار على الخيرية أو نقع في المقابل في فخ جلد الذات والانبهار بالآخر ذلك أن كلا الحالين يدفع نحو حكم غير منصف وغير واصف. ومن هنا أرى على عكس أكثر أصحاب الرأي بأن هناك من نخب الأمة وأحرارها من يحمل الهم ويبذل الهمة ولا يتقاعس عن الدور. أما لماذا لا تظهر النتائج المرضية فذلك بسبب الفردية والاغتراب في الأنا بما يحدث تضاربا وتناجشا وتنافسا غير مثمر ينتصر للأنا على حساب المصلحة العامة والمجموع.

إن أحد أهم أسباب ما وصلت إليه الأمة من انحدار هو حالة اللغط والخطل في التعاطي مع الحالة التنافسية باعتبارها ضرورة إنسانية تبرز الاختلاف بين الأفراد وتحث على التنوع في المصادر في عمل تكاملي وتحولها إلى حالة من الخلاف والتناجش والبيع على البيع والخطبة على الخطبة ومحاولة طمس الآخر حتى من كان له الفضل المباشر في سبيل إظهار الذات وكأنها هي محور الكون أو قل هي الكون كله ، ولا يتسع الأفق لأمثال هؤلاء إلا لذاته المتورمة بالأنا وبالحسد والحقد على الآخر وجحود الفضل والدور بما أفرز مصطلحات كالتنافس الشريف وغير الشريف وكذاتية الحالة الإبداعية وحضور الأنا لتمثل المجموع وغير ذلك مما يرتكز على مفاهيم عامة يتم تشويشها وتشويهها زيفا ورغبة في فردية الانتماء والارتقاء وجحود ما سواه.

وأقول: إن التنافسية حالة إنسانية مهمة وضرورية لصناعة مستقبل أفضل من خلال استراتيجيات تكاملية وفن القيادة الإبداعي الذي يقود نحو منتج حضاري يضع الأمة في مكان مشرف ومشرق بين بقية الأمم. وهذه الحالة هي في الأساس فردية ولكن يمكن تأطيرها وتطويرها لتمثل حالة جمعية تكون أفضل توازنا وأفضل تأثيرا وأنجع فاعلية أكان هذا على المستوى الفني الإبداعي أو على المستوى التسويقي والتجاري أو على المستوى العلمي والتطويري أو على المستوى الفكري والقيادي أو على أي مستوى إنساني آخر. وإن الأمم التي اعتمدت منهج التنافسية السوية باعتبارها منهج اختلاف ومنبع تنوعية تصب كلها من فروع شتى وبمقادير متفاوتة في بحر المصلحة المشتركة والإسهام الحضاري في عمومه دون أن يتنقص هذا من حق كل فرد مبدع تميزه وتفوقه، فالعلوم مثلا هي نتاج مشترك لتاريخ طويل من الإبداع الإنساني الفردي ولم يكن لفرد مهما بلغ من النبوغ والعبقرية أن يحقق هذا كله بمفرده. ولا يمكن أيضا إنكار مستوى التفاوت في الإسهام وفي القدرات تفاوت النجوم في السماء بعضها يشع أكثر من بعض ولكنها تشكل معا فضاء لامعا وأفقا واسعا متكاملا. والمطلوب بتقديري هو الانعتاق من الانغلاق والتركيز على عميلة التطوير الذاتي والتميز الحقيقي وإدراك أن التنافس هو ضرورة إنسانية كما قلنا ولن ترتقي الأمم أو تزدهر الحضارات إلا به، وأن التميز لا يكون بالمخالفة أو بالخلاف بل بالمساهمة المشتركة بالاختلاف عن الآخر لا معه.

ومن هنا تنبثق الحاجة ويتضح المعنى لأهمية العمل الجمعي الذي يكفل للفرد حقه وللمجتمع الفائدة وللأمة الرقي والازدهار، وعلى المبدع أن يدرك أن الغرس باليمين والمسارعة بالحصاد باليسار لن يحقق له مصلحة ولن يحقق للأمة أربا أو غاية، وأننا معا نكون أقدر وأظهر. وإن فكرة إطلاق المنصة تقوم على أسس مهمة لإبراز الإبداع والمدعين والتمييز بين المستويات وفق الأقدار والقدارت ومحاربة التمييع وتعتمد التنافسية السوية القائمة على التفاهم والتعاون المشترك والإسهام الجاد في بناء جسور التواصل الحضاري والإنساني وإعادة الدور المؤثر للأمة في هذا المجال والدفع باتجاه تقديم منتج ثقافي وحضاري ينتصر للحق والخير والجمال وجعل العالم مكانا أفضل للإنسانية جمعاء.

نريد أن نوفر بيئة صحية للإبداع فكرا وأدبا والتأسيس لعمل علمي وعملي ينهض بالمجتمعات ويسلط الضوء على المبدعين الحقيقيين ليتمكنوا من الإسهام الفاعل والاستمرار في العطاء والتألق من خلال الاهتمام بالوسائل الخلاقة ومن خلال الرعاية المباشرة ومن خلال التعاون والتواصل المشترك. ونريد أن نؤسس لمرحلة تنافسية على مستوى التكريم والتقييم بشكل ينافس جوائز نوبل وجوائز اليونسكو بجائزة إبداعية عربية جادة وذات استقلالية عن كل المؤثرات والحسابات السياسية والتبعية. كفى الأمة لهاثا وراء الآخر وانبهارا بالخارج واستهانة بالذات. إن لنا حقا في تقييم وتقدير إبداعات أمتنا بل وإبداعاتهم هم على مبدأ العدالة والمساواة والاحترام المتبادل.

باختصار، هي حركة مثقفين أحرار تصحح المسار وتبدع الأفكار وترسخ أصالة الهوية الثقافية؛ حركة تميز المدعين من المبدعين وتنتصر للحق والخير والجمال في زمن تهافت الرؤى واختلاط المفاهيم. وهي حركة ثقافية حرة غير عنصرية وغير ذات تبعية سياسية أو حزبية تحترم خصوصية الهوية الثقافية وتهتم بالإبداع وبالمبدعين بمستوى نخبوي الأداء عربي التوجه منهجي التناول. ويصدر عن هذه المنصة عدة أنشطة ثقافية مميزة من أهمها مجلة ثقافية بمستوى إبداعي غير مسبوق وبمواضيع ذات أدب وأرب ودار نشر ومؤتمر سنوي للإبداع. وتهتم بالنخب الإبداعية الثقافية الحقيقية وتسليط الضوء عليهم وتقديمهم قادة نهوض للأمة من كبوتها الحضارية، وعليهم الرهان في الدفع والرفع لتكوين جسد إبداعي ثقافي فريد يجسد شعار “معا نكون أقدر وأظهر”. وهذه المنصة الإبداعية الجادة تتبع الاتحاد العالمي للإبداع المرخص رسميا في مملكة السويد كمنظمة ثقافية عالمية برقم Orgnr: 802475-7778.

ندعو كل مثقف حر كريم وكل مبدع جاد صادق للمشاركة معنا في هذا الحراك الثقافي الحر، و / أو الدعم لهذا المشروع الثقافي الكبير كل بما يجيد ويجد، ولقراءة المزيد عن أهداف المنصة وآليات العمل، كذلك وسائل التواصل والمشاركة زوروا هذه الصفحة:

https://al-manassa.com/%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%AD%D9%86%D8%9F-%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D8%AD%D9%86%D8%9F/

 

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى