جُــثــثُ الألــــوانِ والــفــنِّ الـقـتـيـــــلْ فـــوقَ لــوْحٍ نـاتـئِ الـوَهْـم ِ نَـحـيـــــلْ وجـــــــنــــــازاتُ خــــــيــــــالٍ ورُؤى شـيَّـعـتـها شـهْـقـةُ الـلـيـلِ الـطـويـــــلْ سَـــقــطَ الـــبُــؤسُ عــلــى أرْجــائِـهــــا واسْـتـبـاحـتها ظــنـونُ الـمـسـتحيلْ فـــــإذا الأرضُ شـــقــوقٌ عــطِــشَـتْ مــثــلَ أفـــواهِ الــرجـاءِ الـمُـسْـتقيلْ وإذا الــزيــتـونُ أضـــحــى غــصْــنُـهُ كـعَـصـا تـهـوي عـلـى جـسْـم ٍنـحـيلْ أيـــــنَ مــنــهـا مَــنـظـرٌ مُـعْـشـوشِـبٌ كـــانَ فــيـهِ الـنـهـرُ مِــرآة َ نـخـيلْ ؟! وســــمـــاءٌ أرْسَــــلـــتْ أنــجــمَــهـا؟! فـاسْـتـحَمَّتْ فــي مِـيـاهِ الـسَـلسَبيلْ وأراجـــيـــحُ سَـــمَـــتْ أعْــيــادُهــا؟! ولــقــدْ مــالــتْ بــهــا حَــيـثُ تـمـيـلْ لـوْحـة َالــروح : أجـيـبي: مَــنْ تـرى قــتـلَ الألـــوانَ والــفـنَّ الـجـمـيلْ ؟! فــــأحـــالَ الــنــهــرَ فـــيـــهِ بَــلــقـعًــــــــا لا زهـــــورٌ فــيــهِ ، لا ظــــلٌ ظــلـيـلْ لــوْحــةَ الـــروحِ : لِـــمَ الـنـخـلُ بَــــــدا سـاقـطا ً فــوقَ الـثرى مـثلَ قـتيلْ ؟ وجـــــــذوعٌ صُــــــرِعَـــتْ مَــرْمَــيّـــــــــةً كــتــوابـيـتَ اُحــيــطــتْ بــعــويــلْ؟ **********
لـوْحـة َالــروحِ : لِــمَ الـفـنُّ يـموتْ؟! ولـــمـــاذا كــفــنـتـهُ الــعـنـكـبـوتْ ؟! ولِــــمَ الـعـصـفـورُ مَــصـلـوبٌ عــلــى أضــلـعِ الـقـيدِ وأوهــامِ الـسـكوتْ؟! ولِــــــمَ الـــعَـــوْرةُ والــقــبْــحُ بـــهــــــــا رَفـضَتْ أنْ تـكتسي حـتى بـتوتْ؟! **********
لـوحـتي الـفـضلى: أمــا مِــنْ ريـشـةٍ تفرُشُ الحُسْنَ على الوجهِ الكئيبِ؟ فــــــأرى الألــــــوانَ زُفــــــتْ كــلــهــا كــعـروسـاتٍ إلــــى حــفـلٍ عـجـيـب وأرى الــغــابـةَ ، مـــــا مِــــنْ بُــومـــــةٍ صَـوتُـهـا يُـخـرسُ عَــزْفَ الـعـندليبِ وأرى الــنــهْــرَ ضَــحــوكــا مَـــوجُـــهُ يُرسِلُ الخِصْبَ إلى الوادي الجَديبِ وشِـــبـــاكًـــــــا غــــمــــرَتْ صـــيّـــادَهــا أمَــــلًا غــنـاهُ فـــي لــحْـن ٍ طـــروب وصَـــبـــيًّـــــــا ، حَــــــــرّرَتْ طــــيّـــــــــارةٌ نـفسَها مِـنْ خيطهِ الواهي الشحوبِ وزَهَــــــــــتْ ألـــوانـــهــــــا عـــالـــيـــــــةً ثـــمَّ ضـاعَـتْ بـيـنَ ألــوان الـمَـغيبِ وأراجـــيـــحَ ، احْــمـلـيـنـي فــوقــهـا فـــأنـــا طـــفـــلٌ وانْ لاحَ مَــشـيـبـي وارْســمــيـنـي و فـــراشـــاتٍ ، أنــــــا خـلـفـهـا أعـــدو ، ولا عــيـنَ رقــيـبِ وغـــصــونــا ً بـــالــنــدى مُــخــضـلـةً تــنـشـرُ الــظِـلَّ وأنــفـاسَ الـطـيـوبِ أوْ عــلـى الــرمْـلِ اتـركـيـني راســمًـا مِــنْ ظـنـونِ الـشوقِ وجْـهًا لـحبيبي لـوْحـتي الـفـضلى: أمــا مِــنْ ريـشـةٍ تــرْسُــمُ الــغـابـةَ أشــجــارَ قــلــوبِ؟ اسْــتــبَــدَّ الــقــبْــحُ بــالــفــنِّ وقـــــدْ عُــلــقـتْ ريــشــتـهُ فــــوقَ صَــلـيـبِ **********
إنـــمـــــا مَـــهْـــلًا إذا مــــــا ريـــشـــــــةٌ رَسَـــمَــتْ لــوحــةَ فــــنٍّ لا يــمــــــوتْ فـلـتـؤطـرْها بــنـبْـضِ الــقـلـبِ مِــــنْ هَــجْــمَـةٍ حـــاقــدةٍ مــــنْ جَــبــروتْ ولــتــصُــنــهــــا ، ربّــــمــــا يَــخــنــقـهـــــا بــخـيـوطٍ مــنــهُ قــبْــحُ الـعـنـكبوتْ |