أدبشعر

مأساة الياسمين

كـنـتُ فــي عـتْمةِ الـحنينِ سَـجينا

لا أنــاجــي غَــيــرَ الــفــراغِ خَــديـنـا

فـــي قــطـارٍ يـنْـسَـلُّ مــنْ ذكْـريـاتي

أتـــمَـــلَّــى شــمْــعــاتِـيَ الأرْبَــعــيــنـا

أرْقُـبُ الأفْـقَ مـنْ زجـاجِ شُـجوني

وهْـــوَ يَــعْـدو إلـــى الـــوراءِ حـزيـنـا

فُــتِـحَ الــبـابُ عـــنْ مُـحَـيًّـا تـجَـلَّى

بــيـتَ شــعـرٍ لا يَـقْـبـلُ الـتـضْمينا

بـدْعـةُ الـحُـسْنِ فـيهِ فـتْحٌ جـديدٌ

نُــبْـصِـرُ الــضــوءَ إثْـــرَهُ إنْ عَـمِـيـنا

كـــلُّ لــفـظٍ يُـــرامُ فــي وصْـفِـهِ فــي

رَحِــــمِ الــعـقْـلِ مـــا يـــزالُ جَـنـيـنا

غــــادةٌ غَــضَّــةُ الـمـلامِـحِ وَسْــنـى

قـــدْ تَـخَـطَّـتْ سِـنـونَها الـعـشْرينا

أتْــلــفَــتْـنـي بـــنـــظــرةٍ رَشَــقَــتْــهــا

فــــي تــلافـيـفِ مـهْـجـتـي سِـكِّـيـنـا

لــمْ تــذرْ لــي بِـسـاحةِ الـنـبضِ إلا

شَــــرَيـــانًـــا مُـــضَـــرَّجًـــا ووَتـــيـــنـــا

أتْــبــعَـتْـهـا بــضَــحْـكـةٍ مُــشْــتـهـاةٍ

أنْــبـتـتْ فـــي حُـشـاشـتي يَـقْـطِـينا

أخْـــرَجَــتْ بَــغْــتـةً لُــفــافَـةَ تِــبْــغٍ

لَفَّ منْ طيبِ شَكْلِها الوعْيُ حينا

ثـــارَ ظــنِّـي ورُحْــتُ أسْـألُـني هــلْ

كـــانَ شــكًّـا مــا عَــنَّ لــي أمْ يَـقـينا

حـيـنَ مُــدَّتْ يــدي بـعـودِ ثِـقـابٍ

شَـــعَّ نـــورُ الـعِـرْفـانِ مـنـها مُـبـينا

خِـلْتُ أنِّـي سَـمِعْتُ للقُرْطِ جَرْسًا

كــشَــهِــيـقِـي ولـــلــســوارِ رَنـــيــنــا

أوْمَــأتْ لــي بـبَـسْمةِ الـثغْرِ جـذلى

ثــــمَّ أحْــنـتْ بـالاِمْـتِـنانِ الـجَـبـينا

أشْـعَـلـتْـهـا فــأضْــرمَـتْ فِــــيَّ نــــارًا

قـدْ خـبَتْ مـن جِـمارِ قلبي سِنينا

وتـعَـجَّـبـتُ.. إنَّ أعْــجَــبَ شـــيءٍ

ربَّـــةُ الـحُـسْنِ تـعْـشَقُ الـتـدْخينا!

شَـــرِقــتْ عَــيْـنُـهـا بـــدَمْــعِ كـــــلامٍ

يـحـملُ الـحـرفُ فـيهِ حُـزْنًا دفـينا

فـتـحَتْ شُـرْفـةَ الـحديثِ فـقالتْ

أوْشَـــكَ الــهَـمُّ فـيـكَ أنْ يـسْـتبينا

إنَّ فـــــي مُـقْـلـتـيْـكَ مــــوْجَ ادِّكــــارٍ

هــــاجَ فــــي لُــجَّــةٍ تُــقِــلُّ سَـفـيـنـا

أصْـــغِ لــي.. إنَّ لــي حـكـايةَ جــرحٍ

ســوفَ تُـنسيكَ بـالتأسِّي الـحنينا

أنــــا يــــا شــــاردَ الــعـيـونِ سِــــراجٌ

أفَـــلَ الــضـوءُ مــنـهُ حــيـنَ أُهـيـنا

فــي انْـتـصافٍ مــنَ الـزمانِ قـريبٍ

لــمْ أجِــدْ لــي عـلـى الـبـلاءِ مُـعـينا

عَــضَّــنـي فــيــهِ هِــجْــرِسٌ آدَمِــــيٌّ

يـعْـتـلـي فــــي الــعَـواءِ رُكْــنًـا رَكـيـنـا

نَــــطَّ فــــي مِـزْهَـريَّـتـي غِـــبَّ يـــوْمٍ

مُــكْــفَــهِـرٍّ فــــمَـــزَّقَ الــيـاسـمـيـنـا

بـعْـدَهـا قـــدَّتِ الـخـطـيئةُ ثــوبـي

نَــصَـبَـتْ لــــي بــكــلِّ فــــجٍّ كَـمـيـنا

لـيْـتني فــي الـهـوى رَبَــأْتُ بـحـظي

فـــيــهِ مـــــنْ أنْ أُدانَ أو أنْ أُديــنــا

شَـجَّـنـي صَـوْتُـهـا الـشَّـجيُّ ابْـتـداءً

ثـــمَّ فــاضـتْ مــنـهُ الـحـنايا أنـيـنا

فــتــواثــبْـتُ لـــلــكــلامِ عَــــجـــولاً

بــعــدَ أن كــنـتُ بـالـكـلامِ ضَـنـيـنا

قــلــتُ إنَّ الــحـيـاةَ قـــدْ عَـلَّـمَـتْني

فـــي دُنـــا الـــرأيِ أنْ أكـــونَ أمـيـنـا

نـحـنُ فــي قـبْضةِ الـقضاءِ، سَـواءٌ

أأبَـــيْــنــاهُ أمْ بــــــهِ قــــــدْ رَضــيــنــا

بُــرْعُـمُ الــوردِ فـيـكِ مَــوًَّالُ طُـهْـرٍ

كـيـفَ يـرضـى بـذا الـغثاءِ مَـعينا؟

لـمْـلمي الـجُـرْحَ مــا أصـابـكِ ولَّــى

فــعْـلُ مـــاضٍ لا يـقـبَلُ الـتـسْكينا

واظْـعَني فوق هَوْدَجِ التوْبِ حتى

يـسْـكُنَ الــروْعُ مـنْـكِ أو يـسْتكينا

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى