ــ قال: قف، يمنع السير ليلا هنا.
ــ أحسب نفسي حراً؟ بالأمس تردد في سمعي شعار يجاهر بالحرية عندكم.
ــ أنت لست ..؟ ولما تكون ..؟
جرفـني غضب ما لعمقه قرار، كتمت سري، فاختلج جسمي المفتون. وانبجست أنفاسي تقاتل رجع الكلام في خفاء.
خطوت والعار يلاحقني. فجأة، صفعتني ريح تتلو الأوراد، وتقرأ السلام، فيها نكهة طين نادر، ترسم حباته خريطة وطني بالألوان، بين صدى الطين ولزوجته تنام الحياة.
فجراً، وخزتني الكلمات، وعلى عجل لملمت رأسي، عدت وأنا وسط أهلي، أجمع فائض الخبز اليابس بين الدروب. كم كان لذيذاً! ولست أدري من أين جاءته هذه اللذة.