هناك في آخر النفق بصيص أتلمس ضياه لأعماقي المنعتقة من نفسي المنسدلة على ملامحي، لبيادرٍ نضجت تنتظر غلالا، لقلوب ترتعش بين الضلوع. لقصيدة تصهل في قفارٍ شاسعة لا صدى لها. للمبحر وسط عباب في عاصفة هوجاء يعتلي سفينة النجاة الغارقة الى القاع. لمن رمتني بهدب لحاظها فأصابتني بسهم العيون الآسر. لقلب كاتمٍ حبا إلا من صياغة لؤلؤٍ اصطف ليزين عواطفه الجياشة في أسطر من خيال.
لانتمائي سأقرع اجراس النهوض وأعلن موعد الآذان، وسأشعل فنارا يبدد العتمة، وامتطي ساحة الوغى، وسأحمل سيفا كذو الفقار كي يمحي تاريخ عرمرمٍ صدئ من كثرة الاستجداء.
لحبيبتي؛ سألون الفضاء ببياض الأماني؛ لتشرق الشمس من جبينها. وسأنجب ألف ألف حقيقة، وأصعد فوق نخيل الغمام، ليصل الحلم الى منتهاه. سأهرع مسرعا أسقي جرعة من أمل لشهيد يكاد يموتُ ظمآنا من نخوة يعرب. ماتوا وهم أحياء ولم يسمعوا النداء؛ فاستشهد وهو يرفع سبابة البقاء؛ لتستمر الفتوحات ولكي يصل إلى عرجون المجد الأولي والشذى العطري.
ثمارَ نصرٍ لمن يهزها جنيا يا أمة اقرأ. ينقشع الغمام وينفلق إصباحُ اليراع الباسل، وأراضينا موغلٌ بها العطاء ولا تزال عطشى لخصال المستبصرين. أخطاء تجرها اذيال خيبة في معارك على رمال الحقيقة. هناك حيث بنى السراب بيوتا عنكبوتيةً في رؤوسنا.
حملَ كفنهُ، وتقدم يمد عنقه تحت مقصلة العدل، إلاّ انه قد وضع في رحم الفكر بذرة من وهم توسدتها العيون الآملات، وأرضعتها من أثداء السحاب حكاية أزلية عشعشت في عظام القصة. وعلى أتون احتراقي أعيد اختزال الماضي، أرقص حافيا في حلبةِ العرض. تارةً اداوي جراحي، وتارة اقدّم عرضا دمويا، ورحيق الشوق يخضب صدر الغصن في وسط الحلم.
قلم جذاب ماتع. تحياتي لك ولنثرك المتميز
وذائقة لها نكهة الرحيق يستسيغها الورد والندى تقديري والتحايا