أدبنثر

الحب المزركش

حين يتحول الحب بعمقه الوجداني المهيب إلى نمنمات تنحسر في شبق المنطق اللفظي، والايغال المتكلف في مهارة القول يخرج المألوف من قرب التناوش الى حمأة البعد السحيق الذي يلفه غموض فلسلفي عقيم، يدور في فلك مجدب غير مأهول. قلبت في مواقع البشر بالقدر الذي سمح به وعي وسني، فما وجدت أرزى من صانعي الحب وأشقى من المنظرين له في محافل الكلمة المستنيمة.

فهم فئام يتضاغون جوعا لدفقة شعورية صادقة ويودون بجدع انوفهم – من فرط فاقتهم – أن يلمسوا بأرواحهم نبتة وليدة لحب فطري طبائعي مركوز، غير مخنث ولا مدنس. وسيظل طابور المتتفعين بالكلمة والمتاجرين بالمعاني يرتادون أماكن النور المزركش وقلوبهم في ظلمة موحشة. يتبللون من الحب ببل دون بلل، ويطبقون بين ضلوعهم على وحشة وقفار دونها قفار.

ليتهم يعودون إلى الدقائق الأولى التي استقبلوا بها الحياة حين أراد خالقهم أن يقذف بهم من أرحام أمهاتهم إلي دنيا أمروا جميعا بعمارتهم كونهم نشأوا منها. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، ومن أوغل في الانفصام عن تربته ذبلت أوراقه ويبست أغصانه وتعفنت جذوره.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى