وتمضي يا مهجة القلب تثرثر في حزني. وفي قفر الوجيف التائه يتفتق الرحيق حين انفلاق رسائل من حرائق. الحقيقة تلسع ندى الوهم بنداءات تدغدغ الشغف. أرق ينوح في هاوية الروح، وأنين يجتر لحن البكاء.
غروب يراود أحشاء براكيني، فأين انت؟ يا من رسمت لي الحب حياة وأشرقت في سرّ ضيائي ووجه خمودي. أين أنت يا من هممت بمجد انبعاثي الغافي تحت جفن وحدتي، وبكل الوفاء راقصت ظلي لتحرق صقيعي. وها أنا باخعة نفسي على آثار بوتقتك بتوجساتي التي تملأ صواع الروح.
تمضي الأمسيات أنتظر في قاعة الركود، أحث السلوى على رقعة الصلاة، أنشر خبايا قلبي المسروق مني في وجه حلمي، أحتضن الذكريات بين شغاف الأوردة ونبض الغفران، بكل الانكسار أحطم صخرة الغياب؛ فأين أنت؟
ابحث عنك في عين براكيني وفوق أشرعة الشهب. لفظتني الذاكرة وأنا أدور في قلب الحقيقة ألاحق ظلك الذي ما انفك يهرب ويتوارى وأنت ترقم حقل قلبك بالجفاء. أرنو الى مرآة عتمتي. ألوذ بنفسي التي ارتشفت كل الأماكن بعناق الرحيل. وأنا هنا أغفو على ثنايا الوداع لعلي ألقاك فوق ركام المدى.