بَـكَـرتْ تـلـومُكَ لــم تُـطِقْ صـبرا مــاذَا جـنـيتَ بـنـظمكَ الـشعرا ؟ مـــاذا جـنـيـتَ بـــهِ ســـوى نَـكَـدٍ فــكــأنّـهُ لـــــكَ مــحــنـةٌ كُــبــرى عــجـبـاً لـقـلـبـكَ يـشـتـهي تـعَـبَـاً أومـــــا كـــفــاهُ هــمـومَـهُ كُــثــرا وهـــواجـــسٍ شـــتّــى مـــؤرّقــةٍ تـأتيكَ فـي غـلسِ الـدُّجى تترى فـتـبـيـتَ ســهـرانـاً عــلــى قــلـقٍ وكـــأنَّ فـــوقَ فــراشـكَ الـجـمرا قُــلْ لــي لـمـنْ تـشـدو بــهِ زمـنـاً أوَمـــا تـــرى الـجـمـهورَ لا يــقـرا تــشــدو بــشـعـرٍ ســاحــرٍ غَـــرِداً ألــحــانــهُ تــســتـنـزلُ الــطــيــرا مـا باتَ يهوى الناسُ في وطني الـــعـــلـــمَ والآدابَ والـــشـــعــرا شـــرُّ الـمـصـائبِ فـوقـهم نـزلـتْ مــــن هــولـهـا ألـبـابـهـم ســكـرى وجــراحُــهــم نـــجــلاءُ نـــازفــةٌ لــمّــا تـــزلْ مـــن غـيـظـها نــغـرا وقــلـوبـهـم كــلــمـى تــنــزُّ دمــــاً وعـيـونهم فـاضـتْ أسـىً عـبرى لـحـكومةِ الـسُّـراقِ فــي وطـنـي جــهـراً تُـحـابـي الــلـصَّ والــغـرّا وتُــــــذلُّ عـــمــداً كـــــلَّ نــابــغـةٍ وتــمـيـتُ فــيــهِ مــواهـبـاً غَــــرّا لـلـشـانـيـئـنَ الـمـفـلـسـينَ أبـــــوا أنْ يـنـصفوكَ ولـيـسَ أنْ تُـطـرى هـل تـرتجي الإنـصافَ مِـنْ زُمـرٍ تـأبى الـرصينَ وترتضي الهذْرا؟ فــالـنـقـدُ مــشــبـوهٌ وذو رِيَـــــبٍ مـــا زالَ يــرغـبُ عــنـكَ مـــزورّا لا تــبـتـئـسْ إمّــــا بــــهِ زهــــدوا فـلـقـدْ مـــلأتَ صـدورَهـم وغــرا عــضّــوا أنـامـلَـهم عـلـيـكَ قِــلـىً لــــمّـــا رأوكَ أجـــلّــهــمْ قَـــــــدْرا
وبـــــــهِ أتــكــسـونـا وتُــطـعـمُـنـا أمْ أنْ نــجـوعَ بـــهِ وأنْ نــعـرى؟ عــبـثـاً تــحــاولُ أنْ تــحـوزَ بـــهِ نــفــعـاً لـــنــا أو تـــدفــعَ الــضــرّا ولّـــى زمـــانُ الـشـعرِ مـصـطحباً مــعــهُ الــفـحـولَ وقــــادةً غُــــرّا وبــــهِ أتــبـقـى الــعـمـرَ مـنـشـغلاً خالي الوفاضِ مِنَ الغنى صفرا؟ مـتـلـهّـفاً تــبـكـي عــلــى وطــــنٍ لــــلآنِ لــــم تــمـلـكْ بــــهِ شــبـرا تــبـكـي عــلـيـهِ بــأدمــعٍ سُــجُــمٍ فـتُـحـيـلُ حــلــوَ حـيـاتـنـا مُــــرّا تــشــكـو سـنـيـنـاً شــائـقـاً كــئـبـاً هــــذا الــفــراقَ الــمــرَّ والـهـجـرا أتـــظــلُّ تــشــدو دونــمــا كــلــلٍ لــجـبـالـهِ وســهـولـهِ الــخـضـرا؟ لـنـخـيلهِ الـمـصـطفِّ فــي شـمـمٍ كـالـغـيدِ تـحـضنُ حـولـها الـنـهرا وتــبــيـتَ مـشـتـاقـاً بــــلا أمــــلٍ وتـفـيقُ مـحـزوناً عـلـى الـذكرى تـقـتـاتُ كـالـطـاوي عــلـى حـلـمٍ وتــظــلُّ فــيــهِ الــدهــرَ مُـجـتـرّا هـــلّا تـفـيـقُ الــيـومَ مـــن وَهَــمٍ ضـيّـعـتَ فـــي أوهـامـكَ الـعـمرا حـسبُ الـمنافي أصـبحتْ وطـناً فــيــهـا أمـانـيـنـا غــــدتْ قــفــرا وأراكَ مـــشــدوداً إلــيــهِ هــــوىً أتــرومُ نـشـكو الـبـؤسَ والـفـقرا أنـعـيـشُ فـــي كــوخٍ لـنـا خَــرِبٍ ويــحـوزُ فــيـهِ ســـارقٌ قــصـرا؟ ولــكــم لــــهُ أنــشـدتَ مُـفـتـخراً لا فــضـلَ تـرجـو مـنـهُ أو شـكـرا تــشــدو لَــــهُ لــهـفـانَ مُـحـتـرقـاً ويــديـرُ عــنـكَ كــراغـبٍ ظــهـرا فــالـى مــتـى تـلـقـى بـــهِ عـنـتـاً وســـواكَ بـالـتـهريجِ قـــد أثــرى والــــى مــتـى تـلـقـى بـــهِ غَـبـنـاً وتـعـافُ نـفسُكَ تـشتكي جَـهْرا؟ مـــــا قــيـمـةُ الأوطــــانِ دائــبــةً تــأبــى تَــكُــونُ لـشـعـبها ســتـرا مــــا قــيـمـةُ الأوطــــانِ ديـدنَـهـا تــهـوى الـطـغاةَ وتـجـتوي الـبَـرّا بـالأمـسِ ذُقْـنـا بـطـشَ قـسـوتها وقـلـوبُـنـا امــتــلأتْ بــهـا ذُعـــرا ضـاقتْ بـكَ الـدنيا وقـد رحُـبَتْ فــفــررتَ مــنـهـا خـيـفـةً قــسْـرا وخــرجْـتَ لا تـلـوي عـلـى أحــدٍ وقــدِ اتّـخذْتَ بـها الـدُّجى مُـهْرا تـــبــغــي بُــدنــيــا الله مُــلْــتَـجَـأً حــتــى ركــبــتَ الــبــرَّ والـبـحـرا وقـضـيتَ خـيرَ الـعمرِ فـي سـفرٍ وذرعـــتَ كـــلَّ الأَرْضِ مُـضـطّرا لـنـحطَّ فـيـهِا الـرحـلَ مــن رهـقٍ ونـقـيـمَ فـــي أمـــنٍ بــهـا دهـــرا حـــتــى وإن طـــابــتْ إقـامـتُـهـا فــبــهـا نـــحــسُّ كــأنّـنـا أســــرى أوطــانــنـا تــبـقـى وَإِنْ ظــلـمـتْ حـــبّــاً لـــهــا أرواحـــنــا تُــشــرى
امـــدحْ سـيـاسـييّنَ فـــي بـلـدي قــــد أشــبـعـوهُ بـنـهـبِـهمْ فــقــرا انــــفـــخْ بــأخــشــابٍ مــســنّــدةٍ واكــتــبْ لــهــم أضـعـافَـهُ نــثـرا انــفـخْ كــروشـاً بـالـخـنا كَــبُـرَتْ وتـمـايـلـتْ فـــي زهــوهـا كِــبـرا انــفـخْ بــمـنْ مــاتـتْ ضـمـائرُهُمْ ونـفـوسـهم جـــرداءُ كـالـصـحرا وقــلــوبـهـم ظــلــمــاءُ قــاســيـةٌ قــد ضـاهتِ الـجلمودَ والـصخرا طـبّـلْ لـهـم واهـزجْ كـما هـزجوا زمّــــرْ وَإِنْ لــــم تُــتـقـنِ الــزمـرا فـعـسى تَـنـالَ الـيـومَ حـظـوتهم فـالـنـاعـقونَ جــنــوا بـــهِ وفـــرا أو قـــد يـقـومُ الـحـظُّ مــن عَـثَـرٍ أو تــكــشـفُ الألــغــاز َ والــســرّا
فــالــقـردُ مــنــهـم ســمِّــهِ رشــــأً والـــفــأرُ مــنــهـم سَـــمِّــهِ هِـــــرّا وكــــذاكَ ســــمِّ جـبـانَـهـم بــطـلاً والــهــرُّ صــفْــهُ صــلافــةً نــمــرا اهــزأْ بـهم واسـخرْ كـما سـخروا طــــولَ الـسـنـينَ بـشـعـبنا طُـــرّاً عــرّي مـخـازيهم ومـا اجـترحوا وامـــــلأْ مـدائـنـنـا لــهــم نــشــرا انــشـرْ فـضـائحهم فـقـد زكـمـتْ كـــلَّ الأُنــوفِ، لـقـد بــدتْ كُـثـرا وفــسـادهـم عــــمَّ الــبــلادَ مــعـاً بـقـلـوبـنـا قـــــد أثـــمــرَ الـــوِتــرا مـــجّــدْ بــعــاهـرةٍ بــــلا خــجــلٍ كـــم تــدّعـي الإيــمـانَ والـطُّـهْرا انـفـخْ بـمنْ خـانوا ومـنْ سـرقوا كـــــلَّ الــعــراقِ وخــيــرَهُ الــثــرّا الــلابــســيـنَ الـــديـــنَ أقــنــعــةً كــي يـستروا الـتدليسَ والـمكرا انـفـخْ بـمَـنْ قــد ضـيّـعوهُ سـدىً الــبــائــعـيـنَ تــــرابَــــهُ الـــتِّــبْــرا واربْ ونـــافــقْ فـالـنـفـاقُ غــــدا لـلـطـامـعينَ بـمـوطـنـي جــســرا واهـزجْ كـما هـزجوا لـهم فعسى أنْ تـجـلـبَ الأضـــواءَ والـيُـسـرا لا تــكــتــرثْ أبـــــداً لــمُـعـتـرضٍ لــــو كـــانَ مــدحُـكَ كــلُّـهُ كُــفْـرا ودعِ الـشـمـوخَ وعـــزّةً سـمـقـتْ بـيـنَ الـنـجومِ قــدِ ابْـتَـنَتْ وكـرا أتــظــلُّ طــــولَ الـعـمـرِ مُـرتـقـباً خـلـلَ الـدُّجـى الأنــوارَ والـفـجرا ولــكـم حـلـبـتَ الــدهـرَ مـرتـجياً وعــلـيـكَ ضـــنَّ الــدهـرُ مـــا درّا لــكــنّـمـا نــفــســي بـــهــا أنـــــفٌ تُــطـري الـطـغـاةَ وتــرفـعُ الــغِـرّا يــــــا أمَّ أولادي كـــفـــى عـــــذلاً صـبـراً جـمـيلاً واسـمعي الـخُبْرا أدري بــأنّـكِ قـــد تـعـبـتِ مــعـي ولـقـيتِ مِـنْـهُ الـضـيقَ والـعُـسرا كــفّـي مــلامـكِ لــسـتُ مُـكـتـرثاً بــالـشـهـرةِ الــنـكـراءِ أو مُــغــرى رغـــمَ الـتـعـامي والـجـفـا أدبــي يـبـقى مُـنـيراً فــي الـدُّجى بـدرا ويــظــلُّ رغــــم الــزاهـديـنَ بـــه روضـاً يـفوحُ عـلى الـمدى عطرا مــــا الـشـعـرُ الا لــوعـةٌ خَـفِـيَـتْ بــيــنَ الــضـلـوعِ وآهــــةٌ حـــرّى جـاشتْ بـصدري فـانبرتْ حـمماً مــنـهـا لـسـانـي يـنـفـثُ الـجـمـرا وعـــواطــفٌ شـــتّــى روافــدهــا فـاضـتْ مــعَ الأشـواقِ كـي تُـقْرَا تـرنـيـمـةُ الـعـشـاقِ فـــي طَـــربٍ لــــولاه مــــا ذاعَ الــهــوى سِــــرّا فــالـشـعـرُ مــيـدانـي ونــافـذتـي مــنـهـا أُطــــلُّ بـصـرخـتي حُـــرّا أشـــكــو بـــــه خـيـبـاتِـنـا أمـــــلاً عـقـبى الـتجشّمِ نـحمدُ الـمسرى هــو صـرخةُ الأعـماق مـن وجـعٍ هـــو نـــايُ مـغـبونٍ بـكـى قَـسْـرا هـــو عـيـنُ مـشـتاقٍ هـمـتْ لـهـباً وفـــؤادهُ فـــي الـبـعـدِ مـــا قـــرّا هـــو صـــوتُ مـقـهورٍ ومُـهـتضَمٍ لــــمّـــا يـــجـــدْ سَـــنَـــداً ولا أَزْرا هـــــو حــكـمـةٌ تــبـقـى مُــــردّدةً ونـشـيـدُ حـــرٍّ قـــد ســمـا فــكـرا وهــزيــمُ كــــلِّ مــكـافـحٍ بــطــلٍ رفـضَ الـهزيمةَ واجـتبى النصرا فـــي وجـــهِ مـظـلـومٍ وطـاغـيـةٍ أو مُـشـتـكٍ فــي سـمـعهِ الـوَقْـرا وبـــهِ أزيـــحُ الــهـمَّ عــن قـفـصٍ فـقـد اسـتـحالَ بـهِ الأسـى ثـغرا وبـــهِ الــجـراحُ الـنـجـلُ نـاطـقـةٌ تــفـشـي بــمــا أخــفــاهُ أو سَـــرّا ويـكـونُ إِنْ جــاشَ الـهوى وَتَـراً أنــغــامُــهُ تـسـتـمـطـرُ الــسِّــحْـرا يــشــدو لـحـونـاً تــزدهـي نـغـمـاً تـنـسابُ فـي سـمعِ الـدُّنى خـمرا وأمــــدُّ أجــنـحـةَ الــخـيـالِ بــــهِ لأجــوبَ فــي أفــقِ الـسما نـسْرا مــا الـشـعرُ إلا مـحـضُ شـقـشقةٍ لـلـرافـضـيـنَ الــبـغـيَ والــجــورا والـراغـبـيـنَ الــعـيـشَ مــزدهــراً والـغـارسـيـن الــحُــبَّ والــزهــرا هـــو عـالـمـي أرقــى بــهِ صُـعُـداً وأجـــوبُ فِــيـهِ عـوالـمـاً أخــرى وأبــثُّ حــرّ الـشـوقِ فــي كـبدي وأعـــاتـــبُ الأيــــــامَ والـــدهــرا وأذودُ فـيـهِ عــن حـمـى وطـنـي مّــمــنْ لَــــهُ قـــد أضــمـرَ الــشـرّا أمـضـى ســلاحٍ فـي يـدي قـلمي كـالـسيفِ فــي الأوراق إِنْ جُــرّا وبـــــهِ أكـــــونُ مـنـافـحـاً لَــسِـنـاً أشـــدو بـقـومي شـامـخاً فـخـرا هــو صـرخـتي فـيـهم إذا رقـدوا وتــحــمــلّــوا الإذلالَ والـــقــهــرا لــولاهُ مــا أفـشـيتُ عـن وجـعي فـعـسـى جــراح الـقـلبِ أنْ تَـبْـرَا لا تــعــذلـيـنـي إنّـــــــهُ قَـــــــدَرِي أجـــدُ الـحـيـاةَ بـمـوطـني قــبـرا لا شــيء فـيـهِ الـيـومَ يـفـرحني ومـتـى أراحَ الـقلبَ أو سَـرّا؟ والــدهــرُ لــــم يـفـتـأْ يـحـاربـني ولـقـيـتُ مــنـهُ الـكـيـدَ والــغـدرا يــسـعـى ورائــــي دونــمــا كــلـلٍ أو هــدنــةٍ كــــي يــــدركَ الــثـأْرا تـجري العواصفُ خلفَ صاريتي قــــد أدمــنـتْ لـشـراعـها كــسـرا لاتــحـسـبـيـنـي أنّــــنـــي نَـــقِـــمٌ خــــالَ الــحـيـاةَ جـريـمـةً نــكـرا لــكـنـنـي أشـــكــو بـــهــا جــنــفـاً فـعـطـاؤها قـــد كـــان لــي نَــزْرا بـالـشـعرِ أوجـاعـي سـمـتْ رتـبـاً لاتـعـذلـيـني واســمـعـي الــعـذرا هــــذا زمـــانُ الـجـهـلِ وا أســفـاً بـالـشـاعرِ الـمـوهـوبِ قـــد أزرى |