أمــانــةُ اللهِ رُدُّوهــــا “لأهـلِـيـها” لا بـــاركَ اللهُ فـــي مــن لا يـؤديـها أمـوالـنـا مـثـلـنا لـيـسـتْ مـطـهرةً حـظُّ الـمساكينِ مـنها مـا يـزكِّيها يــا أكــرمَ الـناسِ إن الـناسَ جـائعةٌ والـخيرُ فـي الأرضِ يـكفيكمْ ويكفيها ويـــا أرقَّ الـــورى قـلـباً وعـاطـفةً أكـفكمْ لـو هـمتْ فـي الناسِ تغنيها الـمحسنونَ يـدُ الـرحمنِ فـي يدهمْ فـهـل سـتـذبلُ أرضٌ هــمْ سـواقيها مِــنْ جـنـةِ اللهِ فـي أرواحـكم عـبقٌ إن قـيـلَ صِـفـها لـنـا أنـتمْ مـعانيها جوعى هنا، وهنا جوعى، محاجرهمْ لـلـبؤس يـبـسطها قـهـرٌ ويـطـويها وأســـرةٌ يـسـفـكُ الإذلالُ عِـفَّـتـها تـشـرداً مَــنْ عـن الـرحمنِ يـأويها؟ الـكلُّ مـن بـابها مـروا ومـا الـتفتوا كـأنـمـا شـبـحـاً كــانـتْ وتـمـويها هــل الـنفاياتُ أحـنى مـن ضـمائرنا عــلـى الـبـريـةِ إذ عــنّـا تـواسـيها؟ إن الــربـا مـــا نُـربـي فــي خـزائـننا والـفقرُ يـسفعُ خَـلقاً مـن نـواصيها الـعـمـرُ حـلـمٌ وأيــامُ الــورى دولٌ فــكـم تـسـيَّـدَتِ الـدنـيا لـيـاليها؟ مَــنْ يُـقرضِ اللهَ يَـنعَمْ فـي عـدالتهِ إذا تـقـلَّـبتِ الـدنـيـا بــمـن فـيـها الـجنةُ الـجودُ، والـفردوسَ تـبصرها عــيـنٌ بـفـاكـهةِ الإحـسـانِ تـبـنيها والـمالُ مـن زيـنةٍ لـو فـاضَ بُهرجها ولــم تَـجُـدْ فـدموعُ الـقهرِ تـفنيها والـمالُ مـوتٌ يـحدُّ الـبخلُ شفرتهُ كـالـبؤسِ لـو أثـقلَ الأجـسادَ يـنهيها والـقـبرُ بـيـتٌ لـمـنْ كـانـتْ بـراحتهِ تـزهـو الـحـياةُ فـتـرضيهِ ويـرضـيها وبـيـتُ مـنْ لـمْ يـجدْ خـبزاً لـصبيتهِ الـجـوعى تـشـابهَ عـالـيها ودانـيـها يـا مَـنْ بـكمْ أمـلُ الـغرقى بغصتهمْ مـن الـمآسي الـتي ما جئتُ أحصيها لأنـهـا تـجـرحُ الـمـعنى وتـوجـعهُ وحــسـرةٌ غـــصَّ بــالآلامِ راويـهـا مــدّوا أيـاديـكمُ بـيـضاءَ واسـتـبقوا إلـى رحـابِ الـعطا طـابتْ مـجانيها تــجـارةٌ فـــي بــنـوكِ اللهِ رابــحـةٌ تـهمي عـلى أهـلها سُـعداً وتنجيها ويـطـعـمون لـهـا بــابٌ سـتـفتحهُ شـفاهُ مَـنْ نـفحاتُ الـجودِ تـحييها جـــودُ الــكـرامِ يـــدٌ لـلـهِ حـانـيةٌ قـلـوبكمْ لــذوي الـحـاجاتِ تـدنيها جــودُ الـكـرامِ أبُ الـعـاني وكـافـلهُ وأم مــنْ لــمْ تـجِـدْ أمــاً تُـداويـها يـا أكـرمَ الـناسِ إن الـناسَ مـن عدمٍ لا تـلـتـقي الـخـبزَ إلا فــي تـشـهيها والـبعضُ أمـسى تـكادُ الأرضُ تـأكلهُ لــكـنْ لـخـفـتهِ مــا عــادَ يُـغـريها عـظـامهمْ تـتـمرأى فــي مـلابسهمْ إذْ لـيـسَ ثـمـةَ مِــنْ لـحمٍ يُـغطيها جـوعى تصرُّ رياحُ الموتِ في دمهمُ ومـوجـعاتٍ وثـكـلى مـن يـعزيها؟ ألا تـحـسـونَ مـثـلي الأرضَ راجـفـةً يـكـادُ يُـسـمعُ فــي روحــي تـثنيها تُـرجـها صـرخـاتُ الـجوعِ إن بـقيتْ وكـيف تـبقى وفـينا مـن سيطفيها؟ لــو كــلُّ ذي سَـعَـةٍ راعــى قـرابَتَهُ فــي أرضـنا مـا أُذِلـتْ مـن أعـاديها |