الـقـادمـونَ مـــنَ الإنــسـانِ لــمْ يـجِـدوا لـهُـمْ بــلادًا سِــوى الـريحِ الـتي هـدَرَت كــانـوا ضَـلـيعينَ بـالـفحوى وأوجُـهُـهُمْ مِــثـلَ الـشـمـوعِ بِـلَـيـلٍ خـائـنٍ سـهِـرَت فـمـنـذُ مـــا لا يُـسـمّـى مِـــن فـخـامـتِهم أغــرَوا عـصـافيرَهم بـالأفـقِ فـانـتشرَت الـقـائـلـونَ لــشــيءٍ مـــا: كــفـى صـخَـبًـا نـحـنُ الأغـانـي الـتـي لـلآنَ مـا انـكسرَت نـحـن الـمُـقيمينَ فــي الأصـفـارِ أرصـدةً لـــكَـــم كــبِــرنــا وفــيــنــا أنـــهــرٌ كـــبِــرَت جــئـنـا نُـفـتِّـشُ عـــن أســـرابِ صِـبـيـتِنا وعــن دمــاءٍ مــع الـنهرِ الـحزينِ جَـرَت عـن فـتيةٍ لـم يـزلْ طـعمُ الدروسِ بهِم وعــن عُـيـونٍ مـن الـجلّادِ مـا اعـتذرَت كــانـت لـهـم مـثـلَ كــلِّ الـنـاسِ لائـحـةٌ مـــن الأمــانـي مَـحـاها الـمـاءُ وانـدثـرَت زهــــورُ أسـمـائـهـم لــــمْ يـسـقِـها أحـــدٌ ولا حــكـايـاتُ غــيـمٍ فـوقَـهـا انـهـمـرَت لـم يـرجِعوا أبـدًا مِـن صـيفِ وحشتِهم لـيـسألوا عــن غـصـونٍ بـعدَهم عـثرَت فــتــلْـكَ قـمـصـانُـهـم ظـــلّــت مـعـلَّـقـةً تـحت الـغروبِ ولا شـمسٌ لـها نظرَت لـهـم أبٌ خـلـفَ بــابِ الـلـيلِ مـنـكتِبٌ وتــلــكَ أمٌّ بــــلا وعــــدٍ كــــمِ انــتـظـرَت كـانـت تـقـولُ ورمـلُ الـصمتِ يـغمُرُها وبِــضـعـةٌ مِـــن طــيـورٍ فـوقَـهـا عــبـرَت يـا طـفليَ الـعذْبَ، لا تـهجُر يـدَيَّ فقد تــمـوتُ نـجـمـتُكَ الأولـــى إذا هُـجِـرَت تــصـيـرُ مَــذخَـرَ دمـــعٍ لـلـفـصولِ، بـــه جـمـيعُ أحــزانِ هــذا الـعالَمِ اخـتُصِرَت يـــا ســارقـي فـــرحِ الأمــطـارِ مِــن غـدِنـا لــمْ يـخسرِ الـماءُ لـكنَّ الـقُرى خـسِرَت أنـــتــم نِــفــايـاتُ تـــأريــخٍ نَـــنــوءُ بــهــا مِـــن جَـــوفِ أقـبـيـةٍ مـلـعـونةٍ ظـهـرَت وكــلُّ مــا أنـجَـزَ الأســلافُ مِــن جُـثَـثٍ عَـبـرَ الـقـرونِ الـتي مِـن وَعـيِنا سَـخِرَت فــأيـنَ تـمـضـونَ أبـنـاءَ الـضّـباعِ غــدًا؟ إذا اللظى ماجَ رعبًا والخُطى اشتَجَرَت إذا الـضـحـايا أتَـــوا كـــي يـسـهـروا مـعـنا وكـــــلُّ أرضٍ مُـــدَمّــاةٍ هـــنــا حَـــضَــرَت |