خطورة التربية
المحاضن التربوية لم تعد محدودة كالسابق بل تعددت وتنوعت واختلفت تأثيراتها.. وصعب تحديدها وتقنينها.. فزادت بذلك وتضاعفت صعوبة مهمة المحضن التربوي الأساسي وهو الأسرة متمثلا في الأبوين ونحوه..
والتربية كمفهوم منهجي لا يخرج عن مدلوله أحد ومنهم المربي، فهو نفسه داخل في حركية التربية.. فلا انفكاك لأحد عنها ما دامت أنفاسه تتردد.. فنحن نمسي بفكر ونستيقظ ربما على نقيضه ونتبنى أسلوبا في مجريات حياتنا ثم نغيره بعد مدة..
ومن أطلق لبصيرته الرؤية والتفتيش في أحوال وصيرورة الحياة يدرك مقدار تأثر الناس بانتقالهم الزمني أو المكاني أو الاجتماعي أو… وتغيرهم نسبة لذلك…
فالآباء يلزمهم في ظل ما نعيشه مما يمكن أن نسميه بفوضى التربية.. يلزمهم يقظة ووعي وفهم عميق لما يجري حولهم من متغيرات والتي لم يدركها أغلبهم في وقتها فانكب تعجبهم على استغراب هذا الجيل..
فإن أي تربية فقوامها بتكامل وانسجام أركان أربعة:
– المربي: وهو القدوة والأسوة والملقي … ويأخذ عدة أشكال جميعها تتمحور حول فاعل التأثير (العائلة المدرسة المجتمع الاعلام…)
– المتربي: وهو المتلقي والمستفيد والمتأثر (وليس بالضرورة الأبناء بل الأباء يكونون أيضا في وضعية تلقي من غيرهم وهكذا)
– المربى عليه: وهو المحتوى والغاية من التربية، (والاسلام يتميز عن غيره بأنه يهدف لغاية تكوين الشخص الصالح وليس المواطن الصالح. “اتق الله حيثما كنت”).
– العملية التربوية: وهي السبيل والمنهج المتبع والطريقة المسلوكة التي نسعى من خلالها إلى المرور بالأهداف والغاية من ضفة النظرية الى ضفة العمل والحياة.