أدبنثر

نَمارقُ التَّوق

تعالَ نُفكِّكْ أزرارَ هذا الليلِ الممتدِّ فينا سوادُه، لأطرِّزَكَ فرحاً على نمارقِ التّوْقِ بحجمِ هذا الكون، ولأمنحَكَ من لدُنّي عشقاً توَلّدَ مُذْ صَبَّ ذِروتَهُ على مِعراجِ لهفتِكَ يومَ أنْ أسريتَ بحبِّكَ إليّ..

تعالَ نُبخِّرْ سحابَ ذاك الحزنِ السابحِ في العيون، ونُمزِّقْ غُلالةَ حيرتِنا الداكنةِ بِيأسِنا المنفوشِ بالظنون..

تعال نرشُقْ مرسومَ الآهِ بالآهِ عند ازدِلافِ مشاعرِ الوله، ونعانقْ جيدَ وصْلٍ زمُرُّدَ حلمٍ مُشِعٍّ على عمرِنا الراكضِ حتى يفقعَ لونُ التوتِ باللمى زهيّا، على الخدِّ الأسيلِ يغدو قطرُه شذيّاً عسلِيّاً، يثرعُ بالصبابةِ عند أساريرِ الدهشةِ الحُبلى بوهَجِ الصَّفْوِ والأمل..

تعال نُرَطِّبْ أنفاسَنا بزخّاتِ الرغبةِ الولهى، ونُسْعِفْ هديرَ الشغفِ الممتدِّ فينا وخزُهُ بحريرِ قربٍ حالمٍ يتسوَّرُ عند مشاتل الفرح..

تعالَ نُعتِّقْ غَضَارَةَ القلبِ بِنَعيمِ الروح، نضمِّدْ عندَ شفاهِ الوردِ لحناً تشنَّجَ بالجروح..

تعال نُعرِّشْ للأُنسِ مناراً وللصبوةِ داراً وأيّارا، نعانقُ على مدارِ الفلِّ وهمسِ الياسمينِ جُلَّنارَ ربيعٍ لا تزالُ الروحُ تعشقُهُ وتتنَشَّقُهُ، حتى إذا عبقتْ لوصلِنا الأزاهيرُ همى الليلُ ليصبحَ توقَ لهفةٍ تسافرُ إلى عوالمِ ذاك المدى المُنسابِ في الوريد، تُهفهفُهُ بيادرُ حلمِنا الساجي بأعماقِنا من جديد..

تعالَ لأزفَّني لذاذةً بين يديك، ولأعلنَك في كلِّ الدنيا سيّدَ قلبٍ توليْتَ أنت أمرَه وسلطانَه فاستكان عند سُلافِ شفتيْك..

تعالَ لتَتَلألأَ شمسُكَ بسمائي وتتوهَّجَ بوجودِك قسماتُ صبحيَ النّائي، وتترنَّحَ بقربِكَ كلُّ أمسياتي وأنفاسُ انتِشائي..

فأنتَ لن تتوبَ عن جمالِ روحِك الوادِعة، وأنا لنْ أتوبَ عن رحيلي إليكَ عبرَ حرفٍ تفتَّقَ حسنُه بالبوحِ الشافي في الشغاف، يا بَلسَمَ الرّوح وسربالَ العُمرِ وإكسيرَ الحياة.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى