لمن يقتل نفسه كل يوم؛ هاكَ بعضَ وصفات العشاء الأخير. لآخر الشياطين: لا تعصِ رغبات الدماغ ولا تكتب (أنا) على لوح صَدِئ. الصحون الفارغة تمتلئ بأي فكرة، فكرة الثورة مثلا، أو من يجني ثمارها.
الكتب لا تتبرع بالحروف، هي فقط تحفظها لأوقات البرد الشديد حين ينام على حافة الزمان معطف كاتب مارق، و يلف أفكاره بالعسل أو (الثيوقراطيا).
لا تعبّد أي طريق لسارقي الأفق، واغسل تفاحتك بيديك، واخفض صوتك حين تخرخش القواقع في منتصف الغياب، وحين تضحك الشمس لا تحاول أن تطفئ النهار فهي تفعل ذلك لذاتها .. و لذاتها فقط.
لستَ قاتلا مأجورا وليتك هكذا، بل تتطوع للقتل كالنسر حين يشيخ. الفراغات بين الأزمنة هي ما تستحق أن نشعلها
كشمعة نرجسية؛ نرجسية لأنك الغريب عنها وتهاب الاقتراب منها كفراشة تهاب النار فتلتهما.
الحجارة مثلنا لها أوجه كثيرة وعقول غير منتهية، فلا تحاول رسم الوجوه بريشة واحدة، ولا تحاول رصف السماء بنفس الحجارة. للحجارة وظائف أخرى فهي تحب الوجوه إذا دفنت نفسها في رمل الماضي.