أدبنثر

آخر الصراط

من قلب الكرمة اعتصر أقداح وجودك لأن وجد العشق في حرفي يعني نبض أمنيات، ومن ندى اللهفة ألملم حبات انتظاري الذائبات في جرن التوق المتكرر على حصير الزمان والمكان. أمد أصابع الفرح في مخيلتي كدبيب الفجر وهو يسري على مآذن السكينة في مسعاي لأكون زورق غيمة تحلق بأسراب المشاعر لتهطل بكل الشغف على أرض قلبك. تدنو إليَّ جليل أحلامي لتنبجس مني اثنتا عشرة عينا أو تزيد، فمن أنا؟ هل أنا كمان تعزف المتاهة والحيرة في كرنفال مشاعرك أم أني زوبعة قد شقت قميصك المدلهمّ لتعيد ترتيل ما كتب على صدر الجمان؟

قم من صومعة رعدك الصامت وأخبرني عن الصباح المعبق بطيفك الشاخص، فهل انت لي؟ أخبرني لتمحو ما في الروح من شغف الحريق وضباب الطريق. أمشي في حدائق السماء حافية القدمين فيدنو مني الموت الجميل أتوجس الأضداد في ثمر التهامس. هل تلهمني خلوتي حين يلسعني هسيس قناديل الغواية المنتشرة في رعونة الاختلاجات؟ أم هل سيصعقني الصليل المهيج في صهيل العشق وأنا في صرح الخيال الغيبي؟ أم هل تراني أحن إلى من على أمواه الغياب أبحروا وأغرقوني عطشا للقاء يعيد للتراب وجهه الخصب بالحنين. أخرجني من إلياذة الغموض إلى الواضح من المستور في صراخي المحموم ووجهي شطر الشمس يكابد الصبر.

بيني وبيني نبيذ حلم ياسميني أشربه لأعيش القادم المجهول بفيض من ذهول. وألتحف بأوراق شجر التوت وبحرير الأساطير حيث الحب سماوي الأنين. فرغما عن الغربة يحرقنا الغياب بالحاضر؛ بصرخة العيون في وجه الطريد. تشققت أنهاري بالتاريخ الزاخر بأجساد المدينة وبأشلاء البراعم فأغمض عيني لأصير طيراً كما أريد، وأستل من صوتي المبتور أجنحة انبعاثي، ثم أستظل بشجر المنى حين الصب أيقظ ما قد كسد في ارتدادات العبق العذري من آية الإخلاص في صدر الأمد إلى آخر الصراط.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى