أدبقصة

قصص قصيرة جدا (3)

صراحة
أخذ الأوراق وذهب إلى طبيبه المختصّ لقراءتها. حملق الطّبيب أثناء قراءة ما طبع على الأوراق، ومكث دقائق مطرقا وأصابعه تداعب القلم، ثمّ رفع رأسه موجّها نظراته نحو مريضه قائلا:
يؤسفني أنّ ذلك المرض الخبيث قد نال من جسمك الكثير، ولا أخفي عليك أنّ موتك سيكون قريبا!.
وبضحكة صفراء زادت من عصفرة الوجه أجاب المريض:
ولن أخفي عليك أنّني لم أكن يوما حيّا لأموت!.

دوائر
جلست على صخرة ثمّ تناولت بعض الحصيّات وألقتها في البحر. أمتعها مشهد الدّوائر بعد رمي كلّ حصوة، فصارت ترمي بقوّة مضاعفة ليزداد اتّساع تلك الدّوائر.
فجأة، استشاطت غيظا ونهضت تبحث عن حجارة ترجم بها أحلامها التي ضاقت بها مساحة دائرة أيّامها.

تتلهّف
نهضت من فراشها مبكرة ومخالفة ما اعتادته، فها هو الدّوار الذي أحسّت به أمسِ يعاودها فيسعدها. انتظرت هذه اللّحظة سنوات بتلهّف. أخذت بطنها في الاستدارة. احتلّها الفرح، واحتلّت مُضْغَته وأخْفَتْها. بنت مملكة أحلامها، وأحاطتها بجند زمرّد أمانيّها حتّى يحينَ موعد الاستقلال. أجاءها المخاض فولدتْ وهمًا.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى