لأنّــهــم لـلـسّـمـاء اعــتـادوا الـنـظـرا غــنّـوا بــكـاءً فـغـنّت مـثـلهمْ مـطـرا وجـوههمْ فـي جـيوب الـغيم نـائمةٌ فـيُـعْـرَفُون بــوجـهٍ واحـــدٍ قــمـــرا كـأنّهم حـين ضـجّ الـشّعرُ في دمهم تـقمّصوا الأفـقَ ثُـمّ اسّاقطوا شُعرا لهمْ على الرّيحِ أن تَعْويْ بحُجّتهمْ لـيَخْرُجوا مـن هدوءِ المشتهى نُذُرا كــأنّـهـم أولــيــاءٌ بـعـضـهـمْ شُــهُـبٌ وبـعـضـهمْ جـــاء مـهـديًّـا ومـنْـتَـظَرا هــمُ الـسّـلامُ عـلـى أطـيافهمْ وهـجٌ مـــن الـجـنانِ عـلـى أنـقـاضنا نُـشـرا كـانـوا يُـحِـيلون فـي أرواحـهم شـبقَ الـحـياةِ قـمـحًا لـكـي يـقْـتاتهُ الـفـقرا مُــسـافـرونَ يُـحِـبّـونَ الـغِـنـاء لــهـمْ فــــي كــــلّ أرضٍ كَــمَـانٌ فَــاقِـدٌ وَتَـــرا وثــائــرونَ يُــربّــونَ الــجِــراحَ عــلــى أكـتافهم إن تَـفَشّى الـظّلْمُ وانْـتَشَرَا لا يـحْمِلونَ سـوى أفْكَارِهِمْ صُحُفًا كَـيْ يَرْفَعُوها عَلى طُوْرِ الرّؤى سِوَرا هُــمُ الـمَصَابِيحُ فِـي أَرْوَاحـنَا خَـلَقوا ضَـوْء الـقَصِيْد وَفِـيْهِمْ خَـبَّأوا سَقَرَا |