أدبشعر

عصارة الرّوح

تــواريـتُ فـــي قـلـبـي فـلاقـيـتُ أحـبـابا

وعـانـقتُ نـفـسي فـالـهوى دقّ أبـوابـا

كــأنّــي بــــذي الـمـنـفى أســيـرةُ فـــارسٍ

رمَــى سـيـفَهُ كــي يـقطفَ الـوردَ إطـنابا

فـقـدْ جـلـتُ فــي أرضِ الـحـياةِ مـعـذّبًا

فـضـاقتْ بــيَ الأرضُ اعـتكافًا وأسـبابا

ومـــا كـــانَ سـكـنايَ الـمـوحّدُ مـوطـني

إلـــى أنْ أتـــاهُ الــحـسُّ خـفـقًـا وإلـهـابـا

رمـــانــي بــــذاتِ الآهِ حُــرقــةَ مــسـكـنٍ

ويــا لــيـتَ حــــرّ الآهِ تــمــتـدُّ إســهــابـا

فــإنـي بـــذي الأشــواقِ أغــدو بـدولـتي

إذا جـاءَ طـيفي فـي ربـى الـقلبِ أو ذابـا

فـدعـنـي أمــنّـي الـنّـفـسَ رؤيـــةَ طــائـرٍ

يــرفـرفُ فــي وجــدي إذا صـوتُـهُ غـابـا

فـــمــا انــفـكّـتْ الأيّــــامُ تــبـعـدُ بـيـنـنـا

ولــم تـسـتح الأقــدارُ أنْ تـوصدَ الـبابا

ولـــكــنْ بـلـقُـيـانـا سـنُـنْـعِـشُ روضَــنــا

إذا مــا اشـتـهينا حـجـرةَ الـقلبِ أعـنابا

فـبـعـضُ الـتّـنـائي فـــي الـمـحبّةِ بـلـسمٌ

إذا حــارَ قـلبٌ فـي دجـى الـليلِ أو هـابا

أمِـــلـــتُ بــلــقْـيـاكَ الــعــزيــزِ بــلـيـلـتـي

فـعـانَـقْـتَـني كــالــمـاءِ طُــهــرًا وأطــيـابـا

وداعَـبْـتَـنـي فــــي بــيــتِ شــعــرٍ رنـيـنُـهُ

تــراقــصَ فــــي أذنـــي خــريـرًا وتـسْـكـابا

تـقـمّـصتَ فـــي روحــي قـريـنَ سـريـرتي

فـعـشنا بــذي الأشــواقِ تـيْدًا وتـرحابا

وطـبـطـبـتَ جــفـنـي بـالـمـودّةِ زرتَــنـي

فـعـشعشتَ فـي عـيني ظـلالاً وأهـدابا

أنــــا الــعـاشـقُ الـمـلـتـاعُ أشــهـدُ أنّــنـي

تــــراءتْ لــــيَ الأحـــلامُ وردًا وأعـشـابـا

تــنــاولــتُ تــريــاقًـا بــثــغـري فــخـلـتـهُ

كــأوراقِ ريـحـانٍ عـلـى غـصـنِهِ انـسـابا

وســـالَ رضـــابُ الـثّـغـرِ عــطـرًا فـلـفّنا

فـطرنا سـكارى فـي هوى الشّوقِ أربابا

أطـفـلـيـنِ كــنّــا فـــي الـسّـمـاءِ تـأرجـحًـا

فـطـلنا نـجـومَ الـلـيلِ فـي الـكفِّ ألـعابا

رســمـنـا عــلــى ذاتِ الــمـجـرّةِ لــوحـةً

تـنـاءتْ عــن الأرضِ ارتـحـالاً وأقـطـابا

ومــنْ بـهـجةِ الأحـلامِ فـي رحـلةِ الـمنى

غــدا الـلؤلؤُ الـمنثورُ فـي الـجوِّ مـحرابا

تــــــراءتْ بـعـيـنـيْـنـا أســاطــيــرُ لــيــلــةٍ

ونِــلْــنــا مـــــنَ الــتّـيـجـانِ درًّا وزرْيـــابــا

ســكـبـنـا بـــذيّــاكَ الــفــضـاءِ رحـيـقَـنـا

فـطالتْ زهـورُ الأرضِ غُـصنًا وأقصابا

وحـامـتْ فـراشـاتُ الـجـمالِ بـروضِـنا

فـأمـستْ سـمـاءٌ تـلـبسُ الــوردَ جـلبابا

تُـدغـدغُـني مـــنْ لـــذّةِ الـحُـلـمِ نــظـرةٌ

كــأنّــي بــهـا عـانـقـتُ بـالـكـونِ أنـسـابـا

فـطـوّقـتُ لـيـلـي قـــدْ أداري نـواظـري

إذا مـا اسـتفاقَ الـصّبحُ في العينِ أنيابا

فـــزدْنــي ســويـعـاتٍ لأنــعــشَ رؤيــتــي

وأرجــحْ جـفوني إنْ غـفى الـنورُ مُـرتابا

فـإنّـي سـكـنتُ الـيومَ فـي حـضنِ لـيلتي

وقـــدْ كــانَ سُـكـناها بـقـلبي كـمـنْ ثـابـا

أديـجـورها إرحـلْ مِـنَ الـرّوحِ واشـفني

فـإني نـقشتُ الـنّجمَ فـي القلبِ مِثقابا

وآلــيـتُ أنْ أضـــوي شــمـوعَ مـسـرّتـي

كـمـنْ لـمـلمَ الأقـمارَ حـضنًا وأصـحابا

يـسـامـرُنـي فــــي رحــلـةِ الــنّـورِ ثــاقـبٌ

يـلاقـي شـعاعَ الـحبِّ فـي الـقلبِ عَـرّابا

ســأنـجـو وأنــــواري ســواطــعُ رؤيــتـي

فـإنـي سـكبتُ الـنورَ فـي الـقلبِ سـيّابا

كـــــذا لألأ الإحــســاسُ ذرًّا بـحـجـرتـي

فـضـخّـتْ شـرايـيني مِــنَ الــدّرِ إنـجـابا

ســأدعـوكَ مُـشـتـاقًا فـحـلّـقْ بـرحـلـتي

فـفـي لـيـلتي عــرسٌ بـذِكْـراكَ قـدْ طـابا

هـنا فـي سـكونِ الـقلبِ كـانتْ حـكايتي

إذا زرْتـنـي طـيـفًا بــذي الـقـلبِ أثـوابـا

فـــداومْ عــلـى ســـردِ الـحـكـايا بـجـنّـتي

فــفــيــهــا تــآلــفــنـا حــــريـــرًا وأتــــرابـــا

فإنْ غبتَ عنْ روحي سأغمضُ قصّتي

وأطـــوي بـقـلـبي مـنـيـةَ الـنّـبضِ تـوّابـا

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى