ماذا لو نلتقي؛ إذن لخضت عباب التوق سريعا ينثر سحاب اشتياقي أرجوان اللهفة المجنونة وأنا في سفري إلى صدر الغرام، ومن ثم وطدت المرافئ على ضفاف عينيك المشعة بالهيام. وإذ ألمح طلاوة الحنين يحتدم أوركيد الحب بشفاه العناق ليصب لنا نخب الوجد حبا حبا من أول أنفاس الروح حتى آخر أحلام الحنين.
آه لو نلتقي؛ إذن لدثرتك بلحاف من القبل كي أعوضك عن سهدك الذي أصابني فايروسه بكل دقائق البعد، وسأضع يا حبيبي رأسك على كتف الليل وأسدلُ عليكَ رموشي وأسقيك من دنان هوى المشاعر قربانا من نبض يعزف كمنجات العشق المعتق أنغام وداد غامر.
ماذا لو نلتقي؛ إذن لرقصت لنا النجماتُ على أنغامِ المونامور احتفاءً بأعطافِ عناقنا، وتلعثمتِ الأبجديةُ وهي تصف شغفنا، وذهلتِ السعادةُ حين نظللها بجنةِ غدنا. انظرْ يا ابنَ روحي كيفَ تتفتحُ عيون الزهورِ كي تقتضبَ من أنفاسكَ عطرا يُسكرَ غصونَ صدرينا ويرعش أنامل البهجة الحالمة.
حبيبي .. يا صنو النعيم!
كيف جعلت الشراب من فراديسك سلام، فالسحابة تغازل الرحمة تزمل الحب في عصمة الوجود كي نتغاصن في شجرنا حتى ذروة الحلم. تهتز الغيمة ونتلذذ في شغف هطولها فلا تيه يقد تباشير الصبابة. يا لإسراء التوق يناغي معراج اللهفة، أقمار من ثغرك ترف مع فراشات الألق وتنبض بسفح قلبي حبا تتزاور كل حين بمهجة العشق. وبرتابة ناسك أطوف حول كعبة روحك أوحدك بترانيم تعانق الروح كأنغام عزفتها أوديسا.
لو تدري كم أحبك يا روحَ الروح لصنعتَ بألطافِ يديكَ حبرا لأرواحنا، ومارستَ الخيال على أرض عشقنا، ورسمت بألوان الهمس وظلال الرقص لوحة العشق الخالد فإنه لو أن القدرَ يجمعنا لعرفَ أهل هذا الكون معاني الحبِ اللاهب حين يستنشقون عطرَ العشقِ من أنفاسنا ويعبون من كأس إحساسنا؛ فخذني إليكَ ودثرني بدفءِ عينيكَ لتكونَ لي وأكون لك.