شَـجَـنٌ بُـكَـاؤُكَ، أَم حِــدادُ؟ ودَمٌ دَوَاتُــكَ، أَم مِـدادُ؟ وهَـــوًى شُـــرُودُكَ، أَم أَسَــى مَـطَـرٍ تَـوَعَّـدَهُ الـجَـرَادُ؟ وخُـــطَــى بَـــرَابِــرَةٍ مُــطَــارَدَةٌ بِــصَــدرِكَ، أَم فُــــؤَادُ؟! أَرِحِ الـــجَــوَادَ فـــأَنــتَ مُــنــهَـزِمٌ إِذا تَـــعِــبَ الــجَــوَادُ وضَـــــعِ الــسِّــلَاحَ فــربّـمـا غَـلَـبَـتـكَ أَلــسِـنَـةٌ حِــــدَادُ وأَعِــــد سُــؤالَــكَ مَــرَّتـيـنِ تَــكُــن إِجــابــةَ مــــا يُــعــادُ أَنــا فــي مَـكَانِكَ كُـنتُ حـين هَـوَت عـلى كَـتِفِي الـبِلادُ أَنــا كـانـطِلاقِكَ كــان يَـصـعَدُ بــي ويَـهـبِطُ مَـن يُـصَادُ وبِــمَـا أَتَــيـتَ أَتَـيـتُ لا اكـتَـرَثَ الـصَّـلَاحُ ولا الـفَـسَادُ وعـلى الـدُّخَانِ مِـن الـدُّخَانِ هَـطَلتُ يَسبِقُنِي الرَّمَادُ أَفَـتَستَطِيعُ سـوى انـسِحَابِكَ حـين يَـخذُلُكَ الـعَتَادُ! يَــــدُكَ الـقَـصِـيـرةُ غــيــرُ مُــبـصِـرةٍ وعَــيـنُـكَ لا تَــكــادُ وصَـــــلاةُ أُمِّــــكَ دون أَجــنِـحَـةٍ ودَمـعَـتُـهـا اجــتِـهـادُ وأَبُــــوكَ دَيــنُــكَ لِـلـحَـيـاةِ.. ومــــا لِــدَيـنِ أَبٍ سَـــدادُ وأَسَـــــاكَ مُــتَّــحِـدٌ عــلـيـكَ ومــــا لِــوَاحِــدِكَ اتِّــحَــادُ فَــلِـمَ الـعِـنادُ وأَنــتَ صـاحِـبُكَ الـوَحِـيدُ لِــمَ الـعِـنادُ! ولِــمَ الـرَّحـيلُ! ومـا الـذي بِـذَهَابِ رُوحِـكَ يُـستَفادُ! لـــك أَن تُـراقِـبَ مــا يُـبـادُ عـلـى الـطَّـريقِ ومــا يُـشَـادُ لــك أَن تَـعِـيشَ وأَن تَـمُـوتَ ولـسـتَ تَـعـلَمُ مــا يُـرادُ ولـك الـوُقُوفُ عـلى الـنَّقِيضِ إِذا استَقامَ لكَ الحِيادُ ولـــك الــدِّفـاعُ عـــن انـتِـمـائِكَ حـيـثُ لا وَطَــنٌ وزَادُ ولــكَ الـقـصيدةُ فـهـي بَــذرَةُ نَـفـسِها وهــي الـحَصَادُ فَــخُـذِ الـقَـصِـيدةَ قـــال لـــي وأَخَـذتُـهـا وبِــهـا سُـهـادُ ووَقَــفـتُ أَســأَلُـهُ: الـقـصـيدةُ هـــل لِآخِــذِهـا رُقــادُ؟ فَــيُـجِـيـبُـنِـي مُــتَـضَـاحِـكًـا:رَهَـقٌ يُــــعَـــاوِدُ فــاعــتِــيـادُ فـــإِذا أَصَــخـتَ إِلـــى الـنُّـجومِ وكــادَ يَـبـلَعُكَ الـسَّـوادُ وإذا وَقَــفـتَ عــلـى الـيَـقِـينِ وحـــالَ بـيـنـكما اعـتِـقادُ وإِذا بَـلَـغتَ ذُرَى الـجُـنُونِ وصــارَ يَـلـمَسُكَ الـجَـمادُ فَـــخُــذِ الــقـصـيـدةَ فـالـقَـصـيدةُ لا تَــبِـيـدُ ولا تُــبــادُ وأَخَــذتُــهـا وعَـــلــيَّ مِـــــن قَـــلَــقِ الـمُـغـامَـرَةِ ارتِــعــادُ ويَــــــدَايَ قــافِــيَـتـانِ حــافِــيَـتـانِ والــسُّــبُـلُ انــتِــقـادُ وبَـــدَا الـدَّلـيـلُ كــأَنَّـهُ سَـيَـقُـولُ لـــي: (بــانَـت سُـعـادُ) (وبَــــدَت لَــمِـيـسُ كَـأَنَّـهـا) وَطَـــنٌ أُقِــيـمَ لـــه الــمَـزادُ وتَـنـازَعَـت (ذاتَ الـعِـمَـادِ) يَـــدَانِ فـانـكَـسَرَ الـعِـمـادُ وأَعــــادَ (عَـبـهَـلَةُ) الإِشَــاعـةَ عــنـهُ وانـتَـحَـرَت (أَزَادُ) وأَزالَ (أَبــرَهَـةُ) الـقِـنـاعَ ومَـــلَّ مِـــن (مُــضَـرٍ) (إِيَــادُ) وعَدَت (ثَمودُ) إِلى الكُهُوفِ إِلى السَّقيفةِ عَادَ (عادُ) وطَـوَى (الـبَرامِكَةُ) الـبِسَاطَ فـلا (بَـكِيلَ) ولا (مُـرادُ) وأَنــا بَـقـيتُ مــع الـقـصيدةِ حـيثُ لِـي ولـها احـتِشادُ وبَـــدَأتُ أَنـتَـظِـرُ الـقِـيـامَةَ بــيـن مَــن رَحَـلُـوا وعــادُوا وبَـــدَأتُ مُـضـطَـهَدًا أُسَــائِـلُ والـمُـسـاءَلَةُ اضـطِـهـادُ أُتُــراهُ يــا سَـفَـرَ الـجَـدَاوِلِ سَــوفَ يُـنـصِفُنِي الـقَـتَادُ؟ أَتُــراهُ يَـعـرِفُنِي (ابــنُ دَأيَــةَ) حِـيـن يَـجـمَعُنا الـمَـعادُ؟ أَتُــــراهُ يَــعـبُـرُ بـــي الــصِّـراطَ إِذا تَـنَـكَّـرَ لـــي الـجِـهـادُ؟ أَتُــراهُ يَـغـفِرُ لــي الـتَّـخبُّطَ بـيـن مَــن بَـخِلُوا وجـادُوا؟ وهــل الـنِّـهايةُ فــي الـقـيامَةِ؟ أَم لِـمَـوعِدِها امـتِـدادُ؟ نَــفِــدَ الــكَــلَامُ وغــايَــةُ الـكَـلِـمـاتِ لــيـس لــهـا نَــفَـادُ |