ستنام بعد فواتِ حظّكَ يابسًا
ملقىً على وجهِ السّؤالِ .. ممزّقًا فوقَ السَّرير
تديرُ يأسكَ بالرحى وِردًا
لتجمعَ ما تيسّرَ من شتات ْ
حتّامَ تنتظِرُ احتمالَكَ عابرًا
في اللاوجودِ على رصيفِ الأمنياتْ؟
وتشقُّ ليلكَ في السَّرابِ..
تصفّدُ الوقتَ الجموحَ هنيهةً
كجديلةِ امرأةٍ
تقلّبُ بُنّ خيبتها بركوةِ جارةٍ عند الصباحِ
تُسائلُ الفنجانَ
عن حزنٍ تنهّدَ من تفاصيلِ الحياة ْ..
– ماذا كتبتَ على الهوامشِ؟
– لستُ أدري، ربّما شيئًا رماديًّا كئيبًا..
– ربّما!
– لا، لا تَشدّي نحوكِ العتَبَ المقوِّسَ حاجبيهِ.. تمهّلي!
– … ماذا كتبتَ؟!
– رسمتُ شيئًا مبهمًا وخريطةً.. وكتبتُ “ليتَكِ تعرفينْ”
فأنا أشرِّدُ خاطري
وأسوقُ مقعَدَهُ اليتيمَ إلى سرابِكِ كلَّ يومٍ،
أقتفي وهمي لأُلبِسَكِ البلادَ وما تغشّاها على مرِّ السنينْ!
فضّاحةٌ تلكَ الخطوطُ
تعرَّجتْ فيها خطاكَ
كأنها رسُلُ العروجِ الى البلادِ النائياتِ الغارقاتِ كما ربيعِ الأغنياتْ
ترتابُ.. أدري!
ترتدي قلقَ الفصولِ وتختفي
وكآخرِ الشعراءِ ترجِعُ مبهمَ الخطَراتِ
شرقيَّ الحداثةِ..
أسمرَ الترميزِ..
تَهربُ من سباتِ الحرفِ
كي تحيا بقارعةِ السُّبات ْ!
– تحتاجُ ركنًا مُعتمًا حتى تخونَ الضوءَ؟
– لا! يكفي كسوفٌ واحدٌ!
– وستكتفي؟
– جسدُ الوجودِ النّيءِ تخدشُهُ الرَّتابةُ!
– قمْ معي!
– أحتاجُ أن أبقى هنا.. هذي البلادُ قصيدتي .. تعبي .. يقيني
كذبتي الأولى اللذيذةُ .. والخطيئةُ والسّرابْ!
ولذا سأكتبُ
كي أضيفَ الهامشَ المنسيَّ
ثَمَّ خريطةٌ أخرى..
سأكتبُ.. لن أغيّرَ فيكِ شيئًا..
ربّما بعضَ التفاصيلِ الصغيرةِ، واختناقاتِ الغياب ْ
سأغيبُ عبّارًا
وأكتبُ عن روائحكِ المريرةِ
عن فساتينِ النضالِ المخمليِّ
عنِ السذاجةِ في الطقوسِ المربكاتِ
كبسمةٍ.. تُخفي احتضار الرأيِ والعمرَ اليبابْ
سأموتُ في متنِ القصيدةِ لا الحواشي
شاعرًا ما زالَ يقضمُ حرفَهُ
وغدًا سينكرُهُ الكِتابْ