أدبنثر

غياب

لم يكن يوما واحدا بل أيام دهر قضيته على جمر الغياب متقلبا انتظر الألق. انتظرك واستلهم الصبر من حكايات الصابرين. انتظرت الإياب بعد ذلك الغياب الطويل البعيد الموجع، فآآآه أيها الغياب؛ كم زرعت في قلبي وفي روحي من الألم تتمادى وكأنك لا تعلم ما تترك فعلتك من غصص تهاجم القلب.

حبيبتي وشريكة عمري أراها في نرجسة على وسادتها جاءت بها يداي دون استشارتي ومكثت مثلي في انتظارها.
أراها في وجه القمر الساهر معي طوال الليل يناجيني أنْ تلك هي من بين النجوم قادمة في هودجها المتلألئ. وأحيانا يرسم لي أوقاتنا الجميلة التي قضيناها معا ويستحضرها على طبق من الألق.

ويمر الليل على أعتاب بيتي هامسا: لا تخف، سوف تحضر. ألم تكن لك الظل ساعة هجير؟ أهز رأسي موافقا. ألم تكن لك شمسا دافئة ساعة صقيع؟ أهز رأسي موافقا. ألم تكن لك الأمل ساعة شقاء؟ ألم تكن لك الحياة ولونها البهيج؟ ألم تكن لك الحنان ساعة ألم؟ نعم .. نعم!

يا للدموع التي تتساقط. قالها الليل وهو يهم بالأفول. إذن فلماذا تضطرها للمغادرة من بيتها حزينة كئيبة؟

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى