أدبنثر

إني أترقبك

إنِّي أترقَّبُك في كلِّ وقتٍ وحين، أتفقَّدُك عند عطورِ الفلِّ والياسمين، وأتحسَّسُ لُقياك عند أحلامِ الوردِ وأشعارِ المُغرَمين، فأسائلُ شغفَ النبضِ عن سناك كيف شعَّ بقلبي وانساب، كيف تخلَّلَ شغافَ روحي فجأة واستجاب، وكيف تسلَّلَتْ منك إليَّ بحسٍّ عميقٍ زخاتُ ذاك العشقِ المتين.

فإن لذةَ الحبِّ غالباً ما تُغلِّف نبضَ الإدراكِ بغشاوةٍ قاتمةٍ تُقصي معالمَ الفهمِ والاستيعاب، فيضحى العقلُ شبهَ متوقِّفٍ عنِ التفكيرِ لحظةَ شغف، وتضحى الحقائقُ مطلسمةً مخدَّرةً بمفعولِ الإحساسِ المفاجئ، وهنا يظلُّ المحبُّ في غيبوبةٍ واضحةٍ عن حاضرهِ، إلى أن يواجهَ حقيقةَ واقعِه في يوم ما، فإما احتضانٌ وسعادةٌ واستقرار، وإما اصطدامٌ وتعاسةٌ واحتضار.

لا مناص من اختيار؛ إذ لا يمكن أن يتواجد النقيضين في آنٍ واحد في أكناف قلب سليم. فاللذة نار.. والوجع نار.. ولهيبُ النار يظُّل متأججا عندهما باستمرار. وأنا أسائل نفسي كيف ارتَعشَتْ لك الجوارحُ والمشاعرُ واختَلَجَتْ، وكيف تَسَلطَنَ غلاك عند أوتارِ الوتين.

أبحثُ عنك دائما وأنت أمام العين، ليس لأني لا أراك، وإنما لأرى نفسي فيك يومَ ألقاك، ولأغزلَ فرحتي منك ومن نظرةِ عينيك، ولأزفَّني عطراً معتَّقا يسِحُّ بين يديْك، ولأسبحَ في بحرِ هواك على مرِّ ما تبقَّى مِنْ فرحِ السّنين.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى