أدبنثر

أهداب الدهشة

هل رفت أهدابك بالدهشة حين اهتز وميض سوسناتي؟ ماذا في عروق رسمك يا سندياني؟ أفيه هدير يجتر اللهفة بما وضح وأخفى؟ أم غدران تشق طريقها في صدر حروفي؟ أم طيور تقصفني بالنيلوفر وتغرد بالضوء المذهل برفيف ينز خمرا في خافقي؟ هل فيه تصاويري أم أن ظلالك موزعة في عسجد شعري؟

ها أنت تجتاحني بغناء انبعاث، وهل أنت النوتي الذي لحن النبضات في جزيرة فؤاد اللهفة فجعلت جبينه يتمرغ في محراب التوق، ونفثت نايات الوجد تحت شجرة الشجن تناغي كنار السهد، وهناك بالقرب من ترقوتي تتعاشق بيلسانة. ينساب عبقها فقط حين تهتز شفتاك ويجري ريق حرفك الدافق ليبللها بعذوبة تؤازر نشوة تكتنفني من فوقي، وتغتالني من تحتي، وعن يميني تسري رعشة لا تهدأ، وعن يساري هسيس حضور سرمدي، ومن أمامي حواف العروج، ومن ورائي شجرة المغامرة المزمارية.

وعشقتك ..

أنا وأنت في كرمة عشقنا غزالان، وعصافير حب، سنابل درب بصواع، نجترح البعد تارة ويعصفنا الهوى قناطير اعتناق لا فكاك.

والتقينا على حصير الزمن وظللنا يقطين الحب من الصهد والجراح. ومضينا نقطف ثمارنا المحمودة، وأنبت سعف اصطبار، كزهر اللوز الكثيف دثرتك بحناني، بريٌّ أنت يا حبيبي وعيناك فاتحة حكايات ترنو وتقترف دموع تجلدي في ليلي الحسير، ألملم تلابيب ثوب انكساري وأرتق أسماله بدفق من المشاعر المؤطرة، بقميص العشرة، وبيدي مصباح الله.

تنساب قطرات المطر فتنبت بقلبي حدائق ياسمين، في الخارج جوقة عزف عتيق يشدني، أتحسس نوره؛ لأطمئن أن الضوء كاف لمحو عتم الانتظار. يوما ما ستهتز دموع بأحداقك يلتمع فيها اعتذار.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى