أدبنثر

أنهكني رتق الجراح

إن واريت لهيب دموعي خلف زمهرير الفراق فهل يعني أن دماء الحب في عروقي يا أنت لا تراق؟! وإن تصدر صمتي ارتجاف شفاه العمر فهل هذا يعني أني لا أتوجع؟!

أرتقك بخيط المكابرة يا جرحي كأني في رعشة الغابة حين اغتسالها بالندى بعد احتطاب فلذات أكبادها. أطهرك يا خافقي الحزين بالياسمين، وبالموسيقا الهاطلة من مهجتي. أقرأ الرنين بعيون غائمات يسعفها ما في دمي من أنداء جمر لا نهاية لجذواته. ينادمها سهاد الحزن المقيم بروحٍ مكسورة، تتشاجن بنهر دافق النكهات عند كل مذاق رعشة المحيطات الباكية، أمواجها أغصان مثملة، وقواربها أصابع من قيثارة تصدح بالنشيد والمبتغى.

تخوض عباب الأحلام بمجاديف من نار، وبما احتدم من وجع في نبض الجراح. أعرف مضاضة بعدك وأن امتشاق قربك هو سيف يحطم ترقوة هزائمي. فخذني إليك واخلع عنك إثم حزني. خذني إليك وعالجني بامتثالي بين ذراعي. من سواي يقترف في قلبك الحنين ومن سواك في كسوف العمر يرتق شفاه الجراح.

حاولت أيها العالق كعوسجة نبتت في الأبهر على حين غفلة من سياجيَ المتين؛ حاولت أن أنبت ريحانا وفلا في عينيك كي لا يخبو أوار نرجسها في عيني. يا أبد الشذى وأنا التي في غور المدى وفي ارتفاع الظنون حتى النجوم. أين الهدى وأنت لي أرجوان الجنون؟ كيف الهدوء وبيننا عواصف وبرق ورعد وحب؟!

أيها الطالع من كوة القناديل، وجعبة الموسيقا التي تجهش بالأزهار، خذني إليك يا كأسي المترع بالضوء وبجلالة اللغة المعتقة. وبحفيف الدوح الحيران لنمضِ للشجن الجميل وإلى ألق المجهول والمهجور والمباح لنعرج إلى مباهج الأحلام.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى