أدبقصة

قصص قصيرة جدا (2)

غزو مبكّر
أفاقت مجموعة تقيم في إحدى البنايات الفاخرة من نومها، فجحظت العيون استغرابا وخوفا ممّا رأت، وهزّ دويّ الفزع أرجاء المكان. هرع سكّان الحيّ، فهالَهُم المشهد. الوجوه الشّابة غزتها التّجاعيد وداهمتها الشّيخوخة. بعد التقاط الأنفاس، قرّر الجمع التّوجه للمختصّين ومختبراتهم.
طال البحث شهورا ثمّ جاءت النّتيجة: هي القلوب قد كَوَتْها نيران اللّهاث الدّنيويّ، وألهبتها سياط الجشع.

ياسمينة
كانت الياسمينة تتباهى بعلوّها على رفيقتها الوردة الجوريّة، وتفخر بشذاها الذي يجذب القاصي والدّاني إليها. شمّتها أنوف كثيرة فسلبتها الرّائحة والميزة، اعتراها الذّبول فجأة، فتهاوت منغرسة في شوكة الوردة .. تضاحكت الأخيرة قائلة:
حذّرتك وقلت لك لا تشمخي متعالية؛ لئلّا تعودي لحضني ذاوية!

وهم
قال لها: أنت شهرزادي التي انتظرتها طويلا.
قالت له: يا لسعدي! أنت قيسي الذي سيعيد لليلي أنسه، بعد أن نهشته قوارض الوحدة.
قضت نهارها في فيافي الفرح بانتظار مساء اللّقاء.
ولمّا كان المساء، جلست على أرائك الخيبة تودّع الأوّل من نيسان!

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى