أدبشعر

يا قدس بشراك

 

يَـمَّمتُ شَـطرَ الـتي عِـشقِي لها ابتَدَأَ

مُـــذْ نَـــثَّ هُـدهُـدُهـا عَــنَّـا لــهـا نَــبَـأَ

ألـقَـى كِـتَـابَاً، تُـضِـيءُ الـكـونَ أحـرُفُـهُ

فـعانقَ الـضوءَ مَـنْ عَـنْ شَـمسِهِ صَـبَأَ

وافَـيـتُ مِــنْ سَـبَـإٍ شَـوقَـاً لِـمَسجِدِها

مُـبَـايِعَاً مَــنْ عـلى عَـرشِ الـهُدَى اتَّـكَأَ

وعُدْتُ والشمسُ في كَفِّي تُشِعُّ هُدَىً

ولـمْ يَـزَلْ فـي فؤادي العِشقُ ما انطَفَأَ

شـاخَ الـزمانُ، ومـا شـاخَ الهوى بِدَمِي

ووابِـــلُ الــشـوقِ مـــا أروَى لَـنَـا ظَـمَـأَ

وعِــشـتُ أنـــزِفُ حُـزنَـاً كُـلَّـمَا جُـرِحَـتْ

ومَـــنْ يُـرَجَّـى لِـتَـضمِيدِ الـجِـراحِ نَــأَى

حــتــى أتــاهــا رَسُــــولُ اللهِ مُـرتَـقِـيَاً

لِــسِـدرَةِ الــقُـربِ .. آيَـــاتٍ هُـنَـاكَ رَأَى

فــعــادَ بــالـنـورِ لــلأقـصَـى، وبَـشَّـرَهَـا

بِــعِـزِّ مَـــنْ عــانَـقَ الإســـلامَ والـتَـجَـأَ

صَـلَّـتْ سـيـوفي مَــعَ الـفـاروقِ فـاتِحَةً

فــمـا اشـتَـكَـتْ مِـلَّـةٌ ظُـلـمَاً ولا خَـطَـأَ

عـادوا .. فَـهَبَّ (صـلاحُ الـدينِ) مُـنتَصِرَاً

و(عـيـنُ جـالـوتَ) صَــدَّتْ شَـرَّ مـا طَـرَأَ

والـيومَ يـا قِـبلَتِي الأولَـى ونَـبضَ دَمِـي

نَـبـكِي الـعُـرُوبَةَ أَمْ نَـبـكِي مَـعَاً سَـبَأَ؟!

جُــــــرحُ الــعُــرُوبَــةِ دَامٍ لا تُــضَــمِّــدُهُ

دُمُـــــوعُ بَـــــاكٍ لِــجُــرحٍ غــائــرٍ نَــكَــأَ

أعــداؤنـا الــيـومَ مِـــنْ أبــنـاءِ جِـلـدَتِـنَا

بِــئــسَ الــعَــدُوُّ خــــؤونٌ بَـيـنَـنَا نَــشَـأَ

بـصائرُ الـقومِ فـي بَـحرِ العَمَى انطفأتْ

والـمُـسـتَبِدُّ بِــهِـمْ عَـيـنَ الـهُـدَى فَـقَـأَ

جُـيُـوشُ حُـكَّـامِنَا مِــنْ أجـلِـهِمْ نَـشَأتْ

مِــثـلَ الـقَـطِـيعِ تَـــرُومُ الــمَـاءَ والـكَـلَأَ

عــاثَـتْ بَـنَـادِقُـهُمْ فـيـنـا، وكَـــمْ لَـبِـثَتْ

لِـــصَــدِّ أعــدَائــنـا مَــحـشُـوَّةً صَــــدَأَ!

حـتـى الـعُرُوبَةُ فـي وَجـهِ الـغُثَاءِ غَـدَتْ

تُـغـرِي بِـنَا مَـنْ طَـغَى، واحـتَلَّ، واجـتَزَأَ

لـكـنَّـهـا لــــمْ تَـــزَلْ حُـبـلَـى، يُـرَاقِـبُـهَا

عِـلْجٌ بَـنَى (سُـورَ فَـصلٍ) خَـلفَهُ اخـتَبَأَ

يـا قُـدسُ مَـهمَا عَلا في الأرضِ غاصِبُهَا

سَـيَغسِلُ الـنَّصرُ يـوماً رِجـسَ مَـنْ وَطَأَ

لَــمْ يَـنـقَطِعْ نَـفَسُ الـرحمنِ عـن مَـدَدٍ

ولا خَـــبَــا فــــي فــــؤادٍ ثــائــرٍ حَــمَــأَ

يـا قُـدسُ صَـبرَاً؛ فَـمَوجُ الـبَحرِ مُضطَرِبٌ

وتَــحـتَ أمــواجِـهِ الـبُـركَـانُ مـــا هَــدَأَ

بُــشـرَاكِ: إنَّ الـشـعـوبَ الــيـومَ ثَـائـرَةٌ

وكُـــلُّ حُـــرٍّ بَــمَـنْ خَـــانَ الــثَّـرَى بَــدَأَ

مـــا واجَــهَ الـشـعبَ مُـحـتَلٌّ وطـاغـيةٌ

بــالــنـارِ إلا عـــلــى أعــقـابِـهِ انــكَـفَـأَ

حـتـمـاً سَـيُـشـرِقُ فَـجـرٌ مِــنْ تَـوَحُّـدِنَا

بِــوَعــيِ جِــيـلُ بِــحُـبٍّ قَـلـبُـهُ امــتَـلَأَ

مــا أسـعَـدَ الــرُّوحَ إنْ بـاتَـتْ مُـسَـبِّحَةً

شُـكـرَاً، وأسـعَـدَ مَـنْ صَـلَّى ومَـنْ قَـرَأَ

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى