أدبشعر

وَصِيَّةُ ابنِ زُرَيقٍ السِّرِّيَّةُ

مُرِّي بِهِ..
فَعِظامُ المَيتِ تَشتاقُ..
وَدَمعُهُ – رُغمَ أَلَّا عَينَ.. (..) – مُهراقُ..
مُرِّي..
فَبَرزَخُهُ الثَّلجِيُّ مُنفَتِحٌ..
عَلى الجَحِيمِ..
وَفِي كَفَّيكِ مِغلاقُ..
لا شَيءَ يَنفَعُ..
إِلَّا البِرُّ..
فاحتَضِني..
(هَلُمَّ.. نَحوِيَ) – قُولِي – (أَيُّها العاقُ)..
وَطَوِّقِيهِ..
بِوَردِ الرَّاحَتَينِ..
وَلا تَستَنكِري..
فَعُقُودُ الوَردِ مِيثاقُ..
وَمَرِّغي ناهِدَيكِ السَّاطِعَينِ..
عَلى عَمى الضَّريحِ..
تَفَتَّحْ فِيهِ أَحداقُ..
وَهَزِّزِي السَّاقَ..
تَسَّاقَطْ مَواجِعُهُ..
وَيَستَظِلَّ..
إِذا ما التَفَّتِ السَّاقُ..
وَقَبِّلِي القَبرَ..
وَاستَلقِي عَلَيهِ..
فَمَن يَدري؟!
لَعَلَّ عِناقَ القَبرِ إِعتاقُ!
قَد يَنهَرُونَ..
وَشَخصٌ مااا..
يَصِيحُ:
(كَفى؛ إِنَّ التَّحَرُّشَ بِالأَمواتِ إِرهاقُ)!
وَقَد يُقالُ:
(لَقَد لَوَّثتِ مَرقَدَهُ بِحُمرَةِ الفَمِ؛ وَالتَّسمِيمُ إِحراقُ)!
فَسَمِّمِيهِ..
وَلا تَخشَي مَلامَتَهُم..
بَعضُ السُّمُومِ – وَرُغمَ اللَّومِ – تِرياقُ!
وَدَلِّكِي الهَيكَلَ الجُذمُورَ..
يَطلَعُ مِن غَيابَةِ اللَّحدِ أَغصانٌ..
وَأَوراقُ..
إِنَّ التَّعَفُّفَ مَكرُوهٌ..
بِحالَتِهِ..
وَقِيلَ:
(ذاكَ حَرامٌ)
عِندَ مَن ذاقُوا..
بِهِ تُفَكُّ عَلى النِّيرانِ أَفئِدَةٌ..
وَبِالوِصالِ..
(..) .. مِنَ النِّيرانِ..
أَعناقُ..
ما أَهوَنَ المَوتَ!
لَولا أَنَّهُ سَبَبٌ..
بِهِ يُفَرَّقُ – مُضطَرِّينَ – عُشَّاقُ..
أَخفَقتِ..
– مِن قَبلُ –
فِي تَضمِيدِ طَعنَتِهِ..
فَلْتَعذُلِيهِ..
لِأَنَّ الصَّمتَ إِخفاقُ..
سَلِي المُحامِيَ..
عَن تَزوِيرِ بَصمَتِهِ..
عَلى الوَصِيَّةِ..
عَمَّن – بِالذِي.. (..) – حاقُوا..
عَنِ الشُّهُودِ..
وَعَمَّن خَطَّ فِي صُحُفٍ:
(لا تَعذُلِيهِ)..
وَعَمَّن؛ خَلفَها؛ انساقُوا..
(لا تَعذُلِيهِ) – يَقُولُونَ – (ارفُقِي)..
كَذَبُوا..
(بَلِ اعذُلِيهِ)..
فَفِي ذَيَّاكِ إِحقاقُ..
(لا تَعذُلِيهِ)..
يَقُولُ الضَّائِقُونَ بِهِ..
(بَلِ اعذُلِيهِ)..
وَلا عُتبى..
إِذا ضاقُوا..
(فَلْتَعذُلِيهِ)..
وَإِلَّم تَعذُلِي..
خَمَدَتْ؛ عَلى المَحاجِرِ؛ أَحداقٌ..
وَآماقُ..

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى