أدبشعر

في رثائه

نـاديـتُ نـاديـتُ جـمـرُ الـشوق بـرّحَ بـي

صمتٌ هنا غيرُ رجع الصوت لم يُجِب

أريــــكــــةٌ هـــاهـــنــا ســــجّــــادةٌ قــــلـــمٌ

ومـصـحفٌ لــم يــزلْ يُـتلى وطـيفُ أبـي

وســاعــةٌ طُــرِحــتْ حــــارتْ عـقـاربـهـا

مــن بـعـدِ مـعـصمهِ الـحـاني فـلـم تـثِبِ

هــــنـــا الـــــــدواةُ وقــــرطـــاسٌ تَــرقّــبَــهُ

وشــايُــهُ وحــنـيـنُ الــمــاء فــــي الــقِــرَبِ

إنــي ارتـسـمتُ خُـطـىً تـحذوكَ يـا أبـتي

أنـــا أمــامـكَ مـهـما قــد كـبـرتُ: صـبـي!

اشـتـقـتُ نـظـرةَ عـتْـبٍ مـنـك تـزجـرُني

و”فَـرْكة” الأذنِ إنْ غـاليتُ فـي صَـخبي

ولــمـسـةً مـــن نـــدى كـفّـيـك تـغـمـرني

فـمـن لـروحِـيَ رِيّــاً إن مـضـتْ سُـحبي؟

ومــــــــا رأيــــتُــــكَ إلا آخِـــــــذًا بــــيـــدي

كـالـطَّـلِّ يُـنـبئُني عــن خـضـرة الـعُـشُبِ

يــا قـدوتـي كـنـتَ إذ: لا يــأس يـصـرفُني

والــفـوزُ مـسـلـكه جــسـرٌ مِـــنْ الـتـعـب

لــــك الـعـصـامـيّةُ الـشـمّـاء كــنـتَ بــهـا

بـــلا وقـــودٍ ذكـــاءَ الــنـار فـــي الـحَـطـب

ألِــفـتَ شـــوك دروب الـعـمـر وخـزَتُـها

أغـــضّ مـــن مُـزهِـرٍ فــي مـنـبتِ الـرّيَـبِ

مـــــا حـــــلَّ داؤك إلا وابــتـسـمـتَ لـــــه

رضًـــا مـــن الله واسـتـبـشارَ مـحـتـسب

أبــــا الــكـواكـبِ! إثــنـيْ عــشْـر تـنـظُـمُها

فـكـيـف وجـهـتها فــي غـيـبة الـقـطُبِ؟

تـحـكي الـرفـوف بـمن قـد كـان يـعهدها

رفـــقــاً وزيّــنــهـا مــــن أنــفــس الــكـتـب

تــحــكـي الــدفـاتـرُ أنّ الــــدّرس ديــدنُــهُ

وأنّ مــأمــلَـه فـــــي الــعـلـم لــــم يــخِــب

تـحـكي الـسـطورُ بـأنّ الـفكرة اخـتمرت

فـــأيــن مـــنــه يـــــراعٌ ســـــال بـــــالأدب

سـقـيـتني مـــن فـصـيـح الـشـعر أعـتـقه

ومـنك يـعذُبُ نطق الضاد في الخُطبِ

هـــــم أودعـــــوك تـــرابًــا طــاهــرًا وأنــــا

أودعــتُ حـيـن مـضوا قـلبي إلـى الـترب

وضـعـتُ كـفّـي عـلـى طـهـر الـثرى ولـهًا

بـغـيـر طـيـب وصــالٍ مـنـك لــم أطِــب

أراكَ فــــــي بــهــجـة الأشـــيــاء رونــقــهـا

فـــي الـطـير سـابـحةً فــي أفْـقـها الـرّحِـبِ

ومـــــا مـــــرارة عـــيــشٍ كــنــت ذائــقـهـا

إلا كــقــهـوتـك الــســمــراء يـــــا عـــربــي

وارى الــثـرى ســنـداً مــا عــدت أبـصـره

لــكــنّ مــــرآهُ فــــي الأحـــداقِ والــهـدُب

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى